التنزه في مدينة "كان" الفرنسية كان مبهجاً بما يكفي، قبل أن تضع السلطات صفاً مؤلفاً من 400 زهرية عملاقة، لكن تلك النباتات الجميلة ليست هناك للزينة، بل إنها إجراء أمني لمنع هجمات إرهابية خلال المهرجان السينمائي الشهير الذي تحتضنه المدينة.
ومهرجان كان الذي ينطلق يوم الأربعاء هو الأول منذ هجوم وقع في مدينة نيس القريبة، في يوليو/تموز الماضي، قاد فيه رجل تونسي شاحنة تزن 19 طناً نحو حشد من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي، الذي يعرف بيوم الباستيل وقتل 80 شخصاً على الأقل في متنزه.
ومن المفترض أن تمثل الزهريات العملاقة التي يصل ارتفاعها للأكتاف على طول طريق كان كروازيت حواجز إسمنتية مموهة، لمنع هجوم مشابه بسيارة أو شاحنة.
كما وضعت الشرطة 160 متراً من السلاسل المعدنية المسننة التي بإمكانها وقف شاحنة، ونشرت قوات إضافية، ودعت كتيبة من المتطوعين المدنيين لإبلاغها بأي أنشطة مريبة.
وقال إيف دراس قائد الشرطة المحلية، إنهم وضعوا نحو 550 كاميراً للمراقبة الأمنية أيضاً.
وقال دراس لتلفزيون رويترز: "إنها أكثر شبكات المراقبة (بالكاميرات) كثافة في فرنسا. في كان لدينا كاميرا لكل 140 ساكناً".
وليس لدى الشرطة الفرنسية معلومات عن تهديد محدد، لكن مهرجان كان من أحد أبرز الأحداث السنوية في فرنسا.
وقال سكوت روكسبورو الناقد السينمائي الأميركي، إن الناس مدركون للمخاطرة الأمنية، لكنهم لا يشعرون بالخوف من المجيء إلى كان.
وقال قائد الشرطة المحلية إن خفض الميزانية في الإنفاق العام في كل المجالات في فرنسا لم يشمل الأمن.
وقال دراس "الدولة ضخت مزيداً من الموارد هذا العام أكثر من أي وقت مضى".
ويقام مهرجان كان في الفترة من 17 وحتى 28 مايو/أيار.