تصريحاته أو بعبارة أدق، تغريداته التي لا تنتهي على تويتر، شكّلت هاجساً لدى الكثيرين من حوله، فوصلت إلى أرجاء الناتو، الذي تقلقه القمة المقبلة التي سيحضرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة.
لم نسمع في السابق عن وضع حلف شمال الأطلسي حدوداً زمنية للخطابات التي يلقيها الأعضاء، لكنّه أعلن هذه المرة، أن المدة الزمنية للمتحدثين في قمة البلدان الـ28 المقبلة، ستكون بين دقيقتين إلى 4 دقائق كحد أقصى. والسبب: محاولة الحفاظ على تركيز الرئيس الأميركي، وفق ما ذكرته صحيفة الاندبندنت البريطانية.
ويقول مصدر في الناتو لمجلة فورين بوليسي الأميركية: "إنَّ الطريقة التي يستعد الناتو فيها للتعامل مع ترامب، مثيرة للسخرية. إنَّها تشبه الاستعداد للتعامل مع طفل أو كشخصٍ ليس لديه القدرة على التركيز سوى لفترة قصيرة، ومزاجي، وليست لديه أية فكرة عن الناتو، ولا أي اهتمامٍ بالقضايا السياسية العميقة، ولا بأي شيء. إنَّهم يفقدون صوابهم".
الحلف يحسب لترامب في قمته المرتقبة بمايو/أيار الماضي، ألف حساب، وربما لا ينبع ذلك من فراغ، فكثيراً ما انتقد الرئيس الأميركي الناتو، خلال حملته الانتخابية الرئاسية، مُدَّعياً أنَّه فقد الجدوى منه ووصفه بأنَّه قد "عفى عليه الزمن".
ورغم أنَّ موقفه قد أصبح أخف وطأةً بعد تولّيه الرئاسة في يناير/كانون الثاني الماضي، فإنه يعيد مراراً وجهة نظره بأنَّ الأعضاء الأوروبيين لا يقومون بما ينبغي لهم فيما يتعلَّق بالإنفاق الدفاعي.
وقد دعا الدول الأعضاء الأخرى إلى الوفاء بإحدى الاتفاقات التي تعود إلى عام 2014، والتي تُلزمها بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي في غضون عقدٍ من الاتفاق.
ويقول خورخي بينيتيز، الخبير في مركز أبحاث المجلس الأطلسي: "إننا نشعر بالقلق من الطريقة التي سيكون عليها رد فعل ترامب حيال اللقاءات الدبلوماسية المهمة، لكن المُملة للغاية".
وأضاف: "حتى قمة قصيرة للناتو ستكون بالنسبة لترامب قمةً شاقّة للغاية، ورسمية أكثر من اللازم، ومملوءة بالسياسات. لن يحب ترامب ذلك".
لذا، فإن الناس من حوله يشعرون بالخوف من عدم القدرة على التنبؤ به، ويخشون من الطريقة التي قد يتفاعل بها، لا سيما أن ترامب يتحدث ويغرّد بصراحة!