تهدد سفينة حربية أميركية، غارقة منذ الحرب العالمية الثانية أسفل مصب نهر التايمز، مُحمّلة بمواد تفجير عالية الجودة، بالانفجار في أي لحظة.
كان ذلك هو التحذير الخطير الصادر عن فريق Action Plus Media الإعلامي البريطاني، الذي أعد فيلماً وثائقياً عن تلك "القنبلة الموقوتة"، شارك به ممثل حلقات Lovejoy التلفزيونية البريطانية، أيان ماكشين.
وبحسب ما نقلت النسخة البريطانية لـ"هاف بوست"، الأحد 12 يونيو/حزيران 2017، فقد غرقت السفينة الأميركية "س س ريتشارد مونتجومري" قبل أكثر من 70 عاماً، إذ انتهت رحلتها الأخيرة على بعد ميل واحد فقط قبالة ساحل بلدة شيرنيس، في أغسطس/آب 1944.
ومن بين 3000 طن من القنابل والذخيرة على متن السفينة، لا يزال هناك 1400 طن من المتفجرات الحيّة. ولا يزال من الممكن رؤية صواري السفينة فوق سطح المياه، وحولها عوامات الإنقاذ الطافية والعلامات التحذيرية التي تقول: "خطر- ذخائر غير منفجرة – لا تقترب من هذا الحطام".
ويتم جمع التبرعات لتسويق الفيلم الوثائقي الذي استغرق 5 سنوات لإعداده، وتظهر به مقابلات مع المحاربين القدامى لدى أسطول البحرية التجارية وبُناة السفينة، ولوضع اللمسات النهائية لعملية الإنتاج.
ويتساءل الفيلم: "هل تلك الكارثة بصدد الوقوع؟"، بحسب ما يشير المذيع ديفيد ريلي قائلاً إن "الذخائر والمواد المتفجّرة ظلّت على متن السفينة منذ عام 1944، وكلما واصل الحطام في التفكك وتحرّكت القنابل صار الأمر أكثر خطورة".
وقد حسب خبراءٌ السرعة المحتملة لانفجار القنابل المُتبقية على متن حطام السفينة، ليتبين أنها تعادل نصف القنابل التي طَمست مدينة درسدت الألمانية (التي أودى بها القصف الأميركي البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية).
كما أن محاولة إفراغ الحطام من القنابل لن تسفر عن مشكلات لوجستية فحسب، بل إنها ستكون خطيرة للغاية أيضاً.
وقال غوردون هندرسون، عضو البرلمان البريطاني عن دائرة سيتينغبورن وشيبي، إن "المشكلة هي أنه ينبغي عليك إخلاء جزيرة شيبي كلها، على نحو جيد جداً، إذا كنت ستبدأ في العبث مع تلك السفينة، وفي الواقع؛ بالنسبة للحكومة، يعد إجلاء 40.000 شخص من منازلهم، فضلاً عن كافة الأعمال التجارية المرتبطة بضخ الاقتصاد على جزيرة شيبي، وتوقُّع أن كل شيء سيعود إلى وضعه الطبيعي بعد أشهر لاحقة، يعد ببساطة أمراً خيالياً، هذا لن يحدث".
وأضاف هندرسون أنه "إذا انفجرت السفينة في الوقت الحالي، فإن أسوأ ما يمكن حدوثه سيكون تسونامي".
وتقوم الوكالة البحرية وخفر السواحل بعمليات مسح سنوية لحطام السفينة، ويوصَف خطر حدوث انفجار مؤخراً بأنه "بعيد"، ولكن ثمة إقرار هناك بأن هيكل السفينة يُبدي علامات التدهور التدريجي.
للمساهمة في الفيلم الوثائقي، اضغط هنا.