لم احلم يوماً بفستان أبيض كما حلمت يوماً بأن أحقق طموحي في التعليم

فللأسف، معظم الفتيات تتخذ من أهمّ وأسمى طموحاتها أن تكون زوجة وأماً منذ أن تُخلق وتخرج إلى هذه الدنيا، وتتناسي أن تصبح يوماً شيئاً يرمز إليه بالبنان وأن يكون لها صندوق يحتوي على رفوف الحقوق قبل الأمنيات والأحلام، وألا تكون جسداً يتسابق إليه الآخرون وفستاناً أبيض تحلم به الفتيات، وأن يكون لها مسؤوليات وتختفي لها الحقوق التي وجدت منذ زمنِ أكرم البشر وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/06 الساعة 01:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/06 الساعة 01:56 بتوقيت غرينتش

أيتها المرأة، كوني ذهنية وذات عقلية واسعة الانتشار في الذي يحيط بك، كوني رقماً يحتذى به في محيطك، كوني أنت لا هم، كوني المرأة القيادية في أغلب قراراتك، لا تكوني هدفاً لحياة دون إحساس وروح.

فللأسف، معظم الفتيات تتخذ من أهمّ وأسمى طموحاتها أن تكون زوجة وأماً منذ أن تُخلق وتخرج إلى هذه الدنيا، وتتناسي أن تصبح يوماً شيئاً يرمز إليه بالبنان وأن يكون لها صندوق يحتوي على رفوف الحقوق قبل الأمنيات والأحلام، وألا تكون جسداً يتسابق إليه الآخرون وفستاناً أبيض تحلم به الفتيات، وأن يكون لها مسؤوليات وتختفي لها الحقوق التي وجدت منذ زمنِ أكرم البشر وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يمر الزمن على بعض الآنسات وحتى السيدات المتزوجات والمطلقات والأرامل دون الجلوس بزاوية وركن طموح الأنثى الجامح في تحقيق كيان وأصل الحياة في جعل العلم والتعلم والطموح والمثابرة أقصى ما تسعى إليه المرأة، وليس فقط التشبه بصديقتها أو المثول والقبول بأي رجل يدق بابها، فقط للخلاص من حياة عانتها وضيّقت عليها النافذة التي ترى من خلالها النور وتستنشق منها الهواء النقي.

تبقى بعض السيدات أسيرة لمرادٍ واحدٍ في هذه الحياة؛ أن تجد ذلك الرجل التائه؛ خوفاً من عدد أيام وأرقام العمر التي تمر بها وهي ما زالت أسيرة طموحها لتحقيق حلم حياتها وطريق مستقبلها، وحينها ستشعر بأن الزمن يعبر حياتها ويذهب جمالها المرسوم، وظهرت عليها تجاعيد الطرق وممرات وسهر الليالي وهي متناسية سلباً في التفكير لحياتها الخاصة وتكوين بيت وعائلة لها كأي فتاة في ربيع عمرها.

وعادة، تلك العقلية الحساسة من النساء لا تفكر في مستقبلها وتهتم بكلام صديقة ما أو جارة لها أو حتى أهلها، غير معتمدة على قدر وقضاء الله فيما يكتبه لها فهو خير من يتولى أمرها؛ حتى تنسى الطموح الجارف الذي قد تتجمل به بعض الفتيات وهو سلاح قوي ذو ذخيرة لا تفني.

وهذا الاختيار أحياناً قد يؤدي سلباً إلى تحمّل المرأة شقاءً ما قد تواجهه، من مشكلات نتيجة اختيارها وقبولها بأي شخص وأول من دقّ بابها؛ خوفاً من فوات قطار الزواج، وتأثير هذا القرار، سواء كان جيداً أو سيئاً، وعليها أن ترضى أيضاً بحياة روتينية مملة هي من قامت على اختيارها، فبعض النساء تفتقد، وربما لا تعرف مكاناً لها على الخريطة فتحبَط في أن تكون رقماً بدفتر الحسابات والإبداع والابتكار.

في النهاية، مشكلتي أنني أعرف ما أريد وأعرف أنني أمضي إلى دروب ما أريد، وأنني ما زلت أحيا في محيط مكانٍ رسمت له الليالي وأنني سأصل إليه قريباً. وحقيقة أعترف بها؛ أن ‏الإنسان لا يستطيع اختيار من يحب، ولكنه يستطيع أن يختار طموحه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد