نجت سائحة أسترالية من الموت خلال هجوم برشلونة الإرهابي، وتعد هذه هي المرة الثالثة لها خلال 3 أشهر، بعد أن نجت بأعجوبة أيضاً من هجومي داعش الآخرين.
وكانت جوليا موناكو (26 عاماً) تتسوق في المدينة الإسبانية بعد ظهر الأمس، عندما انطلقت شاحنة صغيرة تجاه المارة الأبرياء، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة ميرور البريطانية.
تحكي وهي مذعورة أنها قفزت من خلال أحد نوافذ محلات إيربان أوت فيترز للملابس ثم انبطحت على الأرض داخل المحل، قبل أن تهرع عربات الإسعاف إلى مكان حادث التصادم المروع.
Something is happening in #Barcelona. Complete and utter chaos. Currently in lockdown in an Urban Outfitters. People running, crying.
— Julia Monaco (@juliaandmonaco) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وعادت في وقت لاحق إلى الفندق الصغير التي تقيم به، حيث بدأت تفكر بعمق في الوقت المروع التي مرت به.
وكانت هذه هي المرة الثالثة في أقل من ثلاثة أشهر التي تتعرض فيها جوليا، من ملبورن، أستراليا، إلى هجوم إرهابي، وتنجو بحياتها.
وكانت الشابة واحدة من مئات الأشخاص الذين علقوا تحت الأرض في محطة مترو أنفاق لندن خلال الهجوم الإرهابي على جسر لندن يوم الثالث من يونيو/حزيران.
وخلال تلك الحادثة، حطم المهاجمون شاحنة صغيرة في رصيف للمشاة قبل أن يشرعوا في طعن المارة الأبرياء بالسكين قريباً من بورو ماركت، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص.
وبعد أيام من الهجوم، كانت جوليا في نوتردام في باريس، فرنسا، عندما هاجم إرهابي مشتبه به يحمل مطرقة ضابط شرطة خارج الكاتدرائية.
ولكن في حديثها مع نيل ميتشيل3AW من برشلونة، قالت بشجاعة: "لا أشعر أنني أريد العودة إلى موطني، أشعر برغبة جامحة في البقاء هنا وعدم السماح لهم – أياً كانوا هم- بالانتصار. أنا جئت إلى هنا وسأبقى هنا حتى أزور ما جئت لرؤيته".
وأضافت قائلة إن المتواجدين في السوق كانوا يعتقدون فى البداية أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في برشلونة مجرد حادث سيارة، قبل أن يدركوا أنه "أكثر خطورة" عندما بدأ الناس بالجري في كل مكان.
في حين ألقت جوليا بنفسها على أرضية المحل، هرب المارة الآخرون بحياتهم للخارج.
وكتبت جوليا على تويتر وقت وقوع الحادث: "هناك شيء يحدث في برشلونة، فوضى كاملة وواضحة، محبوسة في الوقت الراهن داخل محلات إيربان أوت فيترز للملابس "الناس من حولي يركضون ويبكون".
Something is happening in #Barcelona. Complete and utter chaos. Currently in lockdown in an Urban Outfitters. People running, crying.
— Julia Monaco (@juliaandmonaco) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وبعد فترة وجيزة، كتبت: "قصص مختلفة عن اقتحام شاحنة لإحدى المناطق المزدحمة بالمارة، وسماع لإطلاق النار". بينما كانت لا تزال مستلقية على أرضية مركز التسوق.
Different stories filtering through about a car plowing through crowds and shots being fired. Still lying on the floor in the shopping mall.
— Julia Monaco (@juliaandmonaco) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وتابعت في وقت لاحق: "تجربة مرعبة حقاً، خلال دقيقة واحدة بينما كنت أتسوق لشراء تي شيرت، أقفز بعدها مباشرة خلال إحدى النوافذ. حادث برشلونة".
Evacuated from the mall out into back streets away from La Rambla. A tonne of police presence on the ground and above #barcelona pic.twitter.com/dPZt4GeKpa
— Julia Monaco (@juliaandmonaco) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وكانت آخر تغريدة كتبتها لمتابعيها بعدما وصلت للفندق، قالت فيها: "وأخيراً عُدت إلى الفندق، الوقت الذي قضيته اليوم بعد الظهيرة كان مرعباً، ابقي آمنة برشلونة".
Genuinely terrifying experience. One minute I'm shopping for tshirts, the next I'm running to get away from the windows #barcelona
— Julia Monaco (@juliaandmonaco) ١٧ أغسطس، ٢٠١٧
وقد هجمت سيارة مسرعة على مشاة مذعورين في منطقة مزدحمة بالمشاة ومحاطة بالأشجار، تاركةً الجثث منتشرة على الأرض.
وصرّحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأنها "مصابة بالذهول والاشمئزاز" من الهجوم، بينما تحاول وزارة الخارجية الآن، حالياً تحديد ما إذا كان هناك ضحايا بريطانيون أم لا.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم المميت. وذكرت السلطات الكاتالونية أن عدد الوفيات الأولية بلغ 13 شخصاً، لكنه ارتفع بعد ذلك الى 14 شخصاً.
هذا وقد بدأت قوات الأمن البحث عن سائق الشاحنة الذي شوهد بعد ذلك وهو يهرب سيراً على الأقدام.
وذكرت وكالة أعماق الإخبارية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش): "إن المخططين لهجوم برشلونة هم مجندون يتبعون تنظيم الدولة الإسلامية، ونفذوا العملية رداً على دعوات تتعلق باستهداف دول التحالف الدولي" – في إشارة إلى ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ضد الجماعة المسلحة.
وتمتلك إسبانيا مئات الجنود في العراق ممن يوفرون التدريب للقوات المحلية في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنهم غير مشتركين في العمليات البرية.
وجرت أحداث الأمس في ذروة الموسم السياحي في برشلونة، التي تعد إحدى أكبر وجهات السفر في أوروبا، حيث يصل عدد زائريها إلى 11 مليون زائر سنوياً.