ما إن أعلن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز عدم مشاركته في قمة العشرين المزمع عقدها في هامبورغ بألمانيا، حتى توجَّهت الأنظار إلى الفندق الذي شهد الفترة الأخيرة تحضيرات كبيرة لاستقباله.
وأشار موقع "شليزفيغ هولشتاينشر تسايتونغ" إلى أن فندق الفصول الأربعة كان يحضّر لوصول الملك السعودي ومرافقيه منذ أيام، لاسيما أن الجانب السعودي حجز جميع الغرف الـ160، في الفترة ما بين الرابع والتاسع من شهر يوليو/تموز الحالي، ودفعوا مسبقاً الحساب، علماً أن القمة ستجري يومي السابع والثامن من الشهر.
وكان الفندق قد أجرى تعديلات كثيرة على مدى أسابيع وفقاً لرغبة الملك، وصلت إلى حد إزالة جدران من مكانها، وتعديل في الديكور، وتم تصوير جميع أجنحته وغرفه من قبل موفدين من قبل المملكة، وتم تفتيش طرق الهروب المخصصة لحالات الطوارئ، والتخطيط للتعديلات في الديكور، بحسب ما صرح مدير الفندق إنغو بيترس لموقع "شبيغل أونلاين".
ورُكب زجاج مضاد للرصاص بشكل مؤقت في الجناح الملكي الذي كان من المفترض أن يستقبل الملك، وتم تعديل الصالات المخصصة للاحتفال بالأرائك وقطع الأثاث الأخرى وتحويلها لقاعات استراحة وإقامة.
الممثلة صوفيا لورين
وأكد مدير الفندق دفع الجانب السعودي تكاليف التعديلات في البناء، ثم إعادة البناء. وقيل إن المرة الوحيدة التي شهد فيها الفندق تعديلاً وفق رغبة زبون على مدار تاريخه الممتد لـ120 عاماً، كان عندما طلبت الممثلة صوفيا لورين تحويل حمام إلى مطبخ.
وأشار إلى أن أسعار الإقامة في الفندق التي احتسبوها كانت ضمن المعدل الطبيعي، التي تكون عادة الأكثر ارتفاعاً في سلم الأسعار بسبب القمة، مؤكداً أنها لم تكن هناك أسعار خيالية.
وبين بيترس أن أكبر التحديات أمامهم هي أمور الإمداد والتموين، متحدثاً عن قدوم كل النزلاء معاً، وقد يطلبون شيئاً في الوقت نفسه، وأن الحقائب ستصل في 5 من الشاحنات التي تحمل .57 طناً، وينبغي توزيعها بسرعة وبدون أخطاء على الغرف.
وبين أن ضيوف فندقه هم من "VVVIPs" أي "الشخصيات المهمة جداً جداً جداً"، وقد تعوّدوا على تحقيق طلباتهم فوراً بإشارة إصبع، حتى في الساعة الثالثة ليلاً، حتى وإن كان نصف خروف.
وإن كان قد تم تأكيد نية الملك سابقاً بجلب العرش معه للفندق، إلا أن الشائعات عن نيته جلب الجمال معه لألمانيا كي يحصل على حليب طازج، لم تتأكد.
وذكرت "شليزفيغ هولشتاينشر تسايتونغ"، أنه مع تأكيد غياب الملك والدائرة المقربة منه لن يتم مواصلة إجراء التعديلات في البناء، وأن الموفدين يبدأون بالوصول رويداً رويداً للفندق المحجوز بأكمله.
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إلى أنه بشكل رسمي لا يتم الحديث في الفندق عن الإلغاء، لكنها سمعت لدى زيارتها للفندق وبشكل غير رسمي أن إلغاء الملك السعودي حضوره ليس بالأمر الجسيم، لأنه لن يتغير شيء تقريباً، فلن يكون هناك حاجة مثلاً إلى جلب العرش "للأسف"، لكن الـ30 خروفاً الموصى بطبخها ستؤكل، إذ لم يكن يريد الملك سابقاً القدوم وحده، وقيل إن الأشخاص الموكل إليهم بصنع الشاي، أو هؤلاء المتخصصين بتقديم الفواكه سيأتون، أي أنه وإن كان قد ألغى مشاركته فإن الوفد آت لهامبورغ على أية حال.
وبيَّنت الصحيفة أن الفندق سيبقى محجوزاً بالكامل، كما سمعت في الفندق، وينبغي أن يشعر كل فرد من المجموعة القادمة من دون الملك، أن الملك في الفندق.
وقالت إنه من المرجح أن يقيم الوزير العساف بصفته مترأس الوفد في الجناح الملكي. وأشارت إلى أن الحديث عن تكاليف إلغاء الحجز ليست واردة في الفندق، لأن الملك السعودي كان قد دفع مسبقاً كافة المصاريف.
وأشار موقع "شتوتغارتر ناخريشتن" إلى أنه بحسب ما سمعته من أوساط الفندق، فإن المدير "بيترس" بدا حزيناً قليلاً على إلغاء الملك مشاركته، وبالتالي إقامته في الفندق قبل وقت قصير من الوصول، خاصة بالنظر إلى أن استضافة الملك في فندقه أمر مختلف عن إقامة الوفد من دونه.
ولن يحضر الملك السعودي (81 عاماً) بسبب الحاجة لوجوده في بلاده، خلال التطورات الحالية في الأزمة الخليجية- القطرية، كما لن يحضر ولي عهده وابنه محمد، الذي عُين حديثاً في هذا المنصب. وسيمثل وزير المالية السابق إبراهيم العساف المملكة في القمة، إلى جانب رؤساء كفلاديمير بوتين ودونالد ترامب ورجب طيب أردوغان.