رافق التفجيرَ الانتحاري الذي ضرب صالة للاحتفالات في مدينة مانشستر البريطانية وخلف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، قصصٌ إنسانية مؤثرة، ومواقف عفوية أنقذت أصحابها من الموت.
ومن هذه القصص، ما قاله رجلٌ عن زوجته التي أُصيبَت في التفجير الذي أودى بحياةِ 22 شخصاً في حفل غنائي، الإثنين 22 مايو/أيار، من أن هاتفها الجوال ربما يكون هو ما أنقذ حياتها.
وكانت ليزا بيدجيت، (45 عاماً)، تتحدث عبر هاتفها الآيفون بعد حفل أريانا غراندي حين قَذَفَ الانفجار شظيةً من الصلب بحجم جوزة البندق تجاه رأسها، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وفقدت ليزا، التي تدير ساحةً لبناءِ المراكب في مقاطعة بفيلي شمال ويلز، إصبعاً، جراء إصابتها بالشظية التي حطَّمَت هاتفها، وقال زوجها ستيف، (45 عاماً)، إنَّها "محظوظة للغاية أن بقيت على قيد الحياة".
وقال الزوج إنَّه يعتقد أن الهاتف المُحطَّم أبطأ الشظية وحوَّل مسارها.
وأُصيبَت ليزا، التي حضرت الحفل مع ابنتها وصديقة ابنتها، بإصاباتٍ مُتعدِّدة؛ منها كسرٌ في الكاحل وجرحٌ كبيرٌ في الفخذ. وأجرت ليزا عمليةً جراحية يوم الثلاثاء 23 مايو/آيار، ومن المُقرَّر أن تجري عمليةً أخرى.
وقال ستيف: "ربما يكون هاتفها، الذي كانت تتحدَّث عبره في ذلك الوقت، هو ما أنقذ حياتها. أصابت الشظية الهاتف، الذي من المُرجَّح أنه لم يحوِّل مسارها فقط؛ بل أبطأها إلى حدٍ كبيرٍ أيضاً".
وأضاف: "يبدو هذا مجرد تصوُّرٍ فقط، لكنه في نهايةِ الأمر حقيقة. ستتعافى تماماً، لكني لا أظن أن إصبعها سينمو مجدداً".
وقدَّمَ ستيف الشكر لخدمات الطوارئ على مساعدتهم في أعقابِ الهجوم، قائلاً: "جميعنا يريد تقديم الشكر للشرطة لعملهم الرائع، وكذلك جميع العاملين في مستشفى مانشستر الملكي ومستشفى ويثنشاو لكل ما قاموا ويقومون به".
لكن بطلاً مُعيَّناً خصَّه ستيف بثناءٍ خاص، ألا وهو مُشرِف ساحة مانشستر الذي ساعد زوجته على الابتعاد عن موقع الانفجار. قال ستيف: "أود أن أشكر بيتر، مُشرِف ساحة مانشستر؛ لمساعدته ليزا ونقلها إلى مكانٍ آمن".
ونفذ انتحاري هجوماً على قاعة مانشستر أرينا للاحتفالات، بعد حفلة للمطربة الأميركية الشهيرة أريانا غراندي.
وتبنّي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم، فيما قالت لندن إن منفذ الهجوم شاب من أصل ليبي يسمى سلمان عبيدي.
وقد اعتقلت الشرطة ما مجموعه 8 أشخاص حتى الآن، بينهم شقيق عبيدي الأكبر، فضلاً عن امرأة، في سلسلة عمليات دهم بعموم مناطق مانشستر ويغان ونونيتون.
وقد أُطلق سراح المرأة من دون توجيه أي اتهامات إليها في وقت مبكر من الخميس.
وفي غضون ذلك، اعتُقل والد عبيدي وشقيقه الأصغر في ليبيا.