أعادت إسرائيل، الأحد 16 يوليو/تموز 2017، فتح باحة المسجد الأقصى في القدس بعدما أغلقتها بعد هجوم دام، لكن مصلين مسلمين رفضوا الدخول بسبب تدابير أمنية جديدة تتضمن الاستعانة بكاميرات وأجهزة لكشف المعادن.
وأغلقت القوات الإسرائيلية أجزاء من المدينة القديمة في القدس السبت وبقي المسجد الأقصى مغلقاً غداة الهجوم الذي أدى إلى مقتل شرطيين إسرائيليين اثنين وثلاثة فلسطينيين وإلى تصعيد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأطلق الفلسطينيون الثلاثة النار على الشرطة الإسرائيلية الجمعة في البلدة القديمة قبل أن يفروا إلى باحة المسجد الأقصى حيث قتلتهم الشرطة.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن الثلاثة جاؤوا من الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، لتنفيذ الهجوم. واعتبرت إغلاقه ضرورياً للقيام بعمليات التفتيش الأمنية.
والأحد، هتفت الجموع "الله أكبر" فيما بدأت طلائع الزوار بدخول المسجد الواقع في المدينة القديمة بالشطر الشرقي الذي احتلته إسرائيل في 1967 وضمته لاحقاً.
لكن صلاة الظهر أقيمت في الخارج، إذ رفض المصلون دخول المسجد عبر آلات كشف المعادن.
وقال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى "نرفض التغييرات التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية". وأضاف للصحافيين خارج المسجد "لن ندخل المسجد عبر آلات كشف المعادن".
وذكرت الشرطة أن اثنين من الأبواب الثمانية المؤدية إلى المسجد الأقصى قد فتحا وباتا مزودين بآلات لكشف المعادن.
نتنياهو وعبدالله الثاني
اتخذت السلطات الإسرائيلية القرار غير المعتاد بإغلاق باحة الأقصى أمام المصلين الجمعة ما أثار غضب المسلمين وسلطات الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في القدس.
وقبل توجهه إلى فرنسا، أعلن نتنياهو مساء السبت أن الموقع سيعاد فتحه أمام المصلين والزوار والسياح.
وأوضح أيضاً أن "أجهزة لكشف المعادن سيتم تركيبها عند المداخل فيما ستقوم كاميرات بتغطية أي حركة في الخارج".
وتباحث نتنياهو هاتفياً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي شدد الأحد على "ضرورة إعادة فتح الحرم القدسي الشريف أمام المصلين"، مشدداً على "رفض الأردن المطلق لاستمرار إغلاق الحرم الشريف".
كما شدد العاهل الأردني على "أهمية التهدئة ومنع التصعيد في الحرم القدسي الشريف"، و"ضرورة عدم السماح لأي جهة بتقويض الأمن والاستقرار وفتح المجال أمام المزيد من أعمال العنف والتطرف".
وتظاهر مئات الأشخاص بعد صلاة العصر السبت في العاصمة الأردنية عمان احتجاجاً على إغلاق السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وحذر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني وائل عربيات السبت إسرائيل من مواصلة إغلاق المسجد الأقصى "بحجة احتواء العنف والتوتر"، مؤكداً أن "هذا الأمر يشكل حدثاً خطيراً (…) لم يشهده المسجد الأقصى منذ أكثر من 800 عام".
ودعا وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني الجمعة إسرائيل إلى إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين "فوراً" وفتح تحقيق "فوري وشامل" في الأحداث التي وقعت في القدس الشرقية.
والسبت سمح للفلسطينيين بالدخول من بوابة دمشق التي تعتبر المدخل الرئيسي الذي يستخدمه الفلسطينيون للدخول إلى البلدة القديمة، إلا أن دخولهم كان مقيداً حيث لم يسمح بالدخول سوى للسكان الذين يحملون هويات.