اعتذرت بعد أن ذكرتهم بسوريا وفلسطين.. سودانية كادت أن تفقد منصبها في أستراليا بسبب طريقتها في إحياء يوم الهجوم على العثمانيين

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/08 الساعة 12:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/08 الساعة 12:18 بتوقيت غرينتش

بعد أسبوعين تقريباً من نشر ياسمين عبدالمجيد، الناشطة الأسترالية والسودانية المولد، مشاركةٍ مثيرةٍ للجدل على موقع فيسبوك بمناسبة يوم أنزاك (ذكرى معركة أنزاك كوف الأولى بين المملكة المتحدة والدولة العثمانية)، نجت الناشطة المسلمة الشابة ومقدمة البرامج في قناة "إيه بي سي" الأسترالية من المطالبات بإقالتها من منصبها في عملها بمجلس إدارة مجلس العلاقات الأسترالية العربية (CAAR).

وأعلنت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب أخيراً عن قرارها، وتصدت لمحاولات وزير الهجرة بيتر دوتون، والسيناتور الليبرالي إيريك أبيتز، وعضو البرلمان الأسترالي عن الحزب الليبرالي الوطني جورج كريستنسن للضغط من أجل إقالة ياسمين.

وقالت جولي في خطابٍ موجهٍ إلى أبيتز، واطّلعت عليه النسخة الأسترالية لموقع هاف بوست، إنَّها تحدثت مع ياسمين شخصياً، لكنَّها قررت عدم فصلها من عملها لأنَّها اعتذرت عن تعليقاتها غير اللائقة، ووافقت على الخضوع لبرنامجٍ إرشادي.

ويُدار مجلس العلاقات الأسترالية العربية بواسطة وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، وأرسل أبيتز خطاباً نصياً إلى جولي في 25 أبريل/نيسان الماضي يدعوها إلى اتخاذ إجراءٍ طارئ.

وأثارت ياسمين غضب بعض المحاربين القدامى في ذكرى يوم أنزاك، وهو ما تسبب في قلقٍ بالغ داخل الحكومة الأسترالية حسبما أكدت جولي، بعد أن كتبت ياسمين على حسابها الشخصي في موقع فيسبوك: "لا يجب أن ننسى. مانوس، ناورو، سوريا، فلسطين..".

وكتبت أرداث ويناشت، أستاذة علم الاجتماع بجامعة ماونت أليسون، على موقع تويتر تعليقاً على الهجوم على منشور ياسمين قائلةً: "يبدو أنَّ حرية التعبير هي امتياز يحظى به فقط البيض".

وحذفت ياسمين المشاركة في نفس اليوم، ونشرت اعتذاراً.

وأعلنت جولي في خطابها أنَّ "ياسمين شعرت بحرجٍ شديدٍ بسبب اعتبار مشاركتها إهانةً وتقليلاً من أهمية يوم أنزاك، والتضحية التي قدمها محاربونا وعائلاتهم"، وقالت إنَّها "كانت تقصد أن تكون المشاركة تذكيراً بالصراعات والأزمات العالمية الحالية".

وكتبت جولي: "اعترفت ياسمين بأنَّ مشاركتها كانت غير لائقة، وأنَّها تسبَّبت في إساءةٍ بالغة للكثيرين في مجتمعنا".

وأضافت قائلةً: "ورغم أنَّ ياسمين لم تكن في حاجة للدفاع عما كتبته، فإنَّها حذفت المشاركة واعتذرت، ولا يوجد داعٍ بالنسبة لي للإشارة إلى قضية حرية التعبير، التي أُثِيرَت معي أيضاً من جانب أعضاء آخرين بالبرلمان".

وسيتولى حسام أبيض، القائم بأعمال مدير مجلس العلاقات الأسترالية العربية نائب عُمدة ولاية أديلايد السابق، مهمة توجيه وإرشاد ياسمين في الفترة القادمة.

وقالت جولي: "بالنظر إلى اعتذار ياسمين، وأنَّ مشاركتها على فيسبوك كانت في نطاقٍ خاص، وغير مرتبطة بمجلس العلاقات الأسترالية العربية، بالإضافة إلى مساهمتها الإيجابية إلى يومنا هذا، وموافقتها على الخضوع للإرشاد بواسطة عضوٍ مجتمعي أكبر سناً وأكثر خبرة، فأنا لا أنوي إنهاء عضويتها في مجلس إدارة مجلس العلاقات الأسترالية العربية".

ورداً على خطاب وزيرة الخارجية الأسترالية، أصدر أبيتز بياناً قصيراً أعرب فيه عن اعتراضه على قرار جولي.

وكتب السيناتور قائلاً: "اعتراف الوزيرة بحاجة ياسمين عبدالمجيد إلى الإرشاد الشخصي يكشف الكثير عن ملاءمتها وقدرتها على شغل مناصب استشارية تُموَّل من أموال دافعي الضرائب".

وكانت العديد من العرائض، التي جمعت عشرات الآلاف من التوقيعات، تدعو قناة "إيه بي سي" إلى فصل ياسمين من منصبها كمقدمة برامج، لكنَّ هيئة الإذاعة الوطنية وقفت إلى جانب ياسمين.

تحميل المزيد