وضع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مبدأين قال إن بلاده مستعدة لحل يقوم عليهما، وهما احترام السيادة والابتعاد عن الإملاء، مضيفاً "أي حل يجب أن يكون تعهداً متبادلاً والتزاماً مشتركاً ملزماً للجميع".
وبدا الأمير في خطابه واثقاً من موقف بلاده، رغم الحصار والحملة الإعلامية الشديدة ضد الدوحة من قبل السعودية ومصر والبحرين والإمارات.
وأضاف الأمير الشاب، أن بلاده منفتحة لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، مؤكداً أن الحوار يوفر الجهود العبثية التي تبدِّدها دولٌ في الكيد للأشقاء على الساحة الدولية.
وقال إن أسلوب الحصار أساء لجميع دول مجلس التعاون.
روح التضامن خيَّبت آمال مَن راهنوا على عكسها
وأضاف أمير قطر: "نتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها، والتخطيط للمستقبل الواعد، وتأثرنا بروح التضامن التي خيَّبت آمال من راهنوا على عكسها، لجهلهم بطبيعة شعبنا".
وأشار إلى أن كلَّ من يقيم ببلده أصبح ناطقاً باسمه، معبراً عن اعتزازه بـ"المستوى الأخلاقي الرفيع للشعب، في مقابل حملة التحريض والحصار".
وتابع بالقول: "القطريون تميَّزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة"، وأوضح أن القطريين "أذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي، على الرغم مما تعرضوا له".
ولفت الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى أن القطريين "تعرَّضوا لتحريض غير مسبوق في النبرة والمساس بالمحرمات والحصار، واعتبر أن ذلك كان امتحاناً أخلاقياً حقيقياً و"قد حقق مجتمعنا نجاحاً باهراً فيه".
راعينا الأصول والأعراف
وقال أمير قطر: "أثبتنا أننا نراعي الأصول والمبادئ والأعراف، حتى في زمن الخلاف والصراع".
المال لا يشتري كل شيء
كما قال: "اعتقد بعضُ الأشقاء أنهم يعيشون وحدهم، وأن المال يمكنه شراء كل شيء"، وأضاف: "لقد تبيَّن لهم أنه حتى الدول الفقيرة لديها كرامة وإرادة"، مشيراً إلى أن الكثير من الدول لا تفضل المصلحة الآنية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى.
وأكد أن "قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط"، وقال: "نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، فالدِّين وازع أخلاقي، وليس مصدرَ إرهاب"، واستطرد بالقول: "لا أريد أن أُقلل من حجم الألم والمعاناة اللذين سببهما الحصار".
الحصار مسيء
وأكد أمير قطر، أن أسلوب الحصار أساء لجميع دول مجلس التعاون ولصورتها أمام العالم، معبراً عن أمله بحل الخلافات بالحوار والتفاوض.
وقال: "تعرفون جميعاً أننا لم نرد بالمثل، وأتحنا لمواطني الدول الأخرى قرار البقاء بقطر"، وأضاف: "المجتمع القطري استكشف مكامن قوته في وحدته وإرادته وعزيمته".
وزاد بالقول: "مدعوون لفتح اقتصادنا للمبادرة والاستثمار، لننوع مصادر دخلنا ونحقق استقلالنا… ولتطوير مؤسساتنا التعليمية".
كما قال: "ساعدتنا هذه الأزمة على تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصيتنا"، مشدداً على الحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة، وقال أهدافنا واقعية، وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون.
وثمَّن أمير قطر عالياً جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت، الشيخ الصباح الجابر الصباح، والتي دعمتها قطر منذ البداية.
وعبَّر عن تقديره للمساندة الأميركية للوساطة الكويتية، والمواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموماً وروسيا.
كما أشاد بالدور الذي لعبته تركيا، في إقرارها السريع لاتفاقية التعاون الاستراتيجي.