شهدت عدة مدن هندية، أمس الأربعاء 9 أغسطس/آب 2017، مظاهرات بالآلاف شملت القطاعين العلمي والتعليمي من أساتذة وطلاب للاحتجاج على سياسات الحكومة المتهمة بتعزيز الخرافات والأساطير الدينية المناهضة للحقائق العلمية والتاريخية.
وفي شوارع العاصمة نيودلهي، سار نحو 200 باحث علمي بصمت كما لو كان الأمر يتعلق بموكب جنازة ورفعوا لافتات منددة بموت الروح العلمية وتفشي الخرافات التي تتبناها حكومة رئيس الوزراء ناراندرا مودي والمتعلقة بالديانة الهندوسية، وفق ما ذكر موقع مونت كارلو الدولية.
ونقلت "إذاعة فرنسا الدولية" عن سوميترو بانيرجي الأستاذ في معهد أبحاث في كالكوتا والمشارك في تنظيم المسيرة العلمية قوله "قبل عامين قدّم شخص ورقة إلى المؤتمر العلمي الهندي تفيد بأن الطائرات كانت موجودة في الهند قبل 9000 سنة وكان بمقدورها السفر بين الكواكب رغم أنه لم يملك أي دليل على ذلك. أشخاص آخرون ادعوا أن "أسطورة رامايانا" الهندوسية تروي حقائق تاريخية. نحن نشعر بالقلق تجاه هذه الأطروحات تدعمها الحكومة حين لا يكون لها أساس علمي".
وينتمي رئيس الوزراء الهندي المحافظ مودي إلى تيار هندوسي أصولي ويدافع بالفعل عن هذه الأطروحات، كما تكرّس الحكومة أموال الخزينة العامة لتمويل أبحاث متعلقة بالخرافات وبينها تلك المتعلقة بفضائل روث البقرة التي يدعي الأصوليون أنه مقدس.
بالمقابل، يفتقر طلاب الدكتوراه الذين يدرسون التكنولوجيا الحيوية إلى الموارد اللازمة لتمويل أبحاثهم. وبحسب الطالب أسيم شابراكار فإن "التمويل يشهد انخفاضاً ولا يتم إصلاح معداتنا العلمية بانتظام والعمل الذي كان يستغرق أسبوعاً بات اليوم يستغرق شهراً أو شهرين. وهذا يؤثر على أبحاث الجميع".
وتندرج التظاهرات الهندية في سياق تحرك احتجاجي عالمي تقوده القطاعات العلمية والبحثية ويتعلق بقضايا مختلفة كالعنصرية وقيمة البحث العلمي وغيرها. وكانت أولى نشاطات هذه التعبئة دعوة الأكاديميين الأمريكيين في نيسان/أبريل 2017 إلى التظاهر في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على المواقف المتطرفة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.