تعمل الشرطة البريطانية والتايلاندية بكثافة على كشف واحدة من أحدث عمليات سرقة السيارات الفارهة من بريطانيا إلى تايلاند، من بينها مركبات لامبورجيني وبورش وبي أم دبليو الباهظة الثمن.
وبدأ المحققون التايلانديون سلسلة مداهمات لأحياء كبار تجّار السيارات خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما تقدّمت بريطانيا بطلب لاسترداد السيارات المسروقة.
وتم حتى اللحظة مصادرة أكثر من 120 سيارة رياضية باهظة الثمن، من بينها تلك التي سُرقت من بريطانيا.
وقال المحققون التايلانديون، إنهم كشفوا مجموعة من الحيل التي يستخدمها التجار وموظفو الجمارك الفاسدون، للتحايل على الضرائب، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وأوضح الضابط المسؤول عن التحقيق، كوراوات بانبراباكورن، لوكالة فرانس برس، "تم ضبط أكثر من ألف سيارة مسروقة في عملية احتيال لا يمكن الاستهانة بها"، مضيفاً "هذه العمليات متواصلة منذ فترة طويلة".
وقالت إدارة التحقيقات الخاصة في تايلاند، إنه تم ضبط 32 سيارة لامبورجيني من بين الـ122 المسروقة من بريطانيا.
وتحوّلت عمليات الاحتيال والتهرب الضريبي من وسائل إبداعية إلى طرق أكثر بساطة.
ووفق ما ذكر المحققون، فإن سيارتين على الأقل، شُحنتا من بريطانيا كقطع، وتمّ جمعها في تايلاند، لتجنب دفع ما يقارب ثلاثة أضعاف الضريبة.
فيما تمّ إدخال 8 سيارات لامبورجيني على أنها "غالاردو" الأرخص ثمناً، بينما كانت هذه السيارات في الواقع "أفينتادور" ذات التكلفة العالية.
ويبدو أن موظفي الجمارك لم يلاحظوا هذا التلاعب، أو غضوا النظر عمداً.
وذكر المحققون أنه عادة ما يلجأ التجّار إلى التقليل من قيمة السيارات المشحونة للتهرب من دفع الضرائب.
فيما تمّت سرقة السيارات من بريطانيا بعملية احتيال مختلفة.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات المتواصلة في بريطانيا، إن معظم السيارات التي سُرقت، تم شراؤها في الأساس عن طريق المصارف ومؤسسات التمويل قبل شحنها إلى تايلاند.
وعندما أصبحت السيارات في عرض البحر خلال عملية شحنها، أبلغ أصحابها أن السيارات سُرقت، فتوقفوا عن تسديد الدفعات الشهرية.
وأكدت إدارة المخابرات الوطنية لمكافحة الجرائم في بريطانيا، أنها تعمل مع الشرطة التايلاندية لتتبع المركبات واستردادها.
وقالت لوكالة فرانس برس "حتى الآن ضبطت السلطات في تايلاند 38 سيارة سُرقت من المملكة المتحدة، والتي بلغت قيمتها أكثر من 2.3 مليون جنيه إسترليني".
وأضافت: "ومن بين السيارات الـ38، هناك سبع ضبطتها الشرطة التايلاندية لدى تاجر سيارات مستعملة في بانكوك يُدعى اندهاراساك تيشاتيراسيري".
وعُثر على السيارات السبع خلال مداهمة قامت بها الشرطة في منطقة إكماي في بانكوك، وهي ضاحية تكتظ بالنوادي والمطاعم والمجمعات السكنية الفاخرة.
وقال تيشاتيراسيري، الذي يلقّب نفسه "بوي يونيتي"، في حديث لوكالة "فرانس برس"، إنه تفاجأ بأن السيارات السبع مسروقة.
وأضاف أنه يستورد من 500 إلى 600 سيارة فاخرة سنوياً من بريطانيا إلى تايلاند، وأن وكيل الشحن دائماً ما يتحقق من قواعد تسجيل المركبات في المملكة المتحدة لضمان أنها غير مسروقة.
ولم تكن السيارات السبع -وهي 2 لامبورجيني و2 بي أم دبليو و2 بورش وواحدة نيسان- مسروقة، وهو ما يعني أنه تم الإبلاغ عن سرقتها بعد مغادرتها الميناء.
وتابع قائلاً: "إنهم يصرون على أن كل هذه السيارات مسروقة وأنني مجرم.. هذا غير عادل".
واتهمت الشرطة التايلاندية بوي أيضاً بعدم الإعلان عن قيمة السيارات الحقيقية، فيما برّر ذلك بأن تحديد سعرها جاء من موظفي الجمارك، كي يضع اللّوم عليهم.
وقام الأسبوع الماضي برفع دعوى قضائية لمقاضاة وزارة الشؤون الاجتماعية، بعد أن أغلقوا له صالة عرض السيارات، زاعماً أن ذلك حصل دون أمر قضائي.
وبعد مغادرته المحكمة، اعتقله ضباط من الشرطة التايلاندية بتهمة الاحتيال، عقب رفع عدد من العملاء الأثرياء شكاوى ضدّه خوفاً من أن تكون سياراتهم الآن غير قانونية.
وتعدّ بريطانيا المصدر الأكثر شهرة لتصدير السيارات الفاخرة إلى تايلاند، لأن كلا البلدين تُقاد بهما السيارات على الجهة اليسرى من الطريق.
ورغم تراجع اقتصاد تايلاند في السنوات الأخيرة، إلا أن طبقة الأثرياء كانت على حالها، حيث تنتشر السيارات الفارهة في شوارع بانكوك.
ورغم العثور على بعض من السيارات المسروقة من بريطانيا، إلا أنه من غير المرجح عودتها في الوقت القريب إلى المملكة المتحدة.
ويعدّ نظام العدالة في تايلاند غامضاً وبطيئاً. ووفق ما ذكر المحققون، فإن السيارات لن تعود قبل أن تنتهي المحكمة من القضية.
وأضاف كوراوات، "إن العمل صعب وسنحقق بشكل كامل في هذا الأمر.. لكنّه سيستغرق وقتا".