اليوم الذي أدركت فيه لماذا خُلقت

مرت أيام لم أكن أملك فيها دولاراً في محفظتي، لن أنسى أبداً اقتراض المال من أختي الصغيرة حتى أتمكن من دفع ثمن تذكرة قطار إلى مركز المدينة لأقوم بتجارب الأداء. لم يكن لدي شيء آخر لأفعله، علمت أن لدي ما أقدمه، ليس فقط أني أمتلك القوة؛ بل أستطيع صنع الفارق كذلك.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/17 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/17 الساعة 05:14 بتوقيت غرينتش

هناك يومان يحددان مسار حياتك: اليوم الذي تولد فيه، واليوم الذي تدرك فيه لماذا ولدت.
استغرق الأمر مني أكثر من بضع سنوات لتعلم هذا الدرس. الترعرع بجنوب شيكاغو في هارفي إلينوي محاطاً بالفقر، معظم الناس يبذلون جهدهم للوصول من النقطة أ إلى النقطة ب. كنت مثلهم غارقاً في الزحام أسير مع التيار. كنت ألعب كرة السلة في الثانوية لأني كنت جيداً فيها ولأن الآخرين اعتقدوا أنه ينبغي أن أفعل.

إلى أن اكتشفت موهبتي.

تركت كرة السلة وبدأت ألقي الخطابات، لم يكن قراراً شائعاً، لكن جدي قال لي أن أقوم بما يسعدني. وقعت في حب الكوميديا والأداء، وعندما اكتشفت هذا الشغف أدركت لماذا وُلدت.

مرت أيام لم أكن أملك فيها دولاراً في محفظتي، لن أنسى أبداً اقتراض المال من أختي الصغيرة حتى أتمكن من دفع ثمن تذكرة قطار إلى مركز المدينة لأقوم بتجارب الأداء. لم يكن لدي شيء آخر لأفعله، علمت أن لدي ما أقدمه، ليس فقط أني أمتلك القوة؛ بل أستطيع صنع الفارق كذلك.

أدركت منذ زمن طويل أن حلمي ليس أن أصير مشهوراً أو غنياً. موهبتي هي أن أرفِّه عن الجمهور، لكنها أكثر من هذا، لدي فرصة الوصول للناس، إضاءة أيامهم، وجلب الضحك والطاقة الإيجابية إلى الحياة، وأن ألهم. وأنا ممتن لهذا.

التمثيل والأداء، أن أقف هناك في الخارج وأشاهد الأبواب وهي تُغلق في وجهي مراراً وتكراراً- علموني الكثير حول نفسي، تعلمت أن أثق بما لديَّ لأقدمه للعالم، تعلمت أن أضع إيماني فوق مشاعري، وحصّنت نفسي ضد الانتقاد. والأكثر أهمية، تعلمت أن هناك طريقاً ملتوياً طويلاً نحو أهدافنا، وأننا عندما نسخر مواهبنا وشغفنا للعمل نعيد تعريف قيمتنا.

مثل كثير من الأماكن بمختلف أنحاء البلاد، كان هناك فقر في هارفي. كانت هناك جريمة وعنف وبطالة. وبسبب النشأة هناك، أصبح لدى كثير من سكان هذه الأماكن توقعات منخفضة من الحياة بشكل مأساوي. لكني أعلم أنه مع توافر الفرصة المناسبة ومع وجود معلمين على طول الطريق بإمكان أي شخص أن يجد شغفه ويطارده. حياتي هي الدليل.

إذا كانت لديَّ قدرة خارقة، كنت سأختار أن أكون رجل الهدايا، كنت سأكون سانتا كلوز ألقي بالهدايا على الصغار. لكن ليس الألعاب وليس الهدايا المادية. كنت سأوفر للناس الفرصة ليكتشفوا الهدايا الحقيقية بداخلهم.

إذا كان بإمكاننا اكتشاف هذه المواهب بأسرع وقت ممكن، مثلما فعل جدي معي، بإمكاننا مساعدة الناس على إيجاد أهدافهم. أطمح إلى عالم يكون فيه الناس، بخلفيات مختلفة ومواقف حياتية متنوعة، قادرين على إدراك مواهبهم وتحقيق أحلامهم.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على التدوينة الأصلية، من هنا

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد