قُتل الأربعاء 7 يونيو/حزيران 2017، إخصائي نفسي، من الصليب الأحمر الألماني، يعمل في مركز علاجي للاجئين بمدينة ساربروكن جنوب غربي البلاد، في شجار مع شاب سوري.
ودخل اللاجئ (27 عاماً) في مشادة مع الموظف قرابة الساعة العاشرة خلال جلسة استشارية، وسرعان ما شهد الوضع تصعيداً فطعنه بسكين، بحسب الشرطة. وتوفي الموظف (30 عاماً) في مكان وقوع الجريمة متأثراً بجراحه البالغة، بعد أن فشلت محاولات فرق الإنقاذ التي تم طلبها على الفور في إعادة إنعاشه مدة نصف ساعة.
الشرطة بعد تلقيها اتصالات من شهود عيان اعتقلت الجاني في الشارع على بعد مئات الأمتار من المركز، عقب فراره بمدة قصيرة.
ونقل موقع "بيلد" عن أحد شهود العيان قوله: "قفز الشرطيون من سياراتهم ورموا الرجل على الأرض. ثم اقتادوه مصفَّد اليدين".
وألحق الجاني جراحاً بالغة بنفسه أيضاً؛ لذا تم نقله إلى المشفى لإجراء عمل جراحي له، وعثرت الشرطة على أداة الجريمة، وهي سكين يبلغ طول نصلها 15 سنتيمتراً قرب مكان الجريمة، حسب موقع شبكة "إس آر" التلفزيونية العامة، الذي قال إنه لم يسبق أن كان الجاني معروفاً لدى الشرطة عن قضايا أخرى.
ولم تكشف الشرطة عن معلومات عن الضحية، فيما قالت إن السوري، الذي يعيش في ساربروكن، كان يزور مركز الصليب الأحمر، النفسي الاجتماعي للمهاجرين واللاجئين، والذي يقدم المساعدة لمن يعانون صدمة.
المتحدث باسم الشرطة أكد أن الأمر ليس ذا صلة بالإرهاب ألبتة، بحسب موقع "دي فيلت". كما لم يتبين ما إذا كانت هذه الزيارة الأولى له للمركز، أم أنه يخضع للعلاج منذ فترة طويلة.
وقال مارتن اربيلدنغ، المتحدث باسم رابطة الصليب الأحمر الألماني في ولاية سارلاند، إن الأمر "مريع جداً"، موضحاً أن زملاء الضحية متأثرون جداً بما حدث، وأن فريقاً للتدخل خلال الأزمات وتقديم الرعاية النفسية العاجلة موجود في المكان.
وكان الموظف القتيل جزءاً من فريق العمل في المركز منذ عام 2014، وكان يعمل في مشروع "هوب (أمل)"، الذي يدعم من يعانون صدمة لبدء حياتهم من جديد. وصدَّر الصليب الأحمر الألماني الصفحة الرئيسة بموقعه الإلكتروني بمادة عن حداد المنظمة على موظفها.
وبدا أوسكار لافنونتين، السياسي البارز، وزعيم كتلة حزب اليسار في ولاية زارلاند، "مصدوماً" ومتأثراً بـ"الجريمة المريعة"، قائلاً إنه "من المحزن على نحو خاص، أن يتعرض مواطن يريد تقديم المساعدة في هذا العمل الهام، للهجوم، وأن يُقتل".
وبين أن القبض على الجاني أمر جيد، وأن يتوجب توضيح الظروف المحيطة بالجريمة للخروج بالاستنتاجات اللازمة منه.
يبلغ عدد موظفي الصليب الأحمر الأساسيين في الولاية 2500، إلى جانب 6000 متطوع. ويضم فريق العمل الذي كان الضحية ضمنه، 11 موظفاً.
وبيَّن المتحدث اربيلدنغ أنه من المبكر حالياً التحدث عما تعنيه الجريمة للعمل في المركز مستقبلاً، موضحاً أن "هناك دائماً قدراً من الخطورة عند العمل مع الناس القادمين من بلدان تشهد حروباً أهلية"، على حد قوله.
وذكر المتحدث الصحفي هيلغه غيلشر، على صفحة الصليب الأحمر في ساربروكن بموقع فيسبوك، أنه بقراءة التعليقات على صفحتهم، خلصوا إلى أن التحريض على اللاجئين ما زال في الحدود التي وضعوها لما هو مسموح، وقاموا بحذف عدد قليل من المساهمات.
مبيناً أنه تم استغلال الحادثة على صفحات إنترنت أخرى سياسياً، حيث قامت عدة مواقع لليمين المتطرف بمشاركة الخبر، وهو الأمر الذي لا يمكنهم منعه، ولا يمثلهم.
وأشار إلى أنهم لا يعلمون بعدُ ما حصل، وأنهم لن يشاركوا في التخمينات والأحكام المسبقة، في انتظار نتائج تحقيقات الشرطة.