مُنِع خمسةُ زعماء أميركيين، بينهم يهود من دخول إسرائيل، بموجب قانونٍ جديد يحظر دخول النشطاء الأجانب الذين يدعون إلى مقاطعة الدولة العبرية.
وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه ديري، قال في بيان، إن لدى الخمسة سجلاً طويلاً من الدعوة لحركة BDS، التي تسعى إلى نبذ إسرائيل من خلال الضغط على الشركات والفنانين والمؤسسات الأكاديمية، لقطع علاقاتهم بالدولة اليهودية، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2017.
وتعد هذه المرّة الأولى التي تفرض خلالها الحكومة الإسرائيلية تلك السياسة، التي حازت الموافقة عليها، في مارس/آذار 2017، ومن شأنها السماح للسلطات بإبعاد غير المواطنين الذين يدعمون مقاطعة إسرائيل علانيةً، أو يعملون لدى مؤسسةٍ تفعل ذلك.
وقد كان الزعماء الخمسة الذين مُنِعوا من دخول البلاد أعضاءً بمجموعات مدافعة، وهي صوت اليهود من أجل السلام، ومُسلمون أميركيون من أجل الفلسطينيين، وزمالة السلام بالكنيسة المشيخية بالولايات المُتحدة، وهي طائفة بروتستانتية صوّتت قبل ثلاث سنوات لصالح تجريد بعض الشركات من امتيازاتها؛ احتجاجاً على المعاملة الإسرائيلية للفلسطينيين.
وفد ديني
وقالت الحاخامة أليسا وايز، وهي نائبة مديرة مجموعة صوت اليهود من أجل السلام، التي لديها عدد من الفروع المحلّية بأنحاء البلاد، إنه كان مقرراً لها ولأربعة زعماء آخرين الانضمام إلى وفد ديني أكبر، خططَ لزيارات لنشطاء حقوق الإنسان في إسرائيل والضفة الغربية.
وأضافت أنهم حين ذهبوا لتأكيد وصولهم من أجل رحلتهم الجوّية على متن طائرة شركة لوفتهانزا، الأحد الماضي 23 يوليو/تموز، بمطار واشنطن دالاس الدولي، قيل لهم إن شركة الطيران تلقّت أمراً بعدم السماح لهم بالوصول إلى إسرائيل، وإن أقصى مكان يمكنهم الوصول إليه هو فرانكفورت.
من جانبه قال تزاهى جافريلى، المسؤول بوزارة الشؤون الاستراتيجية فى إسرائيل، إن حظر الدخول صارمٌ بشأن أولئك الذين "يقومون بإجراءات مستمرة وخطيرة لتعزيز ودعم مقاطعة إسرائيل".
الديمقراطية الإسرائيلية
وترى وايز أن هذه السياسة تستدعي التشكيك في التزام إسرائيل بالديمقراطية. إذ قالت في مقابلة هاتفية أجرتها من منزلها في مدينة فيلادلفيا الأميركية "إنه تجاوزٌ أن يتم منع نشطاء السلام من دخول البلاد".
وأضافت أنها لم تُفاجَأ بما حدث، بالنظر إلى السياسة الإسرائيلية الجديدة، ولكنّها قالت: "إن الأمر أكثر أسفاً مما توقّعت حتّى".
ويقول مؤيدون لحركة BDS -التي تنادي بالمقاطعة وسحب الاستثمارات وسَن العقوبات- إنهم يستخدمون وسائل غير عنيفة لتعزيز جهود الاستقلال الفلسطينية.
وقد نَمَتْ الحركة لتكوِّنَ شبكةً عالميةً من آلاف المتطوعين، تمتد من نشطاء جامعيين وصولاً إلى جماعات كنَسيِة، وبعض المجموعات اليهودية.
وتزعم إسرائيل أن الحملة تتجاوز محاربة احتلالها لأراضٍ يطالب الفلسطينيون بها كدولة لهم، وعادة ما تخفي هدفاً بعيد المدى لنزع الشرعية عن الدولة اليهودية أو تدميرها.