ترامب يدرس “تطهير” البيت الأبيض من كبار موظفيه.. وهؤلاء المرشحون لترك الإدارة الأميركية

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/15 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/15 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش

يبدو أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام بإقالة مدير جهاز التحقيقات "إف بي آي" جيمس كومي، ستكون له تبعات على الإدارة الأميركية بأكملها، في ظل الحديث عن نية ترامب للمضي في حملة "تطهير" البيت الأبيض.

وبحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية فإن ترامب يدرس إجراء تعديل هائل بين كبار العاملين بالبيت الأبيض سعياً وراء إعادة تنظيم الإدارة الأميركية في أعقاب أكثر الأسابيع التي تعرضت خلالها فترة رئاسته للأضرار والانتقادات، بحسب ما أوردته مصادر سياسية في واشنطن أمس الأحد.

وفي أعقاب تداعيات إقالة كومي وخلال بحثه عن شخص يلقي عليه باللوم، يُذكر أن الرئيس يتلاعب بكبار حلفائه ومعاونيه بالإدارة الأميركية بدءاً برئيس أركانه رينس برباس إلى سكرتيره الصحفي شون سبايسر.

ونقل مايك ألين، أحد كبار الصحفيين السياسيين، عن أحد المقربين من البيت الأبيض قوله "إنه يشعر بالإحباط والغضب من الجميع"، مضيفاً أن الرئيس يفكر في اتخاذ رد فعل قوي "يتمثل التساؤل حالياً في مدى قوة وجرأة رد الفعل هذا".

وتواجه إدارة ترامب تساؤلات حول السبب وراء قرار الرئيس بإنهاء خدمة كومي، أحد كبار المسؤولين الذين يتولون التحريات في إدعاءات التواطؤ بين حملته الانتخابية وروسيا خلال الانتخابات.

ضغوط الديمقراطيين


وواصل الديمقراطيون ضغوطهم الأحد، بينما حذر كبار السياسيين من أنهم قد يرفضون التصويت لصالح ترشيح رئيس جديد لمكتب التحقيقات الفيدرالية، لحين تعيين مدعٍ خاص.

ونقلت قناة CNN عن زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ تشاك شومر قوله "إن وجود هذا المدعي الخاص سيجعل الناس يشعرون بالارتياح لوجود شخص مستقل يتولى الرقابة على عمل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية".

وهناك دعوات متزايدة من قبل الكثيرين وبينهم الجمهوريون تستهدف قيام ترامب بتسليم أي شرائط لمحادثاته مع كومي، بعدما أشار الرئيس إلى احتمال أنه تم تسجيلها سراً.

واعتبر مارك وارنر، كبير الديمقراطيين بلجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ما ذكره ترامب شائناً ويتجاوز الحدود وقال إنه يشبه فضيحة ووترغيت التي أجبرت الرئيس السابق ريتشارد نيكسون على الاستقالة.

وذكر ليندسي غراهام، أحد أقوى الأعضاء الجمهوريين بالمجلس، والذي دافع من قبل عن ترامب، أنه ليس بالأمر الذي يمكن التلاعب به.

وقال "إذا كان هناك شرائط لهذه المحادثات، فلابد من تسليمها"، مضيفاً أن تغريدة ترامب بشأن تلك التسجيلات "غير لائقة".

وذكرت مصادر أن اللغط داخل البيت الأبيض ليس أقل مرارةً. طيلة الأسبوع، ويتولى استجواب مساعديه بنفسه كي يعرف كيف وصلت المعلومات إلى وسائل الإعلام، في حين أن الرئيس يشعر بالغضب من مكتب الاتصالات بالبيت الأبيض وكان قد تحدث صراحةً مع مستشاريه بشأن تغيير واسع النطاق يمكن أن يتضمن الاستبعاد والفصل من العمل.

وذكرت بعض المصادر أن الرئيس يرى أنه يحتاج إلى مدافع ونصير أكثر شراسة من سبايسر.

وفي إشارة تدل على مدى التوتر الذي يعانيه الرئيس، لم يخبر ترامب أياً من سبايسر أو مدير إدارة الاتصالات مايك دوبك بقرار فصل كومي إلا قبل إصداره بساعة واحدة فقط.

وفي أعقاب فصل كومي، احتشد المساعدون بالبيت الأبيض للتعرف على سبب الفصل، وهو ما أنكره ترامب في وقت لاحق.

ترامب غاضبٌ من تشبيه الأمر بفضيحة ووترغيت


وشعر ترامب بالغضب الشديد جراء تشبيه الأمر بفضيحة ووترغيت في وسائل الإعلام، وسعى وراء التعامل مع الأزمة بنفسه وأجرى لقاءات ونشر مجموعة من التغريدات تعصف بروايات العاملين بإدارته بشأن الأحداث.

وأشار المطلعون على بواطن الأمور بالبيت الأبيض إلى انخفاض الروح المعنوية بالجناح الغربي، حيث يحتفظ المساعدون غير المشاركين في حوارات مع الرئيس بأبواب مكاتبهم مغلقة.

ويُذكر أن العديد يشعرون بخيبة الأمل جراء تصرف الرئيس ورغبته في الإدلاء بتصريحات تعصف بصورة مفاجئة بروايات صحفية متفق عليها مسبقاً وتجعل وسائل الإعلام تبدو "كاذبة وحمقاء"، بحسب ما أورده أحد المصادر.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ألكس كونانت، الخبير الاستراتيجي الجمهوري، قوله "ليس هناك أمر أكثر إحراجاً يواجه أي متحدث رسمي من أن ينكر رئيسك أقوالك ويعارضها. ففي مجال التواصل السياسي، تكون مصداقيتك هي الأساس الذي يمكنك الاعتماد عليه".

تحميل المزيد