يسود الحداد مجتمع الغوص في أيرلندا والعالم على الغطاس الايرلندي الشهير ستيفن كينان الذي توفي أثناء الغوص في مصر السبت 22 يوليو/تموز 2017.
ووصفه أصدقاؤه وعائلته بأنَّه "بطلٌ" و"رجلٌ نبيل" إذ لقي حتفه أثناء محاولته مساعدة غطَّاسة كانت تحاول عبور قوس البلو هول (The blue hole) الشهير بجمال ألوانه المبهرة بمدينة دهب المصرية.
وأفادت التقارير بأنَّ الغطَّاس الحر البالغ من العمر 39 عاماً من غلاسنيفين، بمقاطعة دبلن الأيرلندية، توفي بعد أن رافق زميلة له كانت تحاول عبور البلو هول الواقع على ساحل البحر الأحمر بسيناء المصرية.
ونقلت صحيفة الديلي ميرور البريطانية عن صحيفة "أيرش ميرور" الأيرلندية أنَّ ستيفن تعرَّض لحالة إغماءٍ بسبب عمق المياه، بعد أن نجح في تقديم المساعدة للغطاسة.
وكان كلاهما يحاول إكمال دورة غطسٍ في البلو هول، تلك الحفرة التي يتجاوز عمقها 50 متراً، وأدَّت إلى مقتل ما لا يقل عن 130 شخصاً على مدار السنوات الـ 15 الماضية، حسبما ورد في تقرير الصحيفة البريطانية.
ووقع ستيفن البالغ من العمر 39 عاماً في غرام رياضة الغطس عام 2009.
وهو صاحب عدد من الأرقام القياسية الأيرلندية في الغوص الحر (Freediving)، حسبما نقل موقع the journal عن موقع الغوص DeeperBlue.com .
وFreediving هي طريقة للغوص يكتم فيها الغواصون أنفاسهم ويعودون للسطح بدلاً من استخدام معدات الغوص.
وكان ستيفن منخرطاً بشدة في مجتمع الغطس الحر في دهب المصرية. كذلك كان مالكاً مشاركاً في مدرسةِ غطسٍ محلية شهيرة للغاية تُسمى "دهب فريدايفرز".
كما درس ستيفن للحصول على درجة البكالوريوس في علم الأحياء الدقيقة في كلية ترينيتي، بدبلن، وقضى السنوات القليلة الماضية مقيماً في مصر.
وعمل الأيرلندي في السابق كغطَّاس إنقاذٍ في العديد من مسابقات الغطس حول العالم، وجرى تأهيله أيضاً للعمل كمدربٍ للغطس، وقد درَّب مئات الغطَّاسين في مختلف أنحاء مصر، وإسبانيا، والفلبين، حسب الديلي ميرور.
من الطبيعي أن يموت هكذا
وكتبت عائلته وأصدقاؤه وطلابه السابقون عباراتِ إجلالٍ له على فيسبوك، وقد أعرب كثيرٌ من محبِّي الغطس عن حزنهم الشديد لوفاة ستيفن كينان الذي وصفوه بـ"البطولي".
وقال أحد طلابه السابقين: "من النادر جداً أن نلتقي شخصاً يعيش حياته فعلاً بحذافيرها. كان ستيف واحداً من هؤلاء، لذا كان من الطبيعي أن يفقد حياته في أثناء محاولته مساعدة شخصٍ آخر. كامل تعاطفنا معكم".
وطالبت صفحةٌ للغطس الحر بدهب، عبر فيسبوك، بالتزام "الصمت" و"السكينة" في الأيام المقبلة، إذ كان أعضاء المجموعة متضامنين مع زميلهم "الأيرلندي البشوش" الذي لقي حتفه.
مقبرة الغطاسين
وتشكلت حفرة "البلو هول" إثر سقوط شهاب "مذنب" من السماء في قلب البحر الأحمر، حسب تقرير لموقع الْيَوْمَ السابع.
ويطلق عليها البعض مقبرة الغواصين نظراً لما تحويه من متاهات مميتة داخلها، والكهف لديه مظهر خادع حيث يبدو أقل عمقاً من حقيقته، لذلك فهو يحتاج إلى تدريب عال ومعدات مناسبة، وفقاً لما ورد في تقرير لموقع صوت الأمة.
وما يجذب الغطاسين بشدة هو ما يطلق عليه القوس وهو الذي يربط بين الثقب الأزرق والبحر المفتوح، حيث مشاهد تكوينات الضوء والحياة النباتية والحيوانية البحرية الرائعة.
ويعتبر الثقب الأزرق من أمتع أنشطة الغطس الشاطئية لما تتوافر في هذه البقعة من مشاهد ساحرة، ولكن ومع هذا الجمال الخلاب يظهر الوجه الآخر للطبيعة، فقد سُجلت عدة حالات غرق لغطاسين غاصوا للبحث عن الجمال، ولم يعودوا مرة أخرى وكان آخرهم البطل الأيرلندي ستيفن.