لن يكون وقع وفاة أربعة موقوفين سوريين في بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سوريا سهلاً على الجيش اللبناني، الذي أعلن أن سبب الوفاة هي "مشكلات صحية" كانوا يعانون منها.
فالسوريون الأربعة الذين أوقفهم الجيش خلال مداهمات قام بها الجمعة، 30 يونيو/حزيران الماضي، في مخيمات اللاجئين ببلدة عرسال، فارقوا الحياة وفق بيان المؤسسة العسكرية اللبنانية، الأربعاء 5 يوليو/تموز الجاري.
بيان الجيش الذي شكّل صدمة كبيرة في أوساط اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان، أشار إلى "أنه لدى الكشف الطبّي المعتاد الذي يجريه أطباء الجيش، بإشراف القضاء المختص، تبيَّن أنَّ عدداً منهم يعاني مشاكل صحية مزمنة قد تفاعلت نتيجة الأحوال المناخية"، في إشارة لموجة الحر.
وأضاف أنه نقل الموقوفين إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل بدء التحقيق معهم، لكن ظروفهم الصحية "ساءت وأدَّت إلى وفاة كل من مصطفى عبد الكريم عبسه، وخالد حسين المليص، وأنس حسين الحسيكي، وعثمان مرعي المليص".
لكن حالة من السخط برزت على الشبكات الاجتماعية إثر إعلان وفاة الموقوفين الأربعة، فمنهم من اعتمد رواية ناشط سوري في عرسال، الذي قال إن الضحايا "توفوا نتيجة التعذيب أثناء التحقيق معهم بعد اعتقالهم".
وأضاف الناشط، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية في حديثه لوكالة الأناضول، أن "الأهالي أبلغوا اليوم من قبل بلدية عرسال، بأن الجيش سيسلمهم جثامين السوريين، ولكن دون تحديد موعد".
وحتى مناصرو الجيش، وجدوا أن البيان غير كافٍ، وطالبوا بتحقيق نزيه وشفَّاف يبرِّئ المؤسسة العسكرية، أو يحاسب المسؤولين، في حال تبيَّن وجود أسباب أخرى لوفاة الموقوفين.
وأسفرت مداهمات مخيمات عرسال، عن توقيف 150 نازحاً، بينهم عدد من المسلحين.
ولبلدة عرسال حدود طويلة ومتداخلة مع منطقة القلمون السورية غير مرسمة بوضوح، وعليها العديد من المعابر غير الشرعية، ما يسمح بانتقال المسلحين بسهولة بين جهتي الحدود.
وحسب تصريحات لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في مايو/أيار الماضي، فإن لبنان يوجد به "1.5 مليون نازح من السوريين".