على الرغم من أن الأنظار ستتجه إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يصل السبت 20 مايو/أيار السعودية لينتقل بعدها لدول أخرى، في أول جولة خارجية له منذ تولي الرئاسة، إلا أن زوجته ميلانيا ستكون أيضاً تحت الأنظار لكونها ستظهر للمرة الأولى على المسرح العالمي.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الجمعة 19 مايو/أيار 2017، إن ميلانيا قالت في بيان أُعد قبل يوم من سفرها مع ترامب: أنا متحمسة للغاية للرحلة القادمة"، وأضافت: "لن تكون هذه مجرد فرصة لدعم زوجي في عمله على القضايا الهامة التي تتعلق بالأمن القومي والعلاقات الخارجية، وإنما سيكون من دواعي شرفي أيضاً زيارة النساء والأطفال من مختلف الدول ومناقشة وجهات نظرهم المختلفة."
وسيكون جدول أعمال ميلانيا ترامب مليئاً بالعديد من الأحداث التي ستحضرها مع زوجها، ولكن سيكون لها أحداث تشارك فيها بمفردها. حيث قالت ستيفاني غريشام، مديرة الاتصالات في الجناح الشرقي لشبكة "سي إن إن": "إنها تريد أن تستفيد من كل لحظة ومحطة، وبالتالي لديها جدول أعمال مستقل وقوي".
وإذا كان للفعاليات العامة في أميركا أي مؤشر لما سيحدث، يمكن لميلانيا قضاء بعض الوقت في المدارس والمستشفيات والمتاحف. إذ زارت الأطفال في مستشفيات في واشنطن ونيويورك، وقامت بجولة في المدارس مع ملكة الأردن، رانيا العبدلله، وزوجة الرئيس الصيني، مادام بنغ. وزارت أيضاً المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الإفريقية مع سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وستكون الرياض المحطة الأولى التي ستظهر فيها ميلانيا للعالم خارج الولايات المتحدة، وفي هذا السياق قالت كيت أندرسن براور، الخبيرة في تاريخ سيدات أمريكا الأولى: "في السعودية، سأكون مهتمة بشكل خاص لمعرفة ما إذا كانت ميلانيا سترتدي غطاء الرأس التقليدي. إذ لم ترتد ميشيل أوباما غطاءً للرأس خلال زيارة عام 2015، كما صُوّرت لورا بوش مع أفراد العائلة المالكة السعودية أيضاً دون الالتزام بالقواعد التي تطالب النساء بتغطية شعرهن في الأماكن العامة."
ولا تعتزم المملكة العربية السعودية فرض ارتداء الزي الإسلامي على زوجة الرئيس الأميركي، وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن وزير الخارجية عادل الجبير.
وفقاً للوكالة قال الجبير، في مؤتمر صحفي، مجيباً على سؤال ما إذا كان ينبغي على زوجة الرئيس الأميركي ارتداء ملابس تتماشى مع التقاليد الإسلامية خلال زيارتها للرياض، قال إن السلطات السعودية عادة لا تطالب التقيد بطريقة معينة للملبس، مؤكداً: "يقترحون علينا ونرحب بأي من طرق الملبس".
وتوقعت أنيتا ماكبرايد، التي شغلت منصب رئيسة موظفي مكتب السيدة الأولى السابقة، لورا بوش، أن تقدم ميلانيا أداءً جيداً جداً في هذه الرحلة، "إذ أظهرت بالفعل أن لديها القدرة على اختيار الأشياء التي تقوم بها بحكمة، وهي أشياء ذات مغزى وستكون مثيرة للاهتمام، وفقاً لقول ماكبرايد.
واعتبرت شبكة "سي إن إن" أن الاختبار الحقيقي لا يتعلق فقط بالزيارات، أو الصور التي تواجه فيها الجمهور. إذ يجب على ميلانيا أيضاً ممارسة إجراءات دبلوماسية سلسة. ونقلت عن مصدر مطلع على العمليات داخل مكتب البروتوكول التابع لوزارة الخارجية الأميركية، أن "شيئاً بسيطاً مثل تقديم الهدايا يمكن أن يكون معقداً، وإن أي رحلة رئاسية لعدة محطات ليست مهمة سهلة".
ووفقاً للمصدر نفسه، جرى تخطيط مكثف لأعمال هذه الرحلة قبل أسابيع، وأغلب العمل كان على صياغة أهداف الرسائل الشاملة، ولكنه ركز أيضاً على التفاصيل الدقيقة مثل الحساسيات الثقافية والملابس والتحيات المناسبة للوفود والعادات العامة.
وبعدما غادرت ميلانيا الدولة مع زوجها متجهة إلى الرياض، مساء الجمعة، من المحتمل أن تعمل فرق على الأرض في الخارج مع الدول المضيفة للتفاوض حول جميع عناصر الزيارات ووضع اللمسات الأخيرة، وتقدم تلك الفرق التقارير المحدثة للبيت الأبيض، لخفض فرص وقوع أي شيء غير مخطط له.
ويفترض أن تصل الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" التي تقل ترامب وزوجته ميلانيا وابنته البكر إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر منتصف النهار إلى الرياض حيث يتوقع أن يلقى الرئيس الأميركي الجديد استقبالاً حاراً، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وسيلقي ترامب خطاباً منتظراً بشدة عن الإسلام، فيما تعتبر هذه الجولة هي الأولى له كرئيس إلى الخارج ويأمل أن تساعده على صرف الأنظار عن الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير الإف بي آي والهزات الارتدادية التي ما زالت تتوالى فصولاً.