لا تُعامل حبيبك بنفس الطريقة التي ترغب بأن يعاملك بها

العلاقات لا تنكسر، بل تذوي، يمكن أن يتراكم الاستياء وتنهار الروابط عندما تشعر أنك لا تحصل على ما تحتاجه من الآخر، ولكن هل يعرفون حقاً ما تحتاجه في المقام الأول؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/22 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/22 الساعة 09:40 بتوقيت غرينتش

العلاقات لا تنكسر، بل تذوي، يمكن أن يتراكم الاستياء وتنهار الروابط عندما تشعر أنك لا تحصل على ما تحتاجه من الآخر، ولكن هل يعرفون حقاً ما تحتاجه في المقام الأول؟

لقد سمعنا جميعاً العظة القائلة: "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك"، وهذا المبدأ الأساسي يحثنا على معاملة الآخرين بالطريقة التي نريد أن يعاملوننا بها، والتي تنجح بشكل جيد في الحياة اليومية، ولكن في علاقتنا الحميمية، لا تنجح كثيراً، حسبما قالت سوزان براتون خبيرة العلاقات لـ"هاف أستراليا"، ألّفت براتون أكثر من 20 كتاباً حول مواضيع الحميمية والزواج والعلاقات.

"الكثير من الأزواج الذين أعمل معهم علقوا في روتين الحياة الشبيه بعجلة الهامستر من الأعمال المنزلية والحياتية، ويمكن أن ينتهي بهم المطاف غارقين فى الخلافات وصراعات النفوذ وسوء الفهم، بدون منح علاقتك الوقت الذي تستحقه، يمكن أن تنتهي علاقتك بالانفصال".

لذا، لماذا لا تعامل شريك حياتك بالطريقة التي تريد أن يعاملك بها؟

"لأن الافتراض الكامن وراء هذه القاعدة الذهبية هو أنك أنت والشخص الآخر تريدون أن تُعاملوا بنفس الطريقة، وبينما قد يكون هذا صحيحاً بمعنى عام (على سبيل المثال: كل منا يريد الاحترام)، فنادراً ما يكون هذا صحيحاً بالنسبة لخصائص محددة والتي يمكن أن تُنجح أو تكسر العلاقة"، حسب قول براتون.

هاه!! سيكون من المنطقي إذن أن تكون الخطوة الأولى هي تمييز كيف يريد شريكك أن يُعامل، وكيف يختلف ذلك عن رغباتك الخاصة.

وقالت براتون: "إن حجر الزاوية في هذه العملية هو السؤال التالي ما هو أهم أمر تقدرونه في العلاقة؟ هدفكم يجب أن يكون تحديد قيم العلاقة الجوهرية لكم كأفراد، بعيداً عن العادات الثقافية والعائلية".

"إنها فكرة جيدة أن تقوم بتلك العملية بنفسك أولاً، أو إذا كان ذلك ممكناً، أن تفعلا ذلك معاً. هذه العملية بديهية جداً وغالباً ما تؤدي إلى قرع جرس الحقيقة وتكشف عن الرغبات الأصيلة التي يمكن أن تكون لم يُعترف بها من قبل".

تقوم تلك العملية بتجميع "قائمة مرجعية" من الكلمات الرئيسية التي تصف ما تحتاجه من شريك حياتك في العلاقة بينكما.

"الخطوة الأولى هي أن يحدد شريك حياتك أعلى أربع قيم في العلاقة بالنسبة له والتي تغطي كل شيء، بدءاً من الإنجاز والشغف إلى المغامرة والتواصل الجيد، والهدف من ذلك هو معرفة ما الذي يجب أن يوجد في العلاقة بالنسبة لهم، السبب في أنك في هذه العلاقة من الأساس، إذا لم يتم دعم هذه القيم، فمن الأفضل أن تكون وحدك.

"بمجرد أن يكون لديهم قائمتهم، اطلب منهم توضيح كيف يمكنك تحقيق قيمهم، قد تطلب منهم كتابة ثلاثة أمثلة محددة على ما يمكنك القيام به، أو ما يمكنك قوله حتى تعرف أنهم يحصلون على أكثر ما يهمهم من علاقتهم معك"، كما تقول براتون.

ومن المثير للاهتمام، ما تكشفه براتون من أن معظم قيمك قد تشكلت عندما كنت صغيراً جداً ويتم ترسيخها داخلك عندما كنت طفلاً.

تأتي قيمك من والديك وقدواتك من التلفزيون والكنيسة، لقد نشأت في عالم يحفر قيمك معك، ولكنك لست والديك، وبصفتك شخصاً ناضجاً، ستتمكن من اختيار القيم التي تتطابق بشكل فعال مع ما أصبحته.

"بمجرد أن تعرف القيم الحقيقية لشريكك، تلك النابعة من جوهره، فإن اختلافاتكما لن تبدو شيئاً خاطئاً بعد الآن، وذلك لأنك سوف تفهم سلوك شريكك والدوافع الكامنة وراء الإحباط، وما كان يبدو وكأنه شكوى سيبدو من بعدها بمثابة طلب"، حسبما قالت براتون.

أما بالنسبة لوضع هذه القيم موضع التنفيذ في الحياة اليومية، فإن الأمر سهل مثل الاستيقاظ والقيام بها. ولكن تذكر – العلاقات طريق ذو اتجاهين وشريك حياتك يجب عليه تلبية احتياجاتك واحترام قيمك كما تفعل معه.

"عند قيام كليكما بذلك على حد سواء، ستمتلكان مفاتيح سعادة أحدكما الآخر، ولن يكون هناك المزيد من ألعاب التخمين، ولا المزيد من التلاعب للحصول على ما تريد مما لم تكن قادراً على التعبير عنه أو طلبه مباشرةً. عندما تقدمان هذا النوع من الدعم، تصبحان شريكين أفضل لبعضكما البعض" حسبما قالت براتون.

لدى سوزان براتون مصنف قابل للتحميل يُدعى سحر العلاقة، والذي يمكن أن يساعدك على الكمال في علاقتك.

هذه التدوينة مترجمة عن نسخة جنوب إفريقيا لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد