الشرطة البريطانية تستخدم تحذيراً جديداً لأول مرة أثناء هجوم لندن الإرهابي

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/04 الساعة 04:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/04 الساعة 04:09 بتوقيت غرينتش

دفعت هجمات لندن الإرهابية، مساء أمس السبت 3 يونيو/حزيران، الشرطة لأولِ مرةٍ لاستخدام تحذيرٍ جديدٍ من نوعه ينصح المواطنين بـ"الركض، والاختباء، ونشر الخبر" في حال تعرضهم لهجومٍ بالأسلحة البيضاء أو النارية.

بعد العاشرة من مساءِ أمسِ السبت بدقائق قليلة، قاد منفذو الهجوم شاحنةً بيضاء ليدهسوا بها المشاة فوق جسر لندن، قبل أن يُكملوا طريقهم إلى سوق بورو ويطعنوا عدداً من الأشخاص في الحي الترفيهي، وفقاً لتقرير الغارديان البريطانية.

وأكدت السلطات مصرع 6 أشخاصٍ على الأقل، بينما أطلقت الشرطة النار على 3 مشتبهٍ بهم. ونُقِلَ عشرات الجرحى إلى مستشفيات لندن.

وأثناء وقوع الهجوم، أطلقت الشرطة البريطانية تحذيراً للمواطنين على الشبكات الاجتماعية، تطلب منهم توخي الحذر في منطقة الهجوم والركض بعيداً عن الخطر بدلاً من الاستسلام أو محاولة التفاوض. وإذا كان هذا صعباً، فيُنصَح بالاختباء وضبط الهواتف المحمولة على الوضع الصامت وتحصين أنفسهم جيداً قبل الاتصال بالشرطة.

ولم يحصل العديد من سكان لندن على فرصة اتباع تعليمات هذا التحذير. بينما قام آخرون بالتصدي لمنفذي الهجوم وجهاً لوجهٍ في محاولةٍ لإنقاذ الضحايا واستخدموا كراسي وأكواباً كبيرة في المواجهة، وفقاً لما أفادته التقارير.

وخلال مقطع فيديو تعريفي بهذه الحملة الجديدة، قال مفتش الشرطة المساعد، مارك رولي، إن التعليمات المنشورة جاءت بناءً على نصائح مؤكدة.

وأضاف: "يُدرِك الجميع التحديات الإرهابية التي نواجهها في جميع أنحاء العالم. ولن تستطيع هذه التعليمات التصدي لجميع الاحتمالات الممكِنة، لكن إذا تصرَّف شخصٌ من تلقاء نفسه وقرَّر ربما مواجهة منفذي الهجوم لأن ليس لديه خيارٌ آخر، فلا يمكننا أن ننتقده بسبب ذلك".

وبعد أن أصدرت الشرطة نصائحها أمس السبت، تنوَّعت ردود الفعل. فاقترح البعض أنها تدل على الضعف. بينما وصفها آخرون بأنها نصائحٌ عمليةٌ مصمَّمةٌ لتحافظ على أمان المواطنين. ونشرت السياسية اليمينية الأسترالية، بولين هانسن، نسخةً مُعدَّلةً من التحذير للدعاية ضد هجرة المسلمين، لكنها تعرضت لانتقاداتٍ شديدة.

وتأتي التعليمات التوجيهية الجديدة، التي وضعتها شرطة مكافحة الإرهاب وأصدرتها أواخر الشهر الماضي، وسط حالةٍ أمنيةٍ مُشدَّدةٍ تشهدها بريطانيا، إذ إنه خلال أي وقت من العام، يوجد 500 تحقيقٍ تُجريه وكالات مكافحة الإرهاب، وتشمل هذه التحقيقات حوالي 3000 شخص.

ووقعت 3 هجمات إرهابية دموية خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ لقي 4 أشخاصٍ مصرعهم وجُرح أكثر من 50 آخرين في وستمنستر يوم 22 مارس/آذار، بينما لقي 23 مصرعهم وجُرح 116 آخرون في هجوم مانشستر يوم 22 مايو/أيار.

وتُفيد التقارير بأن الشرطة أحبطت 5 مؤامراتٍ لشن هجماتٍ إرهابيةٍ منذ هجوم وستمنستر، فضلاً عن 13 هجوماً آخر منذ عام 2013.

وبعد هجوم مانشستر، الذي نفذه شاب ليبي في 22 مايو/أيار 2017 بعبوات ناسفة داخل قاعة حفلات في مجمع "مانشستر أرينا" شمالي بريطانيا، عندما كان الجمهور يهم بمغادرة القاعة بعد حضور حفل موسيقي كبير أحيته مغنية البوب الأميركية أريانا غراندي، وفق تقرير للجزيرة نت، وضعت أجهزة الاستخبارات البلاد في الحالة الأمنية التحذيرية القصوى لها لأول مرةٍ منذ حوالي 10 سنوات، "الحالة الحرجة"، التي تعني الاحتمالية الوشيكة لوقوع هجومٍ إرهابيٍ دولي.

وبالقبضِ على 11 مشتبهاً به، خُفِضَ مستوى التحذير إلى "خطير" بعد 4 أيام، وهو ما يعني أيضاً احتمالية وقوع هجومٍ آخر.

علامات:
تحميل المزيد