على الرغم من إعلان وزارة الحج السعودية، الخميس 20 يوليو/تموز 2017، أن الحجاج القطريين مرحَّب بهم مثل غيرهم، فإن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية أعلنت تلقيها 138 شكوى بشأن انتهاك الحق في ممارسة الشعائر الدينية، بالسعودية.
وقال مراقبون إن السعودية تستخدم ورقة الحج للضغط على الدوحة، وتعتبرها ضمن أوراق الحصار المفروض عليها، والذي يشمل منع المواد الغذائية والطيران وتنقُّل العائلات القطرية، وتجميد ممتلكات القطريين في السعودية.
والشكوى جاءت بسبب "مماطلة الرياض وعدم الرد على طالبي الحج"، سواء من الأشخاص أو من الجهات القطرية المنظمة للفريضة، وهو ما اعتبره الكثيرون رفضاً غير معلَن من الجانب السعودي.
وعلق أحد القطريين، رافضاً ذكر اسمه، على ذلك بالقول إن السعودية "استغلت الأزمة الخليجية ولجأت إلى تسييس الدين"، خاصة أن المشكلة الرئيسية ليست في الاعتذار، ولكن في عدم الرد أساساً.
وأضاف: "يمكن إجراء قرعة؛ لإيجاد بديل سريع لكل من اعتذر". يشار إلى أن الاعتذارات تأتي لتجنّب تكرار تجربة العمرة خلال شهر رمضان بشأن انتهاك حقوق المواطنين.
وتكررت الانتهاكات خلال رحلات العمرة والتي وصلت إلى طرد قطريين من الحرم المكي، وطلب السعودية من الطيران العماني منع 36 من الحجاج من الصعود على متن الطائرة للذهاب إلى مطار جدة ومنه إلى مكة لأداء العمرة، بحسب ما رصدته اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر.
حيث قال أحد القطريين إن "السلطات السعودية مارست التضييق علينا في أثناء أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان؛ ما حال دون استكمالي باقي مناسك العمرة، وهو ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، ويعد خرقاً واضحاً للقيم الإسلامية والمبادئ الدينية".
وعلى الرغم من تأكيد رؤساء بعثات الحج أن فريضة الحج لا يمكن أن تكون أداةً للضغط السياسي، فإنهم أكدوا أنهم ملتزمون بتوجيهات الحكومة القطرية ولن يقبلوا المساومة على أي شيء، من شأنه أن يمس سيادة الدولة. وبحسب البيانات المعلنة على الموقع الإلكتروني لإدارة الحج والعمرة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لم يتم الإعلان رسمياً عن أي حملات انسحبت أو قدمت اعتذاراً عن موسم الحج الحالي.
السعودية تردُّ
ومن جانبها، قالت وزارة الحج السعودية الخميس 20 يوليو/تموز الجاري، إنها ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، ومن ضمنها قطر.
وأضافت الوزارة السعودية في بيان: "بخصوص الحجاج القطريين، يمكنهم أداء فريضة الحج ممن لديهم تصاريح القدوم جواً عبر شركات الطيران الأخرى"، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأشارت وزارة الحج إلى أن القطريين يمكنهم الاستمرار في أداء العمرة بأي وقت، وعبر أي خطوط باستثناء "الخطوط القطرية"، وضمن ذلك الخطوط التي تنطلق من الدوحة مروراً بمحطات ترانزيت.
وأضافت الوزارة السعودية: "أما بالنسبة لأداء فريضة الحج، فإنه يمكن للقطريين وللمقيمين في قطر ممن لديهم تصاريح حج من وزارة الحج والعمرة بالمملكة، القدوم جواً عن طريق شركات الطيران الأخرى التي يتم اختيارها من قِبل الحكومة القطرية، وتتم الموافقة عليها من قِبل الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة".
ومنذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي، والسعودية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ بدعوى دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
كما فرضت السعودية والإمارات والبحرين، حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على قطر، وطردت القطريين الموجودين في هذه الدول الثلاث، إضافة إلى مصر.