بعد يوم من المفاجأة التي فجرتها صحيفة "نويورك تايمز" الأميركية عن خضوع ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف للإقامة الجبرية، أكدت صحيفة الغارديان البريطانية صحة هذه الأخبار رغم نفي مصادر سعودية لها قبل الخميس 29 يونيو/حزيران، معتبرة أن علاقات بن نايف المتشعبة هي السبب وراء وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وقالت الغارديان الخميس 29 يونيو/حزيران 2017، إن محمد بن نايف يخضع للإقامة الجبرية في قصره بمحافظة جدة غرب البلاد.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدرين مقربين من العائلة المالكة تأكيدهما وضع الأمير محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية.
وكان مسؤول سعودي قد نفى لوكالة رويترز تلك الأنباء، قائلاً "إنها غير صحيحة تماماً".
وترى الصحيفة أن العلاقات الواسعة لابن نايف مع حلفاء السعودية قد تكون السبب وراء فرض الإقامة الجبرية عليه.
ونقلت عن مسؤول سعودي لم تكشف عن اسمه أن التنافس بين الأميرين محمد بن نايف وابن عمه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الجديد في المرحلة التي سبقت التغيير أدت لتراجع الثقة المتبادلة بينهما.
وأضاف المسؤول: "لا يريدون سفر ابن نايف إلى واشنطن في مزاج متعكر، فيبدأ بإخبار كل شخص عن أسرار الدولة".
وكان مسؤولون أميركيون وآخرون سعوديون مقربون من العائلة المالكة، قد كشفوا الأربعاء 28 يونيو/حزيران الجاري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، مُنع من السفر خارج السعودية، وهو تحت الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة.
الصحيفة الأميركية ذكرت أيضاً أن القيود فُرِضَت كذلك على بنات محمد بن نايف، وفقاً لمسؤول أميركي سابق على صلة بالعائلة الملكية السعودية. وقال المسؤول إن السلطات أخبرت إحدى بنات محمد بن نايف بأن زوجها وطفلهما يمكنهما مغادرة المنزل في حين يتوجب عليها البقاء فيه.
وتابعت الصحيفة: "وقال سعودي مقرَّب من العائلة المالكة إن القيود الجديدة فُرِضَت مباشرةً بعد ترقية محمد بن سلمان.
وعاد محمد بن نايف بعد التصريح إلى قصره في مدينة جدة، ليجد أن حراسه الموثوق بهم حل محلهم حراسٌ موالون لمحمد بن سلمان، وفقاً للمصدر السعودي والمسؤول الأميركي السابق. ومنذ ذلك الحين منعته السلطات من مغادرة القصر.
وأكد مسؤولٌ سابق آخر على صلةٍ وثيقةٍ بالعائلة المالكة أن محمد بن نايف ممنوعٌ من مغادرة المملكة، لكنه أضاف أنه لم يسمع بخبر إلزامه بالإقامة الجبرية في قصره.
الوضع داخل العائلة المالكة
وصدر في السعودية الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2017، أمر ملكي قضى بإقصاء ولي العهد محمد بن نايف واستبداله بنجل الملك محمد بن سلمان.
وأشاد مؤيدو محمد بن سلمان بترقيته لولاية العهد، قائلين إن هذا يُعد تمكيناً لأميرٍ شابٍ طموح يطرح رؤيةً إيجابيةً لمستقبل المملكة.
وبحسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية، فإن هذه القيود على الأمير بن نايف، تعكس حالة الخوف التي انتابت أفراداً من العائلة المالكة من التغيير.
لكن القيود المفروضة على الأمير الأكبر تثير مخاوف بأن أعضاء في العائلة المالكة الممتدة منزعجون من هذا التغيير، وأن ظهوره في العلن قد يفاقم من مثل هذه المشاعر، وفقاً للصحيفة الأميركية.
ومنذ عزلِ محمد بن نايف عن ولاية العهد، عبَّرَ العديد من المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين، وغيرهم من مسؤولي مكافحة الإرهاب، بسريةٍ، عن غضبهم إزاء المعاملة التي يتلقاها الأمير المعزول. لكن هؤلاء المسؤولين كانوا قلقين من التحدُّثِ عن هذا الأمر علناً، بالوضع في الاعتبار الدعم القوي الممنوح للملك وابنه من قِبَلِ الرئيس ترامب ومعاونيه الكبار، بمن فيهم صهره جاريد كوشنر.