وإذا الروح وُلدت! ” 1 – 2″

هذه رحلة يجب أن تطوف فيها الروح كما يطوف الجسد، أن تخرج الروح من مألوفاتها، من عاداتها، مما ترتاح إليه وفيه، هيا اخرجي يا نفس، اخرجي للجهاد، اعرجي للجهاد!

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/05 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/05 الساعة 02:19 بتوقيت غرينتش

خروج وعروج

إيهِ يا ابن بطوطة! هذه الرحلة صنعتك الرحالة الذي نعرف، وماذا عنا نحن؟ كيف ستصنعنا هذه الرحلة؟ كيف ستغير حياتنا؟

هذه رحلة تحديد المصير، رحلة رسم المستقبل، رحلة الاكتمال، رحلة تشييد الركن الخامس. من الآن فصاعداً لا يجوز أن نعيش في ظل الهيكل القديم، هناك ركن جديد في بناء أرواحنا، ركن جديد يتكئ عليه إيماننا، يتقوّى به.

نحن الذين تقف الجغرافيا في صفّنا، وتفتح المطارات أذرعتها لنا، هل وقفنا ونظرنا للحجاج الذين بجانبنا؟ تأمّلنا، تخيّلنا أولئك الذين ينتظرون القرعة؟ شعور أشقّ من انتظار نتائج الثانوية، شعور القلق، شعور الترقب، القُرعة، الصدفة، العشواء المنتظرة، لا شيء عشوائي وإن بدا ذلك، هي أقدار تتزيّا بزي الصدفة، هي مكتوبات تبدو عشوائية. لا، ليس من حقنا ألّا نعيش تجربته! يجب أن نتعلم من الآن فصاعداً فن التماهي، فلنتدرب عليه من الآن!

فلنكن نحن هذا الإندونيسي السبعينيّ الذي أمضى الشباب والكهولة والمشيب يجمع ثمن الرحلة، فلنكن هذه المصرية تنتظر التي تنتظر نتائج قرعة الحج، لن نذوق الحج حتى ننفق مما نحب، حتى ننفق تعاطفاً، وتماهياً، وتعايشاً، فهذا موسم اللقاء والتعارف والتعايش، هذا موسم لا نكون فيه أنفسنا، بل نكون الآخر أيضاً، الشعب الآخر، القبيلة الأخرى، الضفة الأخرى، العِرق الآخر، هذا لئلا يكون الحج مجرد رحلة مرهقة، كرحلات زائري الكثبان، والسفاري، والشواهق.

هذه رحلة يجب أن تطوف فيها الروح كما يطوف الجسد، أن تخرج الروح من مألوفاتها، من عاداتها، مما ترتاح إليه وفيه، هيا اخرجي يا نفس، اخرجي للجهاد، اعرجي للجهاد!

على خُطى إبراهيم

جئنا -أبناء آدم- على خطى إبراهيم وعلى ملته؛ إبراهيم، وإسماعيل، وهاجر، حينما نقول في الصلاة: "… كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم"، فإن طعماً جديداً سيكون لها بعد الحج؛ لهذا كان إبراهيم أمّة؛ لأن الأمة في كل عام تسير على خطاه، على خطى "أول المسلمين".

الحج – المعنى

الحج في اللغة هو القصد، ولهذا حينما نقول "ماذا تقصد؟" أو "قصدي كذا"، فإننا هنا نتكلم عن المعنى. الحج إذاً هو المعنى، الحج يطرح علينا السؤال الوجودي: أي معنى اخترت لحياتك بعد الحج؟

حُرمات

البلد الحرام.. في الشهر الحرام

إلى المكان الذي تهوى إليه أفئدة من الناس، تهوِي إليه وتهواه، تهوى وادياً أجردَ شديد الحرّ، تهواه في سبيل الله، نبرز من كل الفجاج قربت أو بانت، نتماهى مع الزمان والمكان مُحرمين.

في الطريق إلى البيت الأول، هذه منطقة لا تُولج إلا بالتحلل والتحرر من سطوة الجسد، هذه منطقة محظورة عليها لافتة كبيرة نقش عليها: للأرواح فقط.. يرجى عدم اصطحاب الأجساد!

وليس الجسد وحده هو الذي يسقط، بل كل ما يسترقه في النفس؛ العُجْب، الرياء، الشهوة، تعلّق القلب بغير الله، التظاهر والتفاخر والتكاثر، الأنا برمتها. كل الأمراض التي تصيب القلب جرّاء جبروت الجسد، آن أوان اجتثاثها بالإحرام.

حتى سنن الفطرة، حتى الطيب الذي هو من الثلاثة التي حُبّبت للنبي -صلى الله عليه وسلم- في دنيانا، كلها يجب أن تطالها المعركة، معركة التخفف، معركة الإدراك أن الجسد سكن مؤقت، ولا سبيل إلى إدراك ذلك سوى بقمعه، والعروج ببؤرة التفكير إلى أفقٍ عليّ.

يا ربنا، أي نعمة أنعمت بها علينا! وقد مهّدت لنا تمهيداً حتى غَدَا المرور بالميقات لمحة يخشى فواتها، لمحة تستبق بالتلبية قبل موعدها خوفاً من فواتها.

"الركب كثير والحاج قليل" هكذا قال ابن عمر، تأخذ النفوس بالقلق، ماذا لو كنا منهم؟ من الركب لا من الحاج! من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وحجاً، وقد جاءوا هنا بحكم العادة أو التقليد أو السمعة، أو -والأخطر من هذا كله- مزيج من الإقبال على الله، والتباهي على عباد الله في الوقت نفسه، مزيج خطر لأنه يبدو خالصاً، وما هو بخالص.

صدى الأذان العتيق

"أذّن وعليّ البلاغ"، هكذا قال ربّ العزة لأبي الأنبياء، هذه إجابة أذان أبينا إبراهيم -عليه السلام- حين نادى بالحج، "فأجابه كل من كُتب له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات: لبيك اللهمّ لبيك"، الذكرى عتيقة جداً، أبعد مما نتذكر، تلبيتنا اليوم هي التلبية الثانية، ومنذ الآن، سنجد إبراهيم -عليه السلام- معنا في أكثر من موضع في هذه الرحلة.

إذا كانت تكبيرة الإحرام هي ما يدخلنا في الصلاة، فإن التلبية هي ما يدخلنا في الحج.

في الطائرة، في الحافلة، يتوقع من يحج لأول مرّة أن ترتج الأجواء رجّاً بالتلبية. أليس "أفضل الحج العج والثج" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأين العج؟ لا أطالب بالتلبية الجماعية، فهذه لا أساس لها في السُّنة، لكن أفلا كانت تلبيات مسموعة من الرجال على الأقل؟ أهلا أيها الكسر الأول، أيها الشرخ الأول في صورة الحج المثالية.

أصوات قليلة تُسمع هنا وهناك، أما البقية، فكلّ في فلك يلهون! حُجتهم أن التلبية بصوت عال سنة لا فرض، الحج فرصة للتخلص من تقوقعنا وتمركزنا حول ذواتنا، وأيضاً للتخلص من نزوعنا لاختيار أضعف الإيمان/للخيارات الدنيا/ لـ"النهاية الصغرى" التي تضمن نجاحنا بالكاد.

وهو أيضاً فرصة للتخلص من كسلنا وأنانيتنا اللذين نلبسهما لبوس التسامح والتحضر، فلا نلبّي خشية التشويش على الآخرين وإزعاجهم، المشكلة أن بعض من يدعون ذلك، لا يجدون حرجاً في التشويش على الآخرين بثرثراتهم أو أصوات هواتفهم الصادحة، للأسباب نفسها، نجد الناس بالكاد يكبّرون في العيد، رغم أن التكبير العلني مسنون حتى مغرب اليوم الرابع، أسباب يُرجى أن يعالجها الحج فينا.

الغريب أن مجتمعاتنا التي لها صيغة اجتماعية ضاغطة، بحيث تصير الممارسة المجتمعية جماعية وملزمة، تأتي عند أمور مثل التلبية والتكبير، وتتبنى الوجهة المغرقة في فرديتها وانعزالها، لا داعي للقلق، لمثل هذا وُجد الحج! معظم شعائره جماعية، الطواف وحده مع جموع لا نعرفها، التلاصق والتدافع، كل هذه ستطرح بنا وبفرديتنا أرضاً، سنتعلم أن لا نستنكف أن نكون جزءاً من مجموع إن كان على الحق، وسنتعلم في مواضع أخرى أن ننفصل عن المجموع ونخالفه (كما سيرد في الحديث عن المبيت في مِنى) إن كان على غير الحق.

العالَم يطوف

عليه الصلاة والسلام، كم تقلّب وجهه في السماء! وها هي القِبلة التي ولاها إياه ربه؛ قبلة يرضاها. القبلة، مغناطيسنا اليومي التي نولي وجوهنا شطرها خمس مرات في اليوم. الآن حان ميعاد الاقتراب عن كثب. ها نحن نطوف حولها، ننضم وننتظم في مدارها كما تنتظم الكويكبات السيّارة حول كوكبها الدريّ، كذراتٍ مجنّدة حول النواة. "الطواف بالبيت صلاة" كما جاء في الحديث، صلاة لا نتجه فيها إلى الكعبة نبحث عن إحداثياتها وعن اتجاهها، بل نشكل طوقاً حولها، نكون جزءاً منها نسبح بحمده ونقدّس له، كما تفعل الملائكة في البيت المعمور.

وفي الطواف نسمع ألسنة متعددة تلهج دعاءً، بعضها يدعو جماعياً، ونسبّح الله -عزّ وجلّ- الذي يستمع إلى هذه الجموع كلها دفعة واحدة دون أن ينزعج أو يختلط عليه الأمر كما يحدث لنا. فهذا يدعو بالعربية، وآخر بلغته الأم، أو بالعربية التي لا يفهم منها شيئاً سوى أن يردد ما يقوله المطوّف له وهو يصطنع العربية بذال تحولت زاياً، أو بياء تركية فريدة، أو ذاك الذي يمسك بكتاب أدعية، يقرأ نقلاً صوتياً للدعاء العربي لاهجاً: "رابانا آتينا فيدونيا هاسانا". هنا، يخجل القلب، يشعر بالثقل والذنب لحظوة لم نتعب فيها، فهم اللغة العربية. العربية مفتاح من مفاتيح الدين، أين نحن منها؟ أي نحن الذين نعلن مدحنا لها وحبنا علنا، وفي سرنا نبجل لغات أخرى نراها سترة النجاة والنجاح.

في الطواف تطبيع مع المختلف. فجأةً، تصير خُمُر الرأس المتنوعة شكلاً ولوناً محببة بعدما كانت مزعجة وغير ملائمة للذوق، وسحنات البشرة المتعددة ظريفة بعدما كانت غريبة على العين. حينما يطوفون معنا كتفاً بكتف، أو يتقدمون علينا، تنكسر الأنا، تتفتّ، وتسقط لتدكّها الأقدام الطائفة. نتأمل القصاصات التعريفية المعلقة، وأغطية الرأس المتضامنة لوناً وشكلاً، وحقائب الظهر الموحدة، حينها ندرك حجم الأمم التي ترد هنا! كل أجناس الأرض من كل حدب ينسلون، يفعلون كما نفعل، نحن وهم سواء رغم شدة الاختلافات. ماذا يشبه الحج؟ برج بابل؟ سفينة نوح؟ بوتقة صهر؟ بل هو الحج يا قوم، لا يشبه شيئاً، بل تُشبّه الأشياء به!

الحجر الأسود

الحجر الأسود صديقنا الذي جاء من الجنة، كلانا -البشر وهذا الحجر- ننتمي إلى مسقط رأس واحد، نحن أيضاً موطننا الجنة، كانت موطن أبينا آدم، وإليها شوق الرجعى؛ لهذا به يبدأ الطواف وينتهي عنده.

وإنّا لمحاطون بكثير من الحجارة في هذه الرحلة؛ الحجر الأسود، الحجارة التي بُني منها البيت، مقام إبراهيم، الحصى التي نرميها. كل هذا في سبيل إنقاذ وتليين شيء قابل للتحجر؛ القلب. {ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار…} نعم، يمكن أن تتفجّر الأنهار من القلوب – الصخور، تتفجّر من الأراضي القاحلة كما تفجّر زمزم في الصحراء.

مقام إبراهيم

مجدداً أبونا إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء، وأول المسلمين. يُستحب الصلاة خلف مقامه بعد الطواف، ومقامه ليس المكان الذي وقف فيه يقوم الليل يصلي، بل الذي وقف عليه يبني الكعبة هو وإسماعيل عليهما السلام! حجرٌ وقف عليه يعمل ويناوله إسماعيل الحجارة، وظهرت طبعة قديمة عليه إلا أنها اندرست بفعل الزمن وتمسُّحِ الناس بها. نصلي في مكان العمل، عمل لله، عمل أمر به الله، عمل جدير بأن نصلي خلفه، أن نسعى خلفه، أن نحتذي به. نعم، ستقفز في أذهاننا العبارة المكرورة "العمل عبادة". لكن هل أي عمل؟ لا والله، أيّما عمل ليس لله، فلا يُعتد به ولا يُعد.

يقين هاجَر

لو سألت المعتمر عن أكثر مناسك العمرة إرهاقا، لكانت إجابة غالبهم: السعي بين الصفا والمروة. هذا كلام يقوله مَن يقطعونها مرتاحين، يمشون على الرخام الناعم البارد، تحفهم نسمات التكييف، وتنتظرهم مياه زمزم المبرّدة. لكن كيف بمن جرت هذه المسافة تحت قرص الشمس، ضامرة البطن، ظامئة الحلق، مفطورة القلب على وليدها العطشان؟!

الشفقة، الإنسانية، العاطفة، كلها أمور يجب أن نتعلمها، والرجال بالذات! لهذا يُسنّ للرجال الهرولة بين العلمين/الضوءين الأخضرين (وهي منطقة كانت منحدرة بطبيعة التكوين الجغرافي للمكان) كما هرولت هاجر. لماذا الرجال دون النساء؟ هل قياساً على حصر الرَمَل في الأشواط الثلاثة على الرجل فقط بسبب المشقة؟ هذا سبب. لكن أرى أن ثمة سبباً آخر، كي يستشعروا حقيقة عاطفة المرأة. العاطفة التي كثيراً ما تكون موضع سخرية "المرأة كائن عاطفي، المرأة تتحكم بها العاطفة". حسناً يا رجال، الآن عليكم أن تتمثلوا بهذه التي "تتحكم بها العاطفة"، عليكم أن تعلموا وتتعلموا أن العاطفة والإنسانية والشفقة كلها أمور واجب إجلال من تتسم بها لا إذلالها! هرولوا، هرولوا!

حين ترك إبراهيم -عليه السلام- هاجر وابنها، سألته "آلله أمرك بهذا؟" فحين قال لها نعم، قالت "لن يضيّعنا". حينما سعت هاجر -رضي الله عنها- بحثاً عن الغواث، كانت تسعى بيقين تام، كانت تسعى وغيمة عنوانها "لن يضيعنا" تظلل قلبها. فلا بد أنها أدركت من أول أو ثاني مرة أن لا قافلة تمر بالقرب، فلم عاودت الهرولة مرات أُخر؟ "لن يضيعنا" كانت تحدوها، اليقين الناجز كان برفقتها. ونحن حين نشرب من زمزم، لا بد أن نشربه بيقين هاجر، بيقين أنّه "لما شُرب له"، حينها يكون ماءً أعجوبة به تُجاب الأماني.

زحام
في هذا الزمان، مشقة الحج العظمى هي الزحام، لا الطريق والزاد، ولا الحرّ بالضرورة. لقد طويت لنا المسافات، لكنها ازدحمت. لكل زمان مشقته التي يؤجر أهله عليها وبها يجاهدون، هكذا؛ ليكون الحج لوجه الله وحده. وللزحام فائدة أخرى، يذكرنا بالمحشر، الناس بثيابهم القريبة من الأكفان، العاطلون عن الطيب، يتوافدون متزاحمين، لمحة تذكيرية لذلك اليوم.

يوم التروية

غدا أَمْر، واليوم يوم الارتواء والحشد.

سُمي يوم التروية؛ لأنهم كانوا يستقون فيه استعداداً للحج. هو زمان التزود والاستعداد والاستقاء الروحي. هو شهيق ما قبل العَدْو. منى مكان نتذكر فيه المُنى. يقال إنه سمي بهذا الاسم؛ لأن آدم حينما نزل إلى الأرض طلب منه جبريل -وهما في مِنى- أن يتمنى، فتمنّى آدم الجنة. ويقال إنها سميت مِنى؛ لأن الدماء تُمنى فيها، أي تسال وتراق، إذا كانت مذبحاً للهدي.

الثلاثة تتضافر، الماء، والدم، والتمني. الماء الذي صار طيناً، ثم دماً ولحماً يقطنه شيء من أمر ربي يدعى الروح، والروح تتمنى أن تعود إلى موطنها – الأم، الجنّة. دون مِنى، ودون هذا التوق سيكون صعباً للقلب أن يحضر ويحج هو الآخر، بل ستكون بؤرة التركيز متجهة نحو تلك العضلة التي شُدّت، وذاك الرأس الثقيل الذي لم ينَل كفايته من النوم، وذيّاك الحلق الملتهب.

بعض الحملات تفوّت الذهاب إلى مِنى في يوم التروية (الذهاب إلى مِنى في هذا اليوم سنّة وليس واجباً) خوفاً من تفويت عرفة بسبب الزحام الشديد. ها هي مِنى تقدّم لنا درساً في الأولويات، وتسنّ لنا قاعدة فقهية. منى مدرسة تعلمنا أنّ الطريق إلى الجنة ليس دوماً مثل خريطة الكنز؛ "سر على المسار المرسوم على الخريطة وستصل إلى بُغيتك". لا بد من تحويلات في المسار، وإعادة ترتيب الأولويات، والتضحية بالمهم في سبيل الأهم. نعم تضحية، هل نسينا أن الأضاحي كانت غالباً ما تذبح في مِنى؟ أحياناً نحتاج أن نذبح أشياء في نفوسنا حتى نجد المرونة التي تقودنا إلى الطريق الصحيح، طريق الجنة.

ملاحظة:
الصور من الحج في عامَي 1435 و1436.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد