هل تضع ابنك تحت ضغط؟ آمل أنك تفعل ذلك! الضغط يولد مرونة، وكبرياء، ومثابرة وثقة بالنفس، وكلها سمات عظيمة أن تكون لدى الطفل.
فلماذا إذاً نحاول إبعادهم معظم الأحيان عن الوقوع تحت ضغط؟ لماذا نحاول الإفراط في حمايتهم ولا ندعهم يخوضون التجارب الخارجية؟ لماذا نؤدي واجباتهم المنزلية بدلاً عنهم ثم نجادل معلميهم عندما يحصلون على نتيجة سيئة بالامتحان بسبب كسلهم؟
يقول أولياء الأمور: "لا أريد أن أضع أطفالي تحت ضغط، لديهم ما يكفي من الضغط في المدرسة، أريد حمايتهم وجعلهم سعداء".
بالتأكيد فإن وظيفة الآباء هي حماية أبنائهم من الأذى. ولكن ليس من وظيفة الآباء الحِيال دون خوض أبنائهم للتجارب المختلفة التي تضعهم تحت ضغط، يحتاج الأطفال للضغط لينمو.
المشكلة هي نوع الضغط الذي يحتاجون إليه وكيفية تعاملنا معه، سأذكر المزيد عن ذلك لاحقاً.
يُعد الإفراط في حماية الأطفال أمراً حادثاً، خاصة في الأوقات التي يشتد فيها الضغط، وفي هذه الحالة نحاول أخذهم بعيداً.
إن تهديدات اليوم تتمثل في عقل مولِد للضغوط. معظمهم يتساءلون "ماذا لو.." والتي تمثل ضغوطاً لم تعد تشكل تهديداً للحياة والأشخاص.
علينا أن نضرب المثل بأنفسنا لأطفالنا ونريهم أن الأمور الصعبة ما هي إلا تحدّ يستحق المناضلة، علينا أن نريهم كيف نتعامل مع الضغوط المحيطة بنا مع الحفاظ على عزائمنا مستقرة.
إذا سألت أحد الآباء في الخمسينات أو الستينات أو أولئك المخضرمين ذوي السبعين: ما هي أهم وظيفة للآباء؟ إجابتهم ستكون هي "توفير الإمكانيات لهم ليصبحوا أشخاصاً جيدين". إنها كانت الإجابة الصحيحة، ولا تزال إلى اليوم، نحن جميعاً نريد بناء شخص جيد ذي أخلاق عالية، وقيم صلبة بالإضافة إلى حيازته لأخلاقيات عمل صحية.
ولكن، هل تربيتنا من شأنها السماح لذلك أن يحدث؟
إذا سألت معظم الآباء اليوم ما يريدون لأطفالهم؟ الجواب الأكثر شيوعاً سيكون "أن يكونوا سعداء". وتنشأ المشكلة في التحول من إرادة بناء شخص جيد إلى بناء شخص سعيد.
وقد جاءت إجابة الآباء ذوي الخمسينيات شاملة تعليم الطفل الصواب من الخطأ. تعليمهم تحمل المسؤولية، والمثابرة وأخلاقيات العمل الضرورية للحصول على مكان في هذه الحياة. على الآباء ضرب الأمثلة، وعلى الأطفال العمل على كل ما يتلقونه.
هذا يعلمنا أن الطفل بحاجة إلى "تأجيل الإشباع"؛ ليكون قادراً على العمل لتحقيق ما يريد، وأن الأمنيات لا تتحقق فقط لأنهم يريدونها.
الفخر الناتج عن كسب المال لشراء دراجة جديدة هو أكبر بكثير من الفرح الناتج عن منحك إياه دراجة جديدة.
أطفال اليوم في كثير من الأحيان (وليس دائماً) يحصلون على آيفون جديد فقط؛ لأن هناك آيفون جديداً. لم يكن هناك عمل مطلوب لكسبه، ولم يكن هناك فخر من العمل والادخار لتحقيق هدفهم.
"الفخر من المساهمة" هو أمر مهم للغاية، وأعتقد أن طريقتنا الحديثة في تربية أبنائنا بـ"الإشباع الفوري" تفتقد البصيرة إلى ذلك.
كان هناك الكثير من الحديث مؤخراً عن لقب جيل الألفية. أعتقد أنهم بحاجة إلى بعض الضغط! إنهم بحاجة إلى العمل لدى بعض أولئك الرؤساء الذين يعاملونهم بقسوة، إنهم بحاجة إلى العمل لبناء شخصيتهم المستقلة وإيجاد طريقهم نحو مستقبل ناجح، إنهم بحاجة إلى الشعور بالضغط الناتج من احتمالية الفشل، الأمر الذي يضمن قيامهم بالعمل المطلوب للنجاح.
الضغط يحدث باستمرار في الحياة، ونحن بحاجة إلى اكتساب مهارات كيفية التعامل معه، إذا كنا محميين من المواجهة، محميين من الفشل المحتمل، ولم يُسمح لنا أبداً بالمخاطرة في مرحلة طفولتنا، فسيكون واضحاً أن أي ضغوط سنتعرض لها لاحقاً للمرة الأولى في شبابنا ستكون أكبر بكثير مما نطيق.
نحن جميعاً نريد أن يكون أطفالنا سعداء، ولكن عندما نحاول كأولياء أمور جعل هذه السعادة هدفاً نهائياً، أعتقد أننا سنمضي دون توقف، السعادة لا بد أن تصبح نتيجة للقيام بالأمور الصحيحة وليست وِجهة.
نحن بحاجة لتعليم الأطفال كيفية تبني الإجهاد والتمتع بالأشياء الصعبة، سيكون هناك دائماً عائق في طريق تعليمنا إياهم ذلك؛ هذا الطريق سيرينا الضغوط باعتبارها تهديدات يجب التعامل معها لتجنبها أو تقليلها.
لسوء الحظ، تجنب الضغط يحد من فرص النمو الخاص بأطفالنا ويصيبهم بضعف العزيمة والقلق والاكتئاب. نصف الحالات من اضطرابات الصحة العقلية تبدأ قبل سن الرابعة عشرة. ومن الواضح أن الكثير من الأطفال يتعاملون مع الضغط كتهديد.
هذه التدوينة مترجمة عن مدونة هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.