وصف السياح المذعورون في جزيرة كوس اليونانية اللحظة التي ضرب فيها زلزالٌ عنيف الجزيرة، وقالوا إنها "شيء يحدث في الأفلام".
وقُتل شخصان، على الأقل، في الجزيرة اليونانية الجمعة 21 يوليو/تموز 2017، عندما هز زلزال بقوة 6.7 درجة جزر دوديكانيزي، وسواحل بحر إيجة في تركيا، والتي تعتبر مقصداً للسياح خلال فصل الصيف، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
صحيفة "تلغراف" البريطانية، قالت في تقرير لها، الجمعة 21 يوليو/تموز، إن عدداً من السياح البريطانيين ظلوا محاصَرين خارج فنادقهم، بعد أن دفعتهم الهزة القوية للتدفق إلى الخارج في نحو الساعة الواحدة ونصف صباحاً بالتوقيت المحلي.
وأُجليت لورين دافي، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عاماً، من مقاطعة ميرسيسايد، والتي تقع شمال إنكلترا وتُعد ليفربول أبرز مدنها، إلى شاطئ لامبي بصحبة أمها وأختها من فندق أتلانتس، الذي تناثرت في أرجائه بقايا الزجاج المُحطَّم.
وقالت لورين: "كنا نائمين في غرفتنا بالفندق عندما استيقظنا على هزةٍ عنيفة للغاية، وكنَّا نصرخ جميعاً وطُلِبَ منا إخلاء الفندق".
وقالت لورين إنهم تمكَّنوا من العودة إلى الفندق لمدةٍ كافية، فقط لاسترداد جوازات سفرهم، قبل أن تدفعهم الهزات للخروج من الفندق مرة أخرى. وأشارت إلى أنه لم يتأذَّ أحدٌ، ولكن الزجاج المُحطَّم جعل المنطقة غير آمنة. وأضافت أن معظم السائحين المُحاصَرين هناك كانوا هولنديين وروساً وألماناً.
وامتلأت منطقة "المدينة القديمة" بجزيرة كوس، والتي تتميَّز بانتشار الحانات ووسائل الترفيه الليلية الأخرى، بالقرميد المتساقط وغيره من الحطام.
وتناثَرَ الزجاج المُحطَّم بفنادق الجزيرة التي لحقت بها أضرارٌ أخرى؛ ما تسبَّب في قضاء المئات من السياح باقي الليلة خارجها، مسترخين على أَسرّة الشواطئ فيما غطوا أنفسهم ببطانيات وفَّرَتها لهم أطقم الفنادق.
وقال كريستوفر هاكلاند، وهو مدرب غطس أسكتلندي في جزيرة كوس: "ردُّ الفعل الفوري كان أن نُخرِج أنفسنا من الغرفة. كان هناك ضجيجٌ، وكان هناك اهتزاز. كان الضوء يتأرجح في السقف، وكانت الأواني الفخارية وغيرها تتساقط من الخزائن".
وأضاف قائلاً، بحسب صحيفة تلغراف: "كان هناك الكثير من الصراخ والبكاء ونوبات الهيستيريا الصادرة من الفندق"، مشيراً إلى الفندق المجاور لمبنى شقته، وتابع: "بدا الأمر وكأنك في مدينةٍ ترفيهيةٍ تشاهد إحدى الخدع، خدعة بصرية تشعر فيها بأنك تنقلب رأساً على عقب!".
نايومي رودوك، التي تقضي عطلة في جزيرة كوس بصحبة أمها إلينور، قالت هي الأخرى إنها شعرت كأنها كانت في قاربٍ وسط مياه مُتَقلِّبة عندما ضرب الزلزال الجزيرة. وأضافت نايومي: "قال مدير المطعم إنه لم ير من قبل شيئاً مثل هذا يحدث في هذه المنطقة أو حتى باليونان. قال إنه شيء يحدث في الأفلام، وكان الأمر كذلك!".
وأحسَّ الناسُ على جزيرة رودس اليونانية بالزلزال أيضاً. وقال دانيل ماركام، عضو مجلس بلدية تونبريدج ومولينغ بورو بمقاطعة كنت، إنه شعر أيضاً بالزلزال في جزيرة رودس اليونانية.
وكتب دانيل تغريدةً على موقع تويتر، قائلاً: "شعرت بالزلزال هنا أيضاً (في جزيرة رودس)، وكان قوياً جداً. نظرت من النافذة لرؤية الأمواج في حمام السباحة".
وقال تيدي ديوكس، الذي كان يقضي عطلةً مع عائلته في منتجعٍ بجزيرة رودس، لوكالة الأنباء الفرنسية: "كنَّا مندهشين للغاية. كنَّا خائفين وذهبنا إلى الخارج فوراً".
زلزال يفزع تركيا
وكانت هناك مشاهد مشابهة في تركيا، التي ضربها زلزال بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر قبالة سواحل ولاية موغلا (غرب تركيا)، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وكان لاعب كرة القدم الأسكتلندي السابق كيفن ماكنتون من بين هؤلاء من أرعبهم الزلزال.
وقال لاعب فريق كارديف سيتي السابق إنه كان بالقرب من مدينة دالامان، التي تبعد 120 ميلاً عن مدينة بودروم الساحلية التركية، عندما وقع الزلزال.
وكتب كيفن تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر قائلاً: "يا إلهي! لقد شهدت الزلزال في تركيا. كنت محاطاً بغرفٍة يهتز فيها كل شيء حرفياً، وأنا واقف بالخارج فقط الآن، ولست متأكداً مما يجب فعله".
وقالت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، في بيان -بحسب "الأناضول" – إن 40 هزة ارتدادية وقعت على خلفية الزلزال، وتراوحت قواها ما بين 3 و4.6 درجات بمقياس ريختر، واستمرت لغاية الساعة 06.13 صباحاً.
وهرع العديد من الأشخاص من منازلهم أو أماكن قضاء عطلاتهم بالوسائد والبطانيات، وذلك وفقاً لمواطنٍ بريطاني يقيم بمدينة ديديم التي تبعد 60 ميلاً عن بودروم.
وكان كريستيان سيفينز، من بلدة نيلسون بمقاطعة لانكشاير، يمكث في مدينة ديديم التركية، التي تبعد 100 كيلومتر من مدينة بودروم، حين شَعَرَ بأن المبنى الذي كان فيه "يهتز كالهُلام"، بحسب ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال كريستيان: "كان الأمر خيالياً تماماً، لدرجة أنني استلقيت فقط على السرير وكان المبنى بأكمله يهتز. كان المبنى بأكمله يهتز مثل الهُلام!".
وأضاف: "هرع العديد من المواطنين إلى الشوارع بملابسهم الداخلية، وشوهد البعض يحملون بطانيات ووسائد وبدوا غير متأكدين ما إذا كان من الآمن أن يعودوا إلى منازلهم".
ضجيج ورعب
وقالت صوفي وايلد إنها ركضت من مكان إقامتها الذي يقع بالطابق الثالث في أحد المباني عندما استيقظت على ضجيجٍ عالٍ. وكانت الفتاة، البالغة من العمر 21 عاماً، من مدينة كانتربري الإنكليزية، على وشكِ إنهاء عطلتها في مدينة ألتينكوم، التي تبعد 500 ميلٍ عن بودروم.
وقالت صوفي: "كنا نائمين واستيقظنا على صوتٍ مشابه لقرعٍ على بابنا. ارتفع الصوت أكثر وأكثر وبدأ المبنى في الاهتزاز. قفزنا لنركض إلى الشرفة لنرى ما كان ذلك، وكان أول ما اعتقدته عندما سمعنا الضجيج هو أننا نتعرَّض لهجوم".
وأضافت: "عندما أدركنا أنه زلزالٌ، تولَّد لدينا دافعٌ فوري للخروج من الغرفة. اعتقدنا أن المبنى سينهار فوقنا، وركضنا إلى أسفل الدرج (كنا في الطابق الثالث)".
وتابعت: "كان الناس يركضون خارج غرفهم، ويقرعون أبواب الآخرين؛ للتأكد من خروجهم. ركض الجميع إلى الخارج وانتظروا ساعتين. الآن فقط، يبدأ الناس في العودة إلى غرفهم. هناك شقوق قليلة في الجدران، ولكن طاقم الفندق يقول إن الوضع آمن".
وتركيا بلد معرض للزلازل؛ لوقوعها في منطقة نشاط زلزالي.
وقُتل أكثر من 600 شخص في أكتوبر/تشرين الأول 2011 بإقليم فان (شرق تركيا) جراء زلزال شدته 7.2 درجة وهزات ارتدادية قوية.
وفي 1999، أودى زلزالان قويان للغاية بحياة نحو 20 ألف شخص في شمال شرقي البلاد المكتظ بالسكان. وفي العام نفسه قُتل 143 شخصاً في زلزال بلغت شدته 5.9 درجة في اليونان، بحسب وكالة رويترز.