لم تكن إيران تدرك حين رسمت طموحاتها عام 2013 نحو الفضاء الخارجي، أن من أجل تحقيق الأحلام، لا بد أن تتسم بالواقعية، لاسيما أن البلاد تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة.
فنجاحها في ذاك العام بإرسال القرد "بيشجام" إلى الفضاء لمسافة تتجاوز 70 ميلاً ثم استعادته حياً، دفعها إلى إقرار العمل على إطلاق رحلات بشرية نحو الفضاء خلال خمس إلى ثماني سنوات، بل وكانت الطموحات أكبر، لدرجة دفعت بالرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد، أن يتطوع ليكون أول إيراني ينطلق إلى الفضاء الخارجي داخل صاروخ محلي الصنع.
وقال حينها أحمدي نجاد معرباً عن سعادته البالغة بنجاح تجربة إرسال القرد "أنا مستعد لأكون أول إيراني يضحي بنفسه من أجل علماء بلادنا"، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
لكن فترة حكم نجاد انتهت، وتلاشت معها الأحلام الفضائية، بسبب التكاليف العالية التي سيتطلبها هذا المشروع.
ونقلت وكالة ILNA الإخبارية شبه الرسمية، الأربعاء 31 مايو/أيار 2017، أن وكالة الفضاء الإيرانية، قد ألغت مشروع إطلاق صاروخ يحمل رواد فضاء إيرانيين.
وقال نائب رئيس الوكالة محمد هومايون، "إن تكاليف التطوير البالغة ما بين 15-20 مليار دولار تعد باهظة للغاية"، وفق ما نشرت وكالة أسوشيتد بريس الأميركية.
ويعدّ تخلي إيران عن خطة الانضمام إلى مجموعة البلدان القليلة التي ترسل مواطنيها إلى الفضاء الخارجي بمثابة مفاجأة.
فيما يرجعها محللون إلى المخاوف التي يواجهها الرئيس الحالي حسن روحاني -الذي تم انتخابه لفترة رئاسة ثانية- بشأن ارتفاع معدلات البطالة والمشكلات الاقتصادية الأخرى التي تعاني منها إيران رغم تخفيف العقوبات ذات الصلة بالأنشطة النووية.
وقال كليف كوبشان، رئيس مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية التي تهدد إيران: "إذا كانوا سيحققون نمواً كبيراً، فلا بد من الإنفاق على الاستثمارات المعززة للإنتاجية وتوفير الوظائف".
وأضاف: "من الرائع أن تكون لدينا مشروعات كبيرة. ولكن هذا المشروع الفضائي كارثي".
وقال تشارلز فيك، المحلل المستقل الذي كان يعمل سابقاً مع مجموعة Global Security لبحوث استخبارات وزارة الدفاع، إن علماء إيران واجهوا أيضاً "الكثير من المشكلات الفنية" في تطوير كبائن إطلاق رحلات الفضاء.