لماذا قاما بذلك؟ هذا هو السؤال الذي راود كلَّ من سمع بحادثة اغتصاب شابين تركيين للأم السورية الحامل بشهرها التاسع، وتهشيم رأسها ورأس طفلها 11 شهراً، الذي -حتى الآن- لم تكشفه التحقيقات، السؤال نفسه طرحناه على زوجها خالد الرحمون الذي سافر إلى مسقط رأسها في مدينة إدلب السورية ليدفنها هناك.
خالد أيضاً لم يكن لديه إجابة واضحة، وخاصة أنه يعمل مع أحد مرتكبي الجريمة بنفس المصنع، فالشاب صديقه وزميله في العمل وأيضاً جاره يعيش في المنزل الملاصق لمنزله، يقول لـ"عربي بوست"، إنه "يعتبره بمثابة أخ بالنسبة له، وحتى إنه كان يتقاسم معه لقمة الطعام، وخاصة أنّ زوجته مقعدة".
وفي تفاصيل الجريمة التي وقعت أحداثها في مدينة سكاريا التركية، يقول خالد إنه بدأ يومه كأي يوم عمل، استيقظ الثالثة صباحاً، التقى بجاره التركي استقلا معاً باص المصنع، ووصلا مكان العمل.
خالد الذي كان ذهنه مشغولاً بولادة زوجته أماني الحامل في شهرها التاسع والمحتمل وقوعه في أي دقيقة، لم ينتبه أنَّ صديقه غادر المكان إلا بعد أن سأله عنه صاحب العمل، وبالطبع لم يكن يملك الإجابة.
حاول خالد بعد مرور قرابة 3 ساعات من وصوله العمل الاتصال بزوجته، فكان هاتفها مغلقاً، وقرر العودة للمنزل للاطمئنان على وضعها، وهنا كانت الصدمة، باب المنزل مخلوع، وهناك بقايا دماء على فراشها.
هلع الزوج السوري إلى الجيران مستفسراً عن مكان زوجته التي لم يعلم به أحد، راجع عدداً من المستشفيات، وكله أمل أنها في غرفة الولادة تضع له طفله الثاني بعد خلف.
يقول خالد: "لا أحد يعرف زوجتي، إلا جاري القاتل، فهي لم تكن تخرج إلا بصحبتي".
ويتابع بالتفاصيل أنه لم يجدها في أي من تلك المستشفيات، صديق له نصحه بأن يتوجه لمخفر الشرطة، وهناك انهالوا عليه بالأسئلة، حيث توجهت الأنظار إلى صديقه الذي اختفى من العمل فجأة، اتصلوا به فلم يُجب.
وبعد عدة محاولات من هاتف الزوج السوري أجاب الشاب التركي، وطلبت منه الشرطة القدوم إلى المخفر، وانتهى الأمر به معترفاً بجريمته مع صديق آخر له.
الشرطة التركية توجهت مباشرة إلى المكان الذي أعطاهم تفاصيله الشاب التركي، وهو في منطقة جبلية قريبة في سكاريا، وحين وصلت الشرطة كان هناك شاب آخر كان قد دفن الطفل، وبدأ بالحفر ليدفن والدته.
"لقد رأيتها، جثتين هامدتين، ووجههما مهشمان، مشهد مؤلم لن أنساه بحياتي التي لم أعد أريدها، أريد أن أموت وألحق بهما"، يقول خالد، الذي لا يزال بعد عشرة أيام من الجريمة في هول الصدمة.