إكمال قائمة زوجتي من الرحلات بعد فقدانها بسبب مرض ألزهايمر في سن الـ43 من عمرها

في كل مكان أذهب إليه من تلك الأماكن المذكورة في القائمة أحصل على إذن لوضع لوحة نحاسية صغيرة مكرسة لها في ذكراها. عندما ماتت احتفظت ببعض من شعرها، وفي كل مكان أذهب إليه أترك بعضاً منه، وبذلك تكون قد تمكنت أو جزء منها من التواجد في كل تلك الأماكن التي تشوقت لزيارتها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/17 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/17 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش

منذ وفاة زوجتي، قد قمت بتتبع القائمة التي كتبتها منذ سنوات عديدة. عندما كان أطفالنا ما زالوا صغاراً جداً، عمدت إلى عمل خطة كاملة لمغامراتنا في جميع أنحاء العالم بعدما يكبر الأطفال. وبالتأكيد في ذلك الوقت لم يكن لدينا أي فكرة عن أنها لن تكون قادرة على تحقيق حلمها.

كنت فخوراً جداً بالحفاظ على العهد الذي أخذناه، حتى فرقنا الموت. قد فعلت قصارى جهدي حتى النهاية. وقد اتضح لي ذلك عندما اكتشفت مذكراتها أحد الأيام في عام 2012. لم يكن لديّ أي فكرة عن وجود مذكرات لها؛ حيث خطت فيها بيديها تفاصيل كيف ترغب أن تتم رعايتها، شعرت بسرور جداً لمعرفة أنه على الرغم من أنه لم يسبق لي رؤية تلك المذكرات قبل ذلك الوقت، فقد قمت بكل شيء سردته؛ لأنني عرفت زوجتي الجميلة بشكل جيد.

يوم الثلاثاء 24 أبريل/نيسان 2007، تم تشخيص إصابة ميشيل بمرض الخرف المبكر في سن الـ38 عاماً، وعرفنا من وقتها أن الحياة لن تكون نفسها مرة أخرى.

في ذلك الوقت كانت واحدة من أصغر الناس في إنكلترا الذين يعيشون بالمرض، تماماً كما كان والدها؛ حيث توفي في سن الـ46 عاماً، وكنا نعرف أن هذا ما سيحدث أيضاً لميشيل.
وأخبرنا أبناءنا أن أمّهم كانت تعاني من مرض ألزهايمر بشكل لا يصدق، وعلى مدى السنوات القليلة التالية لذلك، أصبح من الصعب علينا رؤية الطريقة التي تغيرت بها ميشيل.

لم أكن أعرف أبداً حتى ذلك الحين حجم تأثير مرض الخرف الضخم والمدمر على الأسرة. عندما فقدت ميشيل القدرة على الاعتماد على نفسها، تخليت عن وظيفتي حتى أتمكن من رعايتها بشكل كامل طوال الوقت.

تغيّرت من كونها شخصية ودودة تحب الخروج والاختلاط، ومليئة بالحياة، إلى وجود نوبات مرضية مرعبة تقريباً كل يوم.

وتضاعفت إصابتها بسلس البول ولم تتمكن في نهاية المطاف من المشي، ولا الحديث كذلك، كما فقدت قدرتها على إطعام نفسها.

في الواقع، قد فقدت قدرتها على القيام بكل شيء بصورة كاملة.

على مدار تلك الخمس سنوات، قمت خلالها بالقيام بكل شيء يمكنني فعله بالنيابة عنها، من البخس القول بأن الأمر كان مرهقاً جسدياً وعقلياً.

والحقيقة هي أنني لم أنَم بصورة فعلية مطلقاً مخافة أن تموت أثناء نومي، هذا الخوف أبقاني مستيقظاً كل ليلة، كان من الصعب جداً عليّا تحمل فقدانها.

على الرغم من أن قصة ميشيل لها نهاية حزينة، أريد من أولئك الذين يقرأون مقالي جميعاً إدراك أن حياة أسرتنا استمرت بعد وفاتها، أنا الآن جَدّ، أحب قضاء بعض الوقت مع أحفادي الأربعة، إنهم رائعون.

في السنوات القليلة الماضية التي أمضيتها على سور الصين العظيم، القمم الثلاث ليوركشاير، أنكا ترايل في بيرو، المشي عبر جميع جسور لندن الـ16، والـ65 ميلاً على الطريق الساحلي لجزيرة ايزل وايت، وجدار هادريان، وما بين ساحلي كوستاريكا بالإضافة إلى تسلق أعلى بركان في البلاد، وأخيراً سوف أقوم بالمشي 100 كيلومتر عبر جبال الهيمالايا في بوتان في وقت لاحق من هذا العام، وتلك هي الرغبة الأخيرة على القائمة التي حلمت ميشيل القيام بها.

في كل مكان أذهب إليه من تلك الأماكن المذكورة في القائمة أحصل على إذن لوضع لوحة نحاسية صغيرة مكرسة لها في ذكراها. عندما ماتت احتفظت ببعض من شعرها، وفي كل مكان أذهب إليه أترك بعضاً منه، وبذلك تكون قد تمكنت أو جزء منها من التواجد في كل تلك الأماكن التي تشوقت لزيارتها.

في كوستاريكا تركت لوحة خلف أحد الشلالات في الغابات المطيرة، بينما تركت اللوحة في بيرو على حجر على ارتفاع أكثر من 10٫000 قدم فوق مستوى سطح البحر، واللوحة التي سأضعها في بوتان ستكون اللوحة الأخيرة التي أتركها.

وأعتقد بأن تكون لهذه الرحلة تأثير عاطفي أكبر لأسباب كثيرة، باعتباره آخر مكان في ذكراها، ولكن في كل مكان سرت فيه كنت أعرف أنها معي. بوصول هذا الفصل من حياتي إلى نهايته، آمل أنها فخورة بي الآن، ليس فقط للقيام بهذه الرحلات في ذكراها، ولكن بتقديم تلك الأموال التي تعد بحوث الخرف في أمَس الحاجة إليها من خلال جمع التبرعات لـ مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة، ولزيادة الوعي في وقت مبكر من ظهور ألزهايمر.
آمل أن يتم إيجاد علاج لهذا المرض المروع يوماً ما؛ لتتجنب تلك الأسر المرور بما مرت به عائلتي يوماً ما.

هذه التدوينة مترجمة عن مدونة "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد