لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟.. ثلاث خطوات كفيلة بمنحك السعادة وطول العمر.. بساطتها ستدهشك

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/01 الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/01 الساعة 08:45 بتوقيت غرينتش

تريد أن تعيش حياة أطول؟ أن تستمتع بحياتك وأن تنال السعادة التي يحلم بها الجميع؟، يبدو أن كل هذه الأمور مرتبطة معاً.
فحسب دراسة للمجلة الطبية البريطانية أوردها موقع health.spectator البريطاني فإن الاستمتاع بالحياة قد يعني فرصة أفضل للعيش مدة أطول.
ويعتقد الباحثون في هذه الدراسة أن هذا يحدث لأن المزاج العام يؤثر على مستويات بعض الهرمونات في الجسم (السيروتونين، على سبيل المثال) التي تلعب دوراً في الصحة العامة. وقد تبين أن السعادة تحد من مستويات الأدرينالين والكورتيزول، والتي يمكن أن ترفع ضغط الدم.

ولكن السؤال الصعب كيف يمكن تحقيق السعادة؟
من بين عشرات الأفكار التي طُرِحَت هذا الأسبوع في مؤتمر تكنولوجيا التصميم والترفيه الدولي -ابتداءً من الإنسان الآلي الذي يتفوَّق على الطلاب في اختبارات الكليات، مروراً بالإضاءة فوق البنفسجية القادرة على قتل البكتيريا المُقاوِمة للمضادات الحيوية- كانت هناك أفكارٌ أبسط إلى حد البداهة، لتحسين الحياة، والتي يتوجب على الجميع ترتيب أولوياتهم طبقاً لها من أجل التمتع بحياةٍ أفضل.

وعرض تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية لهذه الأفكار التي قال إنها لم تكن في حد ذاتها مفاجئةً، ولكن جاء شرح كيفية وسبب تحسينها للحياة تذكيراً قوياً بحقيقة أننا ربما نعطي أولويات عليا لأمورٍ غير صحيحة، في حين نحط من قدرِ أمورٍ أخرى تجعل من الحياة جديرة بالعيش.

أولاً: التعامل وجهاً لوجه يطيل العمر


لا يعد التدخين أو شرب الكحول أو ممارسة الرياضة مؤشراً فيما يخص طول العمر، بل أن المؤشرات الأهم هي علاقات الإنسان الوثيقة واندماجه في المجتمع. هذا ما توصَّلت إليه المُتخصِّصة في علم النفس سوزان بينكر تنشر في بحثٍ لها تأثير صلاتنا الإنسانية على كافة جوانب صحة عيشنا، بما في ذلك صحتنا البدنية. فأولئك الذين تتضمَّن حياتهم قدراً من الحميمية، وأولئك الذي يحظون بقدرٍ من الدعم حولهم، ويتواصلون وجهاً لوجهٍ مع الناس، لا يتمتعون فقط بصحةٍ أفضل، بدنياً وعاطفياً، لكنهم أيضاً يعيشون أطول.

تقول سوزان إن هذا هو السبب في أن النساء، اللاتي يملن للتواصل معاً وجهاً لوجه، يعشن في المتوسط ست سنوات أكثر من الرجال، وعلاوة على ذلك، فإن التواصل عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني ليس كافياً. وتضيف أن فوائد التواصل الحقيقية تتأتى فقط من خلال التعامل المباشر الحي وجهاً لوجه.

تقول سوزان أيضاً: "التواصل وجهاً لوجه يطلق شلالاً من الناقلات العصبية، والتي تعمل كالمصل، فتحمي الجسد في الحاضر والمستقبل".

وتضيف أن ما مِن حاجةٍ لإطالة التواصل أو توطيده للحصولِ على تأثيرٍ فوري، فالتواصل بالعينين، أو المصافحة، أو صفع الأيدي يخفض مستويات الكورتيزون ويرفع مستويات الدوبامين في الجسم، مما يجعلك أقل توتراً وأكثر فرحاً.

عرضت سوزان صورتين؛ إحداهما لدماغِ شخصٍ يُجري حواراً حياً، والأخرى لشخصٍ آخر يُجري حواراً عن نفس الموضوع لكن عن مشاهدةِ فيديو، فكانت مناطق الدماغ المرتبطة بالذكاء الاجتماعي والمكافآت العاطفية أكثر نشاطاً عند الشخص الأول.

ثم أضافت: "هذا التواصل وجهاً لوجه له فوائد مذهلة، لكن ربع السكان يشكون من أن ليس لديهم من يتواصلون معه وجهاً لوجه".

وتابعت: "هناك ما نستطيع فعله حيال ذلك. لدى كلٍ منَّا احتياجٌ حيويٌ للشعور بالانتماء لشيءٍ ما.. إن إيجاد مساحاتٍ للتواصل الحي في مدننا، وفي أماكن عملنا، وفي جداول مشاغلنا اليومية، من شأنه أن يعزِّز أجهزتنا المناعية، وأن يدفع هورمونات إيجابية تُضَخ في أدمغتنا ومجرى الدم في أجسادنا، وأن يطيل أعمارنا. هذا ما أشبهه ببناءِ قريةٍ، وبناء هذه القرية مسألة حياةٍ أو موت".

ثانياً: تعاملك مع هاتفك الذكي يوجه حياتك


وَقَفَ المُتخصِّص في التسويق وعلم النفس، البروفيسور آدم ألتر، في قاعةٍ يملؤها بعضٌ من أنجح رواد الأعمال، والعلماء، والمبتكرين من حول العالم، وأخبرهم عن شركةٍ ألمانية أتاحت لموظفيها أثناء عطلاتهم خيار ضبط اتصالاتهم على وضع "خارج الخدمة"، الذي يُعلِم كل من يراسلهم أنهم في عطلة، وأن رسائلهم ستُحذف تلقائياً دون قراءتها، وأنه في حالات الطوارئ المُتعلِّقة بالعمل يتوجب عليهم الاتصال بشخصٍ آخر في المكتب. وما إن سمع حضور المؤتمر ذلك، حتى ضجوا بالتصفيق.

دَرَسَ البروفيسور ألتر تأثير الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات على حياتنا، فأولئك الذين يقضون وقتاً أطول على مواقع التواصل والمواعدة عبر الإنترنت هم أقل سعادةً من غيرهم.
وعلاوة على ذلك، فإن التكنولوجيا، في رأي البروفيسور ألتر، قد سلبتنا ما يسميه "إشارات التوقف"، فكل شيء نستمتع به له نهاية؛ قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم، أما التمرير على شاشة الهاتف الذكي فلا نهاية له، ونحن لا نعرف متى نتوقف.

أظهر ألتر، مستخدماً رسماً بيانياً، أنه في حين استحوذت التكنولوجيا في عام 2007 على مساحةٍ ضئيلة من وقتنا الذاتي الثمين، فإنها قد احتلته بالكامل في عام 2017.

وتوصَّلَ ألتر إلى أن أولئك الذين يضعون حدوداً لاستخدام هواتفهم الذكية، كعدم استخدامها أبداً أثناء تناول الطعام أو وضعها في وضع الطيران أثناء العطل، ما يتيح استخدام الكاميرا دون استخدام الإنترنت، يتمكَّنون من الاستمتاع بالحياة أكثر من غيرهم.

وقال: "لقد صارت الحياة أكثر بهجةً وغنىً، فلتجر محادثات أفضل، ولتستمتع بها أنت ومن معك".

ثالثاً: السعي وراء السعادة، لا يحقق السعادة ولكن هناك شيء آخر يحققها!


البحث عن السعادة لا يجعلنا سعداء. في الواقع، وكما لاحظت الباحثة إيميلي أصفهاني سميث، فإن التقييم المستمر لمدى سعادتنا يسهم في الشعورِ باليأس والاكتئاب. والسعادة شعورٌ مُتقلِّب عابر، يستند إلى لحظةٍ أو تجربة، وما يشعرنا بالتعاسة حقاً ليس غياب السعادة، وإنما غياب المعنى.

وتقول إيميلي أصفهاني مؤلفة كتاب "The Power of Meaning" يصبح الناس في نهاية المطاف أكثر سعادة إذا كانوا يسعون وراء معنى لحياتهم أكثر من ركضهم وراء السعادة.

وتوضح أنها بعد خمس سنوات من إجراء المقابلات مع المئات، وجدت أنه يمكن صياغة المعنى في أربعة مفاهيم أساسية، هي: الانتماء، والغاية، والسمو، والسيرة، حسبما نقلت عنها واشنطن بوست.

أما الأولى فهي تعني تماماً ما يبدو أنها تعنيه؛ أن يكون في حياتك من يحبونك ويهتمون لأمرك بصدق.

وأما الثانية فهي إيجاد الغاية، وقد يبدو للغالبية أن إيجاد الغاية مُتعلِّقٌ بالعمل، فهو الوسيلة التي تشعرنا بقيمةٍ ما نضيفها أو نسهم بها في الحياة، لكن إيميلي تقول هنا: "هذا يعني أيضاً أن عدم الانفصال عن العمل، والبطالة، وانخفاض مشاركة القوى العاملة، ليست مشكلات اقتصادية فحسب، إنما هي أيضاً مشكلات وجودية.

فإن لم يجد الناس شيئاً جديراً بالاهتمام ليفعلوه، سيتعثَّرون في حياتهم". لذا فإن إيجاد شيءٍ يدفعك للأمام، سواء كان عملاً أو أي شيءٍ آخر، لهو أمرٌ بالغُ الأهمية فيما يتعلَّق بإيجاد معنىً للحياة.

وأما الفخر، فهو إيجاد ما يخرجك خارج حدود نفسك، ويجعلك ترى نفسك جزءاً من شيءٍ أكبر. تقول إيميلي إن الفن أو المعتقد الديني، بالنسبة لبعضِ الناس، قد يكونان من بواعث الفخر، وقد يكون السير في مساحاتٍ طبيعية أو ممارسة اليوغا.

أما السيرة، فتتعلق بقصصنا الداخلية، ما هي قصتنا التي نحكيها لأنفسنا عن أنفسنا؟

وتختتم إيميلي قائلة: "نحن مؤلفو حكاياتنا، يمكننا أن نغيِّر الطريقة التي نحكيها بها، فالحياة أكثر من مجرد سلسلةٍ من الأحداث".

علامات:
تحميل المزيد