وصل مساء الخميس 3 أغسطس/آب 2017، 5 أسرى من "حزب الله" اللبناني، كانوا محتجزين لدى "جبهة فتح الشام" السورية (جبهة النصرة سابقاً)، إلى بلدة "القاع" اللبنانية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع عودة مسلحي الجبهة وعائلاتهم ولاجئين سوريين كانوا يوجدون في منطقة عرسال اللبنانية، إلى مدينة إدلب (شمال سوريا)، في إطار صفقة بين الطرفين.
وأبرم "حزب الله" و"جبهة فتح الشام"، صفقة التبادل، نهاية يوليو/تموز الماضي، تحت إشراف المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم.
وأفاد مصدر لبناني مطلع، لوكالة الأناضول، بأن عملية التبادل بين الحزب والجبهة تمت عند معبر "السعن" في ريف حماة (وسط سوريا).
وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية التبادل جرت على 5 دفعات، شملت دخول حافلات المسلحين وعائلاتهم ومن رغب في مرافقتهم من اللاجئين السوريين بعرسال إلى مناطق سيطرة مسلحي "جبهة فتح الشام"، وتحرير معتقل من "حزب الله" مقابل كل دفعة.
من جانبه، أعلن الإعلام التابع لـ"حزب الله"، أن "المحرَّرين الخمسة توجهوا بموكب رسمي من معبر السعن إلى بلدة القصير في ريف حمص، ومن ثم لمعبر جوسيه اللبناني، وبلدة القاع (شرق)، حيث يقام احتفال رسمي بعودتهم".
ورُفعت خلال الاحتفال صور للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وأعلام "التيار الوطني الحر"، و"الحزب السوري القومي الاجتماعي"، و"حزب الله"، و"سرايا المقاومة" التابعة للحزب.
وعناصر "حزب الله" الذين أُفرج عنهم الجمعة، كانوا قد أُسروا في "تلة العيس" بمدينة حلب السورية عام 2015.
وفي المقابل، وصل نحو 8 آلاف شخص، بينهم مقاتلون من "جبهة فتح الشام" ولاجئون سوريون كانوا يوجدون في منطقة عرسال اللبنانية، في موكب، إلى مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في إدلب (شمال سوريا).
والقافلة الأولى من الموكب، المؤلف من 117 حافلة، وصلت الخميس إلى إدلب، بعدما انطلقت مساء الأربعاء من عرسال الحدودية مع سوريا.
ومن المنتظر توزيع القادمين عبر القافلة على مخيمات النازحين ودور الضيافة في المنطقة.
ومنتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء الماضيين، تمت المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين "حزب الله"، ومسلحي "جبهة فتح الشام"، بإشراف الأمن العام اللبناني.
وذكرت وكالة "الأناضول"، آنذاك، أن "عملية التبادل تمت بتسليم (جبهة تحرير الشام) 3 موقوفين ممن لم تصدر بحقهم أحكام قضائية مقابل إطلاق سراح 3 أسرى من حزب الله".
والأحد الماضي، أعلن "حزب الله" بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بينه وبين مسلحي "تحرير الشام"، بتبادل جثامين مقاتلين من الطرفين (9 لـ"جبهة تحرير الشام" مقابل 5 لـ"حزب الله").
كما أعلن "حزب الله"، في 27 يوليو/تموز الماضي، وقف إطلاق النار على جميع جبهات جرود عرسال الحدودية، شرق لبنان.
وبدأ "حزب الله"، معاركه بجرود عرسال، في 19 يوليو/تموز الماضي، ضد مجموعات سورية مسلحة، أبرزها "جبهة فتح الشام"، وتمكن من السيطرة على مواقع عدة، كانت تحت سيطرتها، بدعم من طائرات نظام بشار الأسد.
وشن الحزب الهجوم من محورين؛ أحدهما من الجانب السوري، والثاني من داخل الأراضي اللبنانية.
ولم يُشارك الجيش اللبناني مباشرة في هذه المعركة، واقتصر دوره على التصدي لهجمات تشنها المجموعات المسلحة، قرب مواقعه الموجودة على أطراف الجرود من جهة عرسال.