كشف استجواب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكبير مستشاريه أمام الكونغرس باباً جديداً للانتقاد الذي وُجه له ولرئيسه، فقد انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية تعيين كوشنر في هذا المنصب الحساس، واصفة إياه بالجهل السياسي.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن زوج إيفانكا البالغ من العمر 36 عاماً، وفي أثناء حديثه إلى أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، اعتمد بشكل كبير على الجهل الشخصي باعتباره جوهر دفاعه. وبذلك، أثار عدداً كبيراً من التساؤلات الجديدة؛ مثل كيف استطاع الرئيس الأميركي أن يعهد إلى شخص ليس لديه أدنى وعي بالسياسة الخارجية بهذا المنصب الرفيع الحساس.
وأقرَّ كوشنر، بأنه عقد 4 لقاءات مع مسؤولين روس خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ولكنه نفى أن يكون تواطأ مع موسكو لمساعدة دونالد ترامب على الفوز.
فى بيان مكون من 11 صفحة ذكر زوج إيفانكا، أنه لا يستطيع أن يتذكر اسم السفير الروسي لدى واشنطن. لم يقل ذلك مرة واحدة، بل ثلاث مرات! وفقاً للصحيفة البريطانية.
وكتب يقول: "لا أستطيع حتى أن أتذكر اسم السفير الروسي". وأضاف أن معرفته بسيرغي كيسلياك، الذي استقال من منصبه كسفير يوم السبت، كانت "محدودة"، حتى بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وتوجهه إلى البيت الأبيض.
تُعلق الصحيفة البريطانية على ذلك بالقول: "عدم معرفته باسم السفير يعتبر تحدياً بسيطاً بالمقارنة مع تعامله مع اجتماع، 9 يونيو/حزيران، سيئ السمعة مع ناتاليا فيسلنيتسكايا".
في ذلك الاجتماع، دعا دونالد الابن، الابن البكر لدونالد ترامب، كوشنر ومدير حملة ترامب آنذاك بول مانافورت للقاء أربعة من الروس، بما فيهم فيسلنيتسكايا، وهي محامية لديها علاقات مع الكرملين.
ويصرُّ كوشنر، وفقاً للصحيفة البريطانية على أنه لم يقرأ تسلسل البريد الإلكتروني الذي عرض فيه على دونالد الابن معلومات تخص هيلاري كلينتون كذريعة للاجتماع. وعندما ذهب إلى الاجتماع، قال إنه كان مشوشاً بشأن موضوع المحادثة الجارية- الحظر الروسي على الأميركيين الذين يتبنون أطفالاً من الروس.
قال كوشنر "لم تكن لدي أي فكرة عن سبب إثارة هذا الموضوع"، مضيفاً أنه لا يدرك على ما يبدو أن المبعوثين الروس يستخدمون هذا التعبير على نطاق واسع، توريةً عن العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا. موضوع العقوبات هو محور العلاقات الدبلوماسية الحديثة بين البلدين.
تقول الصحيفة البريطانية، إن الأخطر بكثير من عدم فهم كوشنر الواضح للعقوبات، إذا كان بيانه صحيحاً، هو ما أظهره من سذاجة في تعاملاته مع كيسلياك ومصرفي روسي بارز. عندما أخبره السفير أن كبار الجنرالات الروس يريدون التحدث إلى كوشنر لمناقشة السياسة المتعلقة بسوريا، واستفسر صهر ترامب عن استخدام "قناة اتصالات قائمة" في السفارة الروسية.
وتضيف الصحيفة: "يبدو أن كوشنر لم يكن يدرك أن استخدام مثل هذا الخط الخاص للاتصال بكبار القادة العسكريين الروس يمكن أن يكون انتهاكاً لقانون لوغان، الذي يمنع المواطنين من التفاوض مع القوى الأجنبية".
وتابعت الصحيفة تفنيد تصريحات كوشنر، التي تحدث بها عن عدم وجود علاقة مع أكبر مصرفي روسي، سيرغي غوركوف، على الرغم من كونه أحد عمالقة العقارات في نيويورك، وأعماله متشابكة بشكل وثيق مع الأموال الروسية، وهذا يتناقض وفقاً للصحيفة مع تقرير غوركوف الخاص بالاجتماع الذي عقد، وفقاً لغوركوف، لمناقشة فرص العمل الجديدة، في حضور كوشنر كرئيس للكيان العقاري "Kushner Companies".