شهود عيان يصفون الهجمات الإرهابية التي روَّعت لندن.. بعضهم هام على وجهه لا يعرف ماذا يفعل فالدماء في كل مكان!

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/04 الساعة 07:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/04 الساعة 07:57 بتوقيت غرينتش

تحدَّث شهود عيان على هجمات جسر لندن وسوق بارا عن الأحداث المُروِّعة التي بدأت بعد دقائق من العاشرة مساءً في ليلة سبتٍ مزدحمة، وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى و7 قتلى.

خرج كثيرٌ من الناس في تلك الأمسية إلى شوارع العاصمة يتناولون العشاء والمشروبات ويشاهدون نهائي دوري أبطال أوروبا في الحانات.

وكانت بيثاني أتكين، من صحيفة الغارديان البريطانية، في مطعم بورو بيسترو أسفل جسرٍ صغير يطل على شارع بارا هاي ستريت.

تقول بيثاني: "كنَّا نجلس بالخارج تحت المظلات أسفل الجسر، وسقطت كومةٌ من الركام على المظلات، إذ اصطدمت شاحنةٌ بالجسر. وقفنا وكان الجميع يتحرَّكون. رأيت رجلاً ينزف، لا أعرف كيف أُصيب. ركضنا إلى المطعم وبحثنا عن مكانٍ آمن، لكن بلا جدوى".

وحين عادت بيثاني إلى الخارج رأت إصابةً أخرى. تقول: "رأينا امرأةً مضرّجة بالدماء، على بعد حوالي 20 متراً من الجسر. رأيتها ملقاة على الأرض".

تضيف بيثاني: "كان هناك رجلٌ يصرخ. وبدأ الجميع يصرخون ويركضون بعيداً عنه. كان الأمر شريراً للغاية".

وفي الساعة العاشرة و8 دقائق وردت للشرطة أخبارٌ عن واقعة على جسر لندن.

كان ويل هيفن (صحفي بإحدى المجلات) يعبر الجسر. قال لقناة سكاي نيوز البريطانية: "كانت الساعة العاشرة مساءً و10 دقائق تقريباً. وكنت في المقعد الخلفي من سيارةِ أجرة تابعة لأوبر متجهة جنوباً على جسر لندن. وفجأة سقط رجل على الرصيف ناحية اليسار والتف حشد صغيرٌ من الناس حوله، والقلق بادٍ عليهم. ظننت أن أحدهم قد انهار. استمرينا في القيادة على الجسر، لنجد شخصاً آخر ملقى على الطريق نفسه. أيقنا أن شيئاً خطيراً جداً كان يحدث".

وأضاف: "توقفت حركة المرور. وقال سائق أوبر إن شيئاً سيّئاً يحدث هنا. وسمعنا دويّ صفارات الإنذار من السيارات القادمة. وقال سائق سيارة أجرة سوداء إن هجوماً إرهابياً قد وقع، وإنه رأى عدداً من الضحايا في الطريق. وقال سائق ثانٍ إنها سلسلة من عمليات الطعن".

"الكثير من الدماء والجثث"

وأخبر رجلٌ في الخامسة والعشرين من عمره، فضل عدم ذكر اسمه، صحيفة الغارديان، بأنَّه كان يقود سيارته على الجسر حين رأى رجلاً وامرأة حبلى يرقدان فاقدي الوعي على الطريق.

وقال: "ظننا أنها حادثة سيارة، لكن عندما اقتربنا رأينا الكثير من الدماء والجثث. كانت هناك امرأة حامل على اليمين مصابةٌ بشدة، وعلى اليسار كان هناك رجلٌ يجري إنعاشه، لكنه بدأ في التنفس. ولا أدري إن كانت المرأة قد نجت أم لا".

وأضاف: "اضطررنا إلى النزول من سياراتنا وكان هناك الكثير من الناس يصرخون. ثم وصلت سيارات الإسعاف".

وقال شاهدٌ يدعى مارك لبرنامج Radio 5 Live على شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنَّه رأى شاحنةً تصدم عدداً من الناس على الجسر.

وأضاف: "ضربت الشاحنة شخصاً طار نحو 20 قدماً في الهواء. وفي نطاق بصري لابد أن 5 أو 6 جثث كانت ملقاة على الأرض. بدوا وكأنهم إما موتى أو يحتضرون".

وكانت قوارب الشرطة تفتش النهر، باحثةً فيما يبدو عن أناسٍ ربما سقطوا من فوق الجسر.

وفي الحانات والمشارب في محيط جسر لندن بريدج، كانت خطورة الموقف تتضح شيئاً فشيئاً.

قال أليكس شيلم لشبكة Fairfax Media الأسترالية إنه كان في حانة مدلارك أسفل جسر لندن نحو العاشرة مساءً، عندما دخلت امرأة تنزف من رقبتها.

وأضاف: "في العاشرة مساءً دخلت امرأةٌ مُصابة إلى الحانة تطلب المساعدة، وبدا أن حلقها مجروح. رأيت إلى يساري شخصاً آخر يحاول رجال الطوارئ إنعاش قلبه ورئتيه".

شاهدٌ آخر في مدلارك، جيف ويتسي البالغ من العمر 54 عاماً، أوضح للمراسلين أن المرأة العشرينية دخلت مترنحة إلى المشرب بمعاونة أصدقائها. ومن الواضح أن إصابتها كانت خطيرة.

قال ويتسي: "كان جُرحاً عميقاً جداً. وكانت الدماء في كل مكان.. تتدفق من الجرح. كان الأمر فظيعاً، فظيعاً جداً".

أما جيرارد فاولز (47 عاماً)، فقد كان يشاهد نهائي دوري أبطال أوروبا في حانة شيب الموجودة في بارا، وكان في بداية الناحية الجنوبية من جسر لندن ورأى 3 رجال يطعنون امرأة 10 طعنات أو 15 طعنة.

قال فاولز: "كانت تردِّد: (ساعدوني، ساعدوني)، ولم أتمكَّن من فعل أي شيء. أريد أن أعرف إن كانت لا تزال على قيد الحياة. لقد هِمت على وجهي ساعة ونصف الساعة أبكي بكاءً شديداً. لا أعرف ماذا أفعل".

وأضاف فاولز أنه كان يلقي بالكراسي والزجاجات والأكواب على المهاجمين محاولاً إيقافهم. وأوضح: "استمروا في التقدم نحوي ومحاولة طعني.. كانوا يطعنون الجميع. إنهم أناسٌ أشرارٌ حقاً".

وأوضح أن قوات الشرطة المسلحة استغرقت 10 دقائق للوصول إلى مسرح الأحداث.

"الرجل ذو السكين كان يقتل شخصين"

على بعد بضع مئات من الأمتار، ضرب الفزع سوق بارا. يُقال إن رجالاً يلوحون بالسكاكين قفزوا من شاحنة اصطدمت بالقرب من مطعم برنديسا، وبدأوا في طعن الناس.

قال رجلٌ لـ"بي بي سي": "بدأوا حرفياً في ركل الناس ولكمهم، واستلوا سكاكينهم. كانت حالةً من الهياج". واتجه المهاجمون نحو كاتدرائية ساوثوورك.

أضاف الشاهد: "كانت امرأة تحدق بهم، فبدأوا في طعنها. طوال الطريق على الجسر، كان الناس متناثرين على الأرض ينزفون. وكانوا يحاولون مساعدة بعضهم بعضاً".

وكان أوين إيفانز (39 عاماً)، في حانة ويتشيف بالقرب من شارع ستوني مع أصدقائه عندما بدأ إطلاق النار.

قال: "كنت في مؤخرة الحانة. ركض نحو 30 شخصاً إلى الداخل وحاولوا الدخول إلى مخزن الخمر أو الخزانة. ثم سمعنا إطلاق النار في الخارج. لم يبدُ صوتها حقيقياً – كان مثل صوت مفرقعات يشعلها طفل. رأينا أضواء الشرطة ونزل الجميع تحت الطاولات. وقَلَبَ البعض الطاولات ليتخذوها ساتراً".

وأضاف: "انتظرنا نحو 10 دقائق أو نحوها، نسمع عدداً من الطلقات النارية كل دقيقة أو اثنتين. أحدهم في مقدمة الحانة أُصيبَ بطلقٍ ناري، هو مجرد تكهّن لكننا ظننا أنه أصيب بالخطأ، فقد كانت هناك ثقوب أحدثها إطلاق الرصاص في النوافذ. نادى القريبون منه المسعفين، صارخين: إنه ينزف حتى الموت، نحتاج إلى طبيب. وكان طاقم الحانة رائعاً. أظن أنهم أوصدوا الأبواب كيلا يدخل أحد".

وتابع: "ثم طلبوا منا مغادرة الحانة والهرب، وكان شرطي يقف بالخارج يحمل مسدساً ويقول (هيا، غادروا المكان). ركضنا بطول الشارع وانعطفنا يساراً عند ماركت بورتر، ثم ابتعدنا في الشارع. وصلنا إلى حي ساوث بانك وانتظرنا قطار الأنفاق دهراً. ووصلنا إلى المنزل في النهاية".

وفي مطعم إل باستور للمقبلات في شارع ستوني أيضاً، دخل رجلٌ بسكينٍ "طولها قدم" وبدأ في طعن امرأة.

قال أحد الشهود لسكاي نيوز: "رأيت رجلاً يدخل المطعم بسكينٍ طولها قدم ويطعن امرأة يحتمل أن تكون نادلة".

وبالداخل كان الناس يلقون بالزجاجات والمقاعد في محاولة لإيقافه. وأضاف: "رأينا 4 آخرين مسلحين بالسكاكين خارج المطعم في سوق بارا".

وتواردت أنباء أيضاً عن مهاجمين في مطعم روست.

وقال طاهٍ بمطعم فيش: "رأيت رجلين بسكاكين كبيرة خارج روست. كانوا يطعنون الناس. وكان رجال الشرطة يركضون مبتعدين. كانوا ضباطاً عاديين وركضوا مبتعدين".

وأضاف: "كان الرجل يقتل شخصين بسكينه. وكنا نصرخ (توقف، توقف) وألقى الناس بالمقاعد عليه".

ويظهر مقطع من داخل مطعم الأخوان رايت أويستر وبورتر في شارع ستوني طاقم المطعم يصرخون في الزبائن من أجل إخلاء المكان ويوجهونهم إلى الهرب من المبنى نزولاً إلى الشارع.

جيمي، شاهدٌ كان في مطعم بلاك آند بلو وقت الأحداث، في شارع ستوني، قال إنَّه اختبأ تحت الطاولات بعد سماعه "فرقعة هائلة جداً".

وأضاف: "دخل الناس إلى المطعم وأسقطوا بعض الأشياء أرضاً، مثل درج النقود. ثم ركضنا داخل المطعم إلى المطبخ، حيث كانت حفنة من الناس من بينهم رجلٌ تعرَّض للطعن وكان جرحه ينزف بغزارة".

ووفق تقارير إخبارية سابقة نشرها موقع عربي بوست، فقد وقع 7 قتلى ونحو 50 مصاباً جراء هجمات أمس التي وقعت في العاصمة البريطانية لندن، وسط إدانات دولية وعالمية واسعة، فيما أكدت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في موعدها المحدد يوم الخميس المقبل.

علامات:
تحميل المزيد