وصل وزير خارجية الكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، مساء الإثنين 7 أغسطس/آب، إلى القاهرة، لتسليم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رسالة من أمير بلاده الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأوضح مصدر ملاحي بمطار القاهرة الدولي، في تصريحات للصحفيين، أن وزير خارجية الكويت وصل إلى المطار المصري على متن طائرة خاصة قادماً من جدة، دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق اليوم، أرسل أمير الكويت وزير خارجيته إلى السعودية ومصر، حاملًا رسالتين خطيتين لكل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) آنذاك إن مبعوث أمير الكويت غادر البلاد ظهر اليوم متوجهاً إلى السعودية لتسليم رسالة خطية من الشيخ الصباح إلى الملك سلمان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن نائب العاهل السعودي، الأمير محمد بن سلمان تسلم الرسالة الخطية، من مبعوث أمير دولة الكويت، وذلك خلال استقباله بقصر السلام بجدة اليوم، دون تفاصيل أكثر.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل "الجزيرة" بأن وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل التقى أمير الكويت ونقل إليه رسالة من بوتفليقة، ثم التقى رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح. لكن لم تتسن معرفة تفاصيل ما دار خلال الاجتماع الذي تناول الأزمة الخليجية الراهنة بين قطر والدول الأربع التي تفرض على الدوحة حصاراً.
وكان مساهل قد وصل الكويت مساء أمس الأحد قادماً من الدوحة، ضمن زيارة إلى المنطقة شملت أيضاً كلاً من الإمارات والسعودية ومصر وعُمان.
هذا ولم تفضح وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن مضمون الرسالتين المبعوثتين إلى كل من القاهرة والرياض، إلا أن أمير الكويت يقود جهود وساطة لحل الأزمة الخليجية، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، يوم قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها إجراءات عقابية، بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
ووصفت قطر الإجراءات التي قامت بها الدول الأربع ضدها بأنها "حصار" ولاسيما أنها تضمنت إغلاق المنفذ البري الوحيد لها مع السعودية، في حين تصر الدول الأربع أن هذه الإجراءات "مقاطعة" وليس "حصارًا" ، وتدلل على ذلك بحرية الحركة من وإلى قطر عبر مطاراتها وموانئها البحرية.
مبعوثان أميركيان يتوجهان للكويت
على جانب آخر ذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، الإثنين 7 أغسطس/آب 2017، أن مبعوثَين أميركيَّين سيتوجَّهان إلى منطقة الخليج هذا الأسبوع؛ للقاء مسؤولين هناك، بهدف المساعدة في حل أزمة دبلوماسية مستمرة بين قطر و4 دول عربية أخرى منذ أكثر من شهرين.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية، وفرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر، في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، متهمةً إياها بدعم الإرهاب، ولا توجد علامة واضحة على حل ذلك الخلاف الدبلوماسي.
وقال مسؤول بالخارجية الأميركية، شريطة عدم نشر اسمه، إن تيموثي ليندركينغ نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج، والجنرال المتقاعد بمشاة البحرية الأميركية أنتوني زيني، "سيتوجهان إلى الخليج هذا الأسبوع؛ من أجل الحوار مع الأطراف المعنية ودعم جهود الوساطة التي تقوم بها حكومة الكويت".
وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أعلن عن مهمة زيني وليندركينغ الأسبوع الماضي.
وتمخضت زيارة تيلرسون إلى الخليج، في يوليو/تموز، عن اتفاق أميركي-قطري بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، دون أن تسفر عن انفراجة كبيرة في الخلاف.
وقال تيلرسون للصحفيين الأسبوع الماضي، إن وجود زيني سيساعد في "الإبقاء على ضغط متواصل على الأرض.. هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله من خلال الإقناع عبر الهاتف. لكننا ملتزمون بحل هذا الخلاف واستعادة وحدة الخليج؛ لأننا نرى أن ذلك مهم للجهد المبذول منذ فترة طويلة لهزيمة الإرهاب في المنطقة".
وعمل زيني، الذي لم يتقلد أي دور رسمي كمبعوث أميركي إلى أطراف الخلاف، قائداً للقيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط. وعقب اختتام مسيرته العسكرية، عمل مبعوثاً أميركياً خاصاً إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.
ومن 2009 حتى 2012، عمل زيني رئيساً لشركة "بي إيه إي سيستمز"، ثالث أكبر متعاقد دفاعي في العالم، والتي لها عمليات كبيرة بالسعودية. وهو الآن رئيس "سبكترام جروب" التي تضغط على الحكومة الأميركية نيابةً عن صناعة الدفاع وغيرها من الصناعات.
والخلاف الدبلوماسي هو أسوأ نزاع منذ عقود بين دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وجاء بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية ودعوته للوحدة الأميركية-العربية في مكافحة تمويل الإرهاب وأجندة إيران بالمنطقة.