هل يصلح التحفيز النفسي لكل الناس؟

الفيديوهات التي تتحدث عن تأثير الحالة النفسية على الإنسان، ومقدرتها على تدمير نفسيته، وتعطيك خطوات ترشدك إلى تحقيق أحلامك، وعدم الاستهانة بنفسك، ويسرد عليك المحاضر عشرات الأمثلة التي تثبت أن الإنسان قادر على تحقيقها ولا ينقصه إلا العزم، والأمر ذاته في الكتب، فقد عمد كُتّاب كثيرون لتأليف الكتب التي تهتم بالتنمية البشرية وكيفية إخراج الدوافع النفسية الكامنة لدى الإنسان،

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/05 الساعة 02:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/05 الساعة 02:23 بتوقيت غرينتش

الفيديوهات التي تتحدث عن تأثير الحالة النفسية على الإنسان، ومقدرتها على تدمير نفسيته، وتعطيك خطوات ترشدك إلى تحقيق أحلامك، وعدم الاستهانة بنفسك، ويسرد عليك المحاضر عشرات الأمثلة التي تثبت أن الإنسان قادر على تحقيقها ولا ينقصه إلا العزم، والأمر ذاته في الكتب، فقد عمد كُتّاب كثيرون لتأليف الكتب التي تهتم بالتنمية البشرية وكيفية إخراج الدوافع النفسية الكامنة لدى الإنسان،

والتي ستمكنه من تحقيق أحلامه وطموحاته مهما كان يراها صعبة أو مستحيلة، وهذا التوجه بلا أدنى شك غير من مفاهيم الناس وجعلها تحقق كثيراً من طموحاتها، لكن البعض منهم -الناس- وقعوا في مطب عدم فهمها، فلعبت هذه المفاهيم النفسية دوراً سلبياً في حياتهم وليس العكس، فما هو السبب؟

أولاً: طبيعة الشخص الإدراكية

الدروس والكتب النفسية تضخ كماً كبيراً من الأمثلة للمتلقي، وتجعله يحس بطريقة أو بأخرى بأنه قادر على تحقيق ما يتمنى تحقيقه، وأن لديه القدرة على أن يكون عالماً فيزيائياً أو كيميائياً أو أي شيء يحب أن يحققه، لكن هناك قضية لا يمكن إغفالها تجاه ذلك، وهي أن هذه الأمثلة قد تصح لبعض الناس ولا تصح لغيرهم، فليس لأي شخص منا أن يكون أديسون أو أنشتاين مهما بلغت الحوافز النفسية، وذلك ببساطة لأن بعض الناس تمتلك مواهب خاصة تميزهم عن غيرهم، وهذا ما يؤكده العلم، ومشكلة التحفيز النفسي، أو لنقل طريقة فهمنا الخاطئة له تجعلنا نشعر بأن كل واحد منا قادر على أن يكون عالماً نووياً إذا أراد ذلك فعلاً، مهما كانت طبيعته الإدراكية.

ثانياً: طبيعة العلم نفسه

كما هو معروف، فالعلوم الإنسانية أسهل بكثير من العلوم التطبيقية، فمثلاً قد يستمع شخص يحب الكيمياء إلى محاضرة تحفيزية عن عالم تمكن من تحقيق حلمه ومضى قدماً، ولكن قد يكون المثال المُستشهد به لرسام أو روائي، أو ربما فنان، وهنا إذا لم يراعِ المتلقي الفرق بين حالة المثال وحالته ضاعت عليه الحسبة، وظن أن بمقدوره أن يواصل طريقه في الكيمياء، فيفشل الشخص المحب للعلم التطبيقي حين يعتقد أن بمقدوره أن يحذوَ حذو أناس مختلفين عنه قليلاً أو كثيراً.

ثالثاً: طريقة فهم الشخص لهذه الحوافز

تخاطب المحفزات النفسية من كتب ومحاضرات ونشاطات الناس وتدعوهم لعدم الركون في تحقيق طموحاتهم، لكن هؤلاء الناس يختلف كل واحد منهم عن الآخر في فهم هذا المحتوى، فالجاهل يفهمه بطريقه مختلفة عن العالم، والفتاة تفهمها بطريقة مختلفة عن الشاب؛ لذا فإن سوء الفهم لهذه المحتويات يجعله يعتقد أنه قادر فعلاً على تحقيق طموحاته مهما بلغت صعوباتها.

رابعاً: المجتمع المحيط

المجتمعات الفقيرة أو غير المتحضرة، لا تستطيع تنمية المواهب الموجودة فيها؛ لذلك فهي أقرب إلى الدفن منها إلى رؤية النور، والإنسان بطبيعة الحال لا يستطيع أن ينفصل عن بيئته التي يعيش فيها، فمثلاً عند تحفيز المتلقي يتم الاستشهاد بمثال لعالم حقق نتائج كاسحة رغم صعوبة ظروفه، لكن ذلك العالم ربما يكون قد عاش ظروفاً حضارية ملائمة أتاحت لمواهبه أن ترى النور، وربما لو عاش في مجتمع آخر -يشبه مجتمع مَن يحاول تقليده- لدفنت موهبته معه، ولما سمعنا بهم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد