على وقع دخولها فيما يسميه خبراء الفلك والأرصاد الجوية مربعانية الصيف، وهي عبارة عن فترة تمتد لأربعين يوماً تتميز بالحرارة الشديدة المصحوبة بالغبار، يبدو أن الكويت على موعد مع درجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين حتى 16 يوليو/تموز 2017، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
هذه الحرارة جعلت بلدية الكويت تعلن عبر حسابها الرسمي على تويتر الإثنين 3 يوليو/تموز أن دفن الموتى سيكون خلال فترة المساء بعد العشاء ولمدة 7 أشهر بعدما كان يتم بعد صلاتي الظهر والعصر، وذلك بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
العوضي : دفن الجنائز بعد صلاة العشاء خلال 3 أشهر
– تجهيز ودفن 499 متوفياً وإرسال 77 جثماناً خارج البلاد خلال شهر يونيو الماضي pic.twitter.com/LSFmSU7gbS
— بلدية الكويت (@kuwmun) July 3, 2017
ولم تكن الكويت الوحيدة في المنطقة التي تعاني من هذا الارتفاع في درجات الحرارة، فقد أدت تلك الحرارة إلى غوص إحدى المركبات في المملكة العربية السعودية في الأسفلت الذي ذاب من شدة الحرارة.
سياره "تغرز" في الإسفلت من شدًة الحراره في #الكويت حيث وصلت الحرارة الى 62 درجة! pic.twitter.com/nPL5DVvJR9
— #HayatFm حياة أف أم (@Hayat_Fm) July 3, 2017
المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي بدوره حذّر من خطورة التعرض للشمس، لافتاً إلى أن هناك بعضاً من الإجراءات الاحترازية في ظل موجات الحرارة المرتفعة.
وقال إنه يجب تجنب التعرض للشمس بقدر المستطاع، وعدم القيام بمشاوير غير ضرورية قد تؤدي إلى السير تحت أشعة الشمس، والحرص على استخدام الشمسيات والمشي في الأماكن المظللة، وشرب كثير من السوائل وتعويض الجسم بالأملاح، وارتداء الملابس الفضفاضة.
الأسباب
خبير الأرصاد الجوية في مكتب المدير العام بالإدارة العامة للطيران المدني عيسى رمضان أكد في تصريح لـ"عربي بوست" أن المنطقة كلها تأثرت بارتفاع شديد في درجات الحرارة وخاصة في الكويت وجنوب العراق وغرب إيران، لافتاً إلى أن هذه المناطق سجلت أعلى معدل لدرجات الحرارة.
وحول الأسباب وراء هذا الارتفاع في درجات الحرارة، قال السعدون إن هبوط رياح حارة بفعل تأثير المنخفض الموسمي الهندي، بالإضافة لعوامل أخرى منها طول ساعات النهار وزاوية سقوط أشعة الشمس وطبيعة الأرض الجافة التي يقل فيها الغطاء النباتي بشكل كبير.
وبين أن ارتفاع الحرارة صاحبه ارتفاع في نسبة الرطوبة مما جعل هذه الأجواء متعبة، لافتاً إلى أن معدل درجات الحرارة يزداد خلال العشر سنوات الأخيرة بفعل التغيرات المناخية بسبب زيادة المباني وعدد السيارات ووحدات التكييف.
وذكر أنه حسب تقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية سجلت الحرارة في منطقة الأهواز 54 درجة مئوية وهو نفس المعدل الذي سجلته الكويت العام الماضي ومن المتوقع أن ترتفع معدلات درجة الحرارة أكثر.
المستقبل أصعب
وأشار إلى أنه حسب الدراسات التي تم إجراؤها فإنه من المتوقع أن ترتفع معدلات درجة الحرارة في الكويت 2.6 درجة مئوية عام 2035 وهو أمر يدق ناقوس الخطر بسبب عدم توافر الطاقة اللازمة للتعامل مع هذه المعدلات .
وذكر أن ارتفاع معدلات الحرارة ينجم عنه ارتفاع معدلات الحوادث بسبب انفلات الأعصاب على وقع هذه الحرارة.
الفلكي عادل السعدون كان له رأي آخر حيث أكد في تصريح لـ" عربي بوست" أن "ما تشهده الكويت أمر معتاد يتكرر كل عام في مثل هذا التوقيت الذي تتجاوز فيه الحرارة خمسين درجة مئوية".
وأشار إلى أن التقارير التي تحدثت عن زيادة معدلات الحرارة في الكويت عن 60 درجة مئوية غير صحيحة، "لأن البعض يعتمد على عداد قياس الحرارة في السيارة أو قياسها تحت الشمس مباشرة وكلاهما طرق غير علمية في القياس الذي وضعت له معايير من قبل منظمة الأرصاد العالمية ومنها قياسه في صندوق خشب له فتحات تهوية موضوع في الظل".
شعبياً في الكويت دشن مواطنون مبادرة لرش المياه في الشوارع للتخفيف على الطيور والحيوانات من حرارة الجو.