يجبرونهم على إثبات الولاء لحزب ملحد ويحظرون على أبنائهم الأسماء الدينية.. ماذا تعرف عن اضطهاد المسلمين في الصين؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/03 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/03 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش

يُجبر الأطفال المسلمون في إقليم "شينجيانغ" الواقع في أقصى غرب الصين على تغيير أسمائهم "الدينية"، كما يُكرَه الكبار على حضور التجمُّعات التي تُظهر الإخلاص للحزب الشيوعي الملحد.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها، السبت 3 يونيو/حزيران 2017، أنه في شهر رمضان، أجبرت السلطات في شينجيانغ جميع الأطفال ممن هم دون الـ16 من العمر على تغيير أسمائهم التي صنَّفتها الشرطة على أنَّها "شديدة التدين".

وحسبما أفاد راديو آسيا الحرة، فقد جرى حظر 15 اسماً، بما فيها: إسلام، قرآن، مكة، جهاد، إمام، صدام، حاج، مدينة، وعرفات.

وتأتي هذه الإجراءات وسط حملة من القمع الديني تقوم بها الصين ضد الإقليم المسلم والذي يضم أكثر من 10 ملايين مسلم، وفق ما ذكر موقع شبكة سي إن إن.

وفي أبريل/نيسان الماضي حظرت السلطات الصينية بعض الأسماء التي تحمل دلالاتٍ دينية على الأطفال حديثي الولادة، بيد أنَّ القرار الجديد الخاص بإجبار الأطفال على تغيير أسمائهم اتَّسع ليشمل من هم دون الـ16، وهو العمر الذي يُصدِر فيه المواطنون الصينيون بطاقة هُوية وطنية.

وكان تشريع جديد شامل لمكافحة التطرف يشمل منع اللحى طويلة، وحظر الحجاب في الأماكن العامة، قد فرضته الحكومة الشهر الماضي، ودخل حيز التنفيذ، في الأول من أبريل/نيسان 2017، بحسب وكالة الأناضول.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الرسمية، فقد تزامن هذا القرار مع تجمّع الملايين في 50 ألف تجمُّع منفرد في مختلف أنحاء شينجيانغ هذا الأسبوع للتعهُّد بالولاء للحزب الشيوعي.

وينتمي غالبية مسلمي شينجيانغ إلى مجموعة "الإيغور" العرقية، وهي مجموعة عِرقية تركية. وتشهد المنطقة أعمال عنف متفرقة من حينٍ لآخر، وتلقي فيها الصين باللوم على "الجماعات الإرهابية الدولية"، غير أنَّ المراقبين الأجانب يقولون إنَّ الغالبية العظمى من هذه الحوادث هي نتيجة للمظالم المحلية.

وقال كادر بالحزب الشيوعي يقود أحد التجمُّعات في مدينة أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ، إنَّ "الإرهابيين هم حثالة شعب الإيغور، وهم الأعداء المشتركون للشعب بأسره من كافة المجموعات العِرقية". وأضاف قائلاً: "يجب أن نتعامل مع العدو بصرامة ونقتلع ما هو قديم من جذوره حتى نُجري عملية تنظيفٍ نقية، وعلينا أن نرفع سيوفنا عالية بلا تراخ"، بحسب ما ذكرته "الغارديان".

وتتهم جماعات حقوق الإنسان الصين بتقييد الحريات الدينية وحرية التعبير على الإيغور؛ إذ ترفض السلطات بشكلٍ روتيني إصدار جوازات السفر لأفراد تلك المجموعة العِرقية. كما تشجِّع الحكومة على الهجرة الجماعية من قِبل جماعات الـ"هان" الصينية إلى المنطقة، وأصبح الهان يُشكِّلون حالياً ما يقرب من 45% من السكان في الإقليم.

وقال مايكل كلارك، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية الأسترالية والخبير في شؤون إقليم شينجيانغ إنَّ الإقليم قد شهِد وضعية أمنية متصاعِدة بشكلٍ متزايد منذ تولي الرئيس شي جين بينغ مقاليد الحكم في عام 2012، بما في ذلك توظيف الآلاف من عناصر الشرطة.

ويقع الإقليم في قلب مبادرة "الحزام والطريق"، التي دشَّنها الرئيس شي، وهي مبادرة تنموية تبلغ قيمتها 900 مليار دولار تهدف إلى بناء روابط أوثق داخل آسيا وخارجها من خلال بناء بنيةٍ تحتية واسعة النطاق.

ووبحسب تقريرٍ صادر عن إذاعة آسيا الحرة التي تُموِّلها الولايات المتحدة، فقد بدأت السلطات في الأشهر الأخيرة مصادرة نسخ القرآن المطبوعة قبل أغسطس/آب 2012، معلنةً أنَّها غير قانونية لاحتوائها على "محتوى متطرف".

وتزامناً مع تلك الحشود الجماهيرية، أعلن مسؤولون في شينجيانغ أنَّهم طردوا عضواً من الحزب الشيوعي لحضوره أنشطة دينية في مسجد محلي. ولم يكن من الواضح ما إذا كان الرجل مسؤولاً حكومياً أم مجرد مواطن عادي يحمل عضوية الحزب.

ويشار إلى أن القوانين التي صدرت العام الماضي تمنع المسؤولين المتقاعدين من حضور الاحتفالات الدينية، كما تحظر عليهم تبني أية معتقدات.

تحميل المزيد