استطاعت سيدة التحايل على القوات العراقية في مدينة الموصل وهي تحتضن رضيعها، محاولة الهرب من القتال الدائر في المدينة، لكن هذه السيدة كانت تحمل بيدها أداة تفجير أودت في النهاية بحياتها وحياة طفلها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية 8 يوليو/تموز 2017، التُقِطَت صورة للسيدة قبل لحظاتٍ من تفجيرها لنفسها مع طفلها الرضيع، الذي كانت تحمله بين ذراعيها أثناء مرورها قرب القوات العراقية.
وكانت المرأة تسير خارجةً من منطقةٍ محررةٍ من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حديثاً بالمدينة، مع مجموعةٍ من المدنيين الهاربين، حاملةً أداة تفجير، وحقائب، وطفلاً صغيراً بين ذراعيها.
وقد حاولت على ما يبدو تفجير ما بحوزتها من متفجرات أثناء مرورها بالجنود، لكنَّ القنبلة تعطلت حتى ابتعدت قليلاً، حسبما أوضح مصورٌ بقناة الموصلية المحلية. ونتيجةً للانفجار لقيت المرأة وطفلها وجنديان حتفهم، كما جُرِحَ العديد من المدنيين.
وأعلنت القوات العراقية، اليوم الأحد، سيطرتها بالكامل على مدينة الموصل وانتزاعها من مقاتلي "داعش"، وبث التلفزيون عبر شريطه الإخباري نبأ عاجلاً مفاده أن "القوات العراقية حرَّرت مدينة الموصل بالكامل"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
ووصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق اليوم إلى مدينة الموصل، وبارك "تحقيق النصر الكبير"، في حين قال الرائد مصطفى جمال الخفاجي مسؤول وحدة التوثيق القتالي في جهاز الرد السريع (تابع لوزارة الداخلية) للأناضول، إن "مسلحي تنظيم داعش الذين كانوا يقاتلون حتى صباح اليوم الأحد في منطقتي (الشهوان والقليعات) بالمدينة القديمة سرعان ما انهاروا أمام الزحف العسكري الكبير والمنظم لقوات جهاز مكافحة الإرهاب (تابع للجيش)".
ووفقاً لـ"ديلي ميل" فإنه خلال الأسبوعين الماضيين اللذين اشتدت فيهما حدة المعارك، "يُعتقد أن أكثر من 20 انتحارية مختفية وسط المدنيين قد فجرن أنفسهن".
ومع أن خسارة المدينة ستشكل ضربة كبيرة للتنظيم، فإنها لن تمثل نهاية التهديد الذي يشكله، إذ يرجح أن يعاود المتطرفون وبشكل متزايد تنفيذ تفجيرات وهجمات مفاجئة تنفيذاً لاستراتيجيتهم التي اتبعوها في السنوات الماضية، خصوصاً أن التنظيم ما زال يسيطر على مناطق عراقية عدة، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.