لا تجعل كتب القراءة المنزلية تُضعف من حب طفلك للكتب

يبدأ الأمر على أنه إشارة سعيدة للخطوة الأولى لأي متعلم صغير نحو القراءة المستقلة. يطوق الأب أو الأم أطفالهم بذراعهم؛ ليستمعوا إليهم وهم يطلقون أصواتاً كالكلمات ويتعثرون من حين لآخر في نطق المقاطع اللفظية، بينما يشعر الآباء بالفخر. وبين الحين والآخر، سوف يرفع الطفل عينيه الواسعتين لأبويه؛ ليطلب المساعدة في اجتياز هذه اللغة الصعبة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/10 الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/10 الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش

يبدأ الأمر على أنه إشارة سعيدة للخطوة الأولى لأي متعلم صغير نحو القراءة المستقلة. يطوق الأب أو الأم أطفالهم بذراعهم؛ ليستمعوا إليهم وهم يطلقون أصواتاً كالكلمات ويتعثرون من حين لآخر في نطق المقاطع اللفظية، بينما يشعر الآباء بالفخر. وبين الحين والآخر، سوف يرفع الطفل عينيه الواسعتين لأبويه؛ ليطلب المساعدة في اجتياز هذه اللغة الصعبة.

وبمجرد أن ينتهي الكتاب، يدوِّن الآباء طوعاً اسم الكتاب والتاريخ، ثم يعيدونه إلى صندوق مزخرف على نحو خاص.

وبحلول الفصل الدراسي الثالث، لا تبدو الحياة وردية تماماً. فالصندوق المزخرف صار مهلهلاً تماماً، والملصقات تتقشر بينما يهدد الغطاء بأن يتمزق. والصبر الذي يتحلى به كل فرد لا يختلف عن حالة الصندوق.

لقد سئم القارئ الصغير من هذه الطقوس الليلية، فيقلب الصفحة بقسوة خلال هذه الحالة من الإزعاج، لدرجة تكاد تتمزق معها. يوبخ الآباء الطفل، الذي يرفض بدوره أن يستمر. وفي أوقات أخرى، يتراجع الطفل بوضوح ويغتمّ عندما يبعده الآباء عن ممارسة لعبة الليغو، ويشكو من اضطراره إلى القراءة المدرسية كل ليلة. وفي الوقت ذاته، يلعن الآباء حاجتهم للقيام بهذا كل ليلة.

تعتبر المشكلة معقدة في ظل الحقيقة التي تقول إن الاستماع إلى القارئ هو نشاط لا يُذكر، لدى كثير من الأسر، إلا قي الدقيقة الأخيرة عندما يكون الطفل متعَباً ويكون الآباء على مقربة من رؤية خط نهاية اليوم بوضوح -وهو سرائر الأطفال- عندما يخططون للانهيار متكوِّمين في إرهاق فوق الأريكة.

وهذه هي معارك القراءات المألوفة لكثير من الآباء الذين لديهم أطفال في عمر المدرسة.

لقد صرت متورطةً في حروب القراءة مؤخراً فقط، مع بدء أول أطفالي المرحلة الإعدادية هذا العام. وفي نهاية يوليو/تموز، لا أعرف من سيعترض على العملية أكثر من الآخر. وما أكتبه هنا يتأتّى من أم تحب القراءة بما يكفي لأن تكتب في مدونة عن الكتب.

ليست هذه طريقة لبناء حب القراءة لدى الأطفال، فهي بكل تأكيد تعتبر نهاية اللعبة. ولذا، فقد قررت أن هناك بعض الأشياء لأفعلها بطريقة مختلفة؛ كي أحاول التأكد من أنني لا أقتل من دون عمد متعة القراءة كلها لدى ابني. في نهاية المطاف، أؤمن إيماناً مخلصاً بكلمات جاكلين كينيدي التي تقول فيها: "يوجد كثير من الطرق لتوسعة عالم طفلك. ومحبة القراءة هي أفضلها على الإطلاق".

على الرغم من أن بعض الخبراء تساءلوا عن دور كتب القراءة المنزلية في المطلق، وما إذا كانت عائقاً وليس عاملاً مساعداً، لا يمكنني الاتفاق معهم. إنني أحب فكرة الجلوس مع ابني مع اقترابه من إجادة القراءة. إنني أرغب في مساعدته طوال الطريق، وإنني أعتقد أن هذه القراءات المدرسية ذات قيمة عظيمة على درب تعلم القراءة والكتابة وحب القراءة.

تتضمن فوائد كتب القراءة المدرسية أنها مصممة على المستوى الصحيح لتتناسب مع صغار القراء، كما أن كتب القراءة عالية الجودة يمكنها أن تقدم للطفل أساساً صلباً في الصوتيات، والفهم، والكلمات.

إنها مسألة تحقيق الأمر من الناحية العملية وحسب.

لذا، من أجل مساعدة الآباء الذين صارت القراءة الليلية معهم معركةً كما يمكن أن تكون كذلك في منزلي، إليكم بعض الخطوات التي سوف تساعدنا في العودة إلى جادة الصواب، ولكي نتأكد من أن محبة القراءة المستقلة لا تُستأصل قبل أن تبدأ بالفعل:

لا تنتظروا حتى اللحظة الأخيرة قبل وقت النوم حتى تجلسوا وتستمعوا إلى طفلكم وهو يقرأ
حاولوا أن تفعلوها بعد العشاء أو وقت الاستحمام، عندما يكون طفلكم دافئاً ومستريحاً ولا يشعر بالضيق من الجوع. إن كان هذا يعني تناول العشاء باكراً، فافعلوا ذلك (إنني دائما أستمتع بتناول العشاء في الخامسة مساءً على أي حال). يعني تخصيص وقت مبكر للقراءة، أنكم لن تشعروا باليأس كي يذهب أطفالكم إلى أَسرَّتِهم، كما أنهم لن يكونوا ناعسين للغاية من أجل الانخراط في القراءة.

ابذلوا عنايةً خاصةً من أجل عدم السقوط في شَرَك ترك القراءة حتى ساعة متأخرة من مساء الأحد، بعد أن يصير كل شخص متعَباً من عطلة أسبوعية مرهقة.

حاولوا أن تُبقوا على الحماسة التي أبديتموها عندما بدأ أبناؤكم في جلب كتب القراءة المنزلية، حتى وإن كانت حماسة مزيفة في بعض الأوقات
يعتبر وضع نموذج لحب القراءة جزءاً هاماً لتشجيع الأطفال على الاستمتاع بالقراءة أيضاً. ومن خلال الإسراع عبر صفحات الكتاب المقروء، أو التثاؤب عندما تدركون أنه العمل الأخير الذي لم يُتمم بعد- فأنتم بذلك تعطون أطفالكم الانطباع الخاطئ.

وبالمثل، تحدثوا عن قراءاتكم الخاصة بطريقة إيجابية، وأنكم تتوقون إلى أن تحظوا بفرصة القراءة في السرير، أو اصطحبوا أطفالكم في نزهة إلى المكتبة. في هذه الأيام، تمتلك المكتبات أماكن مبهجة ومغوية للأطفال ليكتشفوا ويختاروا الكتب لأنفسهم.

ليست القراءة واجباً أو وظيفة أو شيئاً تقضيه وتتركه لتواصل باقي الأنشطة. ينبغي أن يكون إحدى مسرّات الحياة التي تُمنح الوقت والمساحة والحماسة التي تستحقها. تأكدوا من أن يرى طفلكم ذلك في سلوككم.

ابتهجوا واسترخوا
إن تأخر الوقت لقراءة كتاب القراءة، فلن تكون نهاية العالم إن فوّتم يوماً. وإن كنتم تريدون تعويضه حقاً، فاقرأوا مرتين في الغد. وطالما تقرأون معظم الأيام، فمن غير المرجح أن يوبخ المعلم طفلكم، وإن فعل ذلك فربما عليكم أن تتحدثوا معهم حول ذلك.

كونوا أيضاً مرنين حول ما يريد طفلكم قراءته. فإن كانوا يفضلون أن يخوضوا في كتاب آخر ذي صور بالمنزل، فليكن إذاً. سوف يسمح لهم الخيار بأن يفكروا فيما يريدون قراءته حقاً، وسيفهمون أنهم يمتلكون خياراً. حاولوا أن تشجعوا طفلكم على الاطلاع على كتاب القراءة في معظم الأوقات، ولكن الأمر لا يستحق فعلاً الدخول في عراك إن أصرّوا على الاطلاع على كتاب آخر.

لأكون أمينة فيما أقول، عليَّ إيضاح أنني أستمتع بالليالي التي يختار فيها ابني شيئاً للكاتبة ميم فوكس، أو للدكتور سوس. ليس هذا كي أقول إن كتاب القراءة المدرسي ليس مسلياً، وبارعاً، وجذاباً. لقد قرأت العديد من الكتب التي تحمل جميع هذه الصفات. لكن الأمر يتعلق بإعطاء ابني إحساساً بأن القراءة اختيار، وهي شيء مرغوب فيه لهذا الأمر.

إنني آمل، من خلال القيام بهذه التغييرات مع نفسي، أن أضع ابني في رحلة من الثقافة والقراءة تستمر معه طوال حياته. ومثلما قال فيكتور هوغو: "إن تعلُّم القراءة هو بمثابة إشعال نار، وكل مقطع يمثل شرارة".

يمكن أن تلعب كتب القراءة المدرسية دوراً هاماً في إشعال مخيلتهم وشغفهم بالقراءة، طالما نتعامل معها بعناية.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد