كان ملك تايلاند -الذي أثار الجدل في الفترة السابقة بأفعاله وتصرفاته غريبة الأطوار- يقوم بجولة على دراجته الهوائية بصحبة حاشيته في الليل، قبل أن يقع في فخٍّ نُصب له في إحدى ضواحي مدينة ميونيخ الألمانية، على يد "قاتليْن" أطلقا الرصاص صوبه.
لكن لم تنتج عن تلك الواقعة التي حصلت، في 10 يونيو/حزيران 2017، عواقب تاريخية بالقدر الذي أسفر عنه كمين اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند، نظراً إلى أن مطلقي النار على ملك تايلاند، هما في عمر 13 و14 عاماً، وأسلحتهما مُحمّلة بالرصاصات البلاستيكية !
إلا أن هذا قد يعدّ حادثاً دبلوماسياً، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، لأن هدفهما العارض كان ملك تايلاند، الذي يتستّر المجلس العسكري في البلاد على حياته الاجتماعية الزاهية.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام ألمانية حول الحادث الذي أُعلِن عنه هذا الأسبوع، استمر الملك وحراسته في طريقهم بعد التصويب نحوهم، وتم إبلاغ الشرطة بعد ساعة حول ما حصل "عبر القنوات الرسمية".
ويحقق المدّعي العام لولاية بافاريا الاتحادية الألمانية بمدينة لاندشوت في الوقت الراهن، مع المراهق البالغ من العمر 14 عاماً بتهمة محاولة الاعتداء الإجرامي.
أما الصبي الآخر البالغ من العمر 13 عاماً؛ فلا يزال دون سن المساءلة الجنائية.
وانتقص المدّعي العام توماس روشر من الحادث، إذ قال في حديثه لصحيفة دير شبيغل الألمانية، إنه لم يُصب أحد بأذى خلال إطلاق النار باللعبة البلاستيكية، ولا يُرجّح أن شيئاً قد أصاب الملك التايلاندي أثناء مروره بمدينة إيردينغ في نهاية جولة له بالدراجة.
وقال متحدّث باسم النيابة العامة في وقت لاحق، إن الطفل لم يخضع للتحقيق فقط لأن محاولة الاعتداء كانت على ملكٍ.
وبذل ملك تايلاند، ماها فاجيرالونجكورن، الذي يقيم في فيلا على بحيرة شتارنبرج جنوب غربي ميونيخ، جهداً كبيراً لتجنّب الظهور على الصفحات الأولى منذ وفاة والده بوميبول أدولياديج، في أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ومع ذلك نشرت صحيفة بيلد الألمانية صورة للملك البالغ من العمر 64 عاماً، مُرتدياً سترة قصيرة وسروالاً ساقطاً من الجينز أثناء التسوق، فضلاً عن صورٍ للملك أثناء تقديم وجبة غداء له من قِبل موظفين منحنين له أثناء جولة بالدراجات في الريف البافاري العلوي.
وقد شبّهت وسائل الإعلام المحلية ماها فاجيرالونجكورن، الذي لديه سبعة أبناء من ثلاث زيجات، بحاكم بافاريا غريب الأطوار في القرن 19، لودفيغ الثاني، الذي أسس قلعة نويشفانشتاين الأسطورية.
وتحظر القوانين الصارمة في تايلاند النشر بشأن حياة العائلة الملكية الخاصة، ويتم حظر المقاطع والمقالات المتعلّقة بنمط حياة الملك الفاخرة في البلاد.
وفي مايو/أيار، أعلنت السلطات التايلاندية أنها ستتخذ إجراءً قانونياً ضد موقع فيسبوك بسبب 131 منشوراً اعتبرت أنها تنتقد التاج الملكي، ولكن يبدو أنها تراجعت عن تهديدها لاحقاً.
واعتاد ولي العهد من قبل الإقامة في فندق كمبينسكي الفاخر في ميونيخ، إلى أن اشترى فيلا نظير 10 ملايين يورو (ما يعادل 11.17 مليون دولار أميركي) في بلدة توتينغ، في يوليو/تموز 2016.