1- الإسلام السياسي
لا يوجد في الإسلام ما يسمى الإسلام السياسي، إنما هو مفهوم مغلوط أريد به تضليل أو تغييب العامة عن دور الإسلام في جميع المجالات، والدليل العقلي على ذلك لماذا لم نسمع عن مفهوم الإسلام الاقتصادي أو الإسلام الاجتماعي أو الإسلام العسكري رغم أن هذا كله لو ذكر جملة واحدة لعبَّر عن مفهوم الإسلام الحقيقي؟ لكن الذي يذكر الإسلام من جانب واحد وينسى أو يتناسى الجانب الآخر إنما يريد التضليل عن قصد، أو عن غير قصد، فالإسلام نظام شامل يشمل جميع مناحي ومجالات الحياة، كما هو أيضاً عبادة وتوحيد لله سبحانه وتعالى.
وبعض الجماعات التي تسوق للإسلام على أنه دين منفصل عن الحياة فهي جماعات أو أنظمة لا تعي، ولا تفهم الدين الإسلامي بمفهومه الصحيح.
2- حرية المرأة
هذا المفهوم يطلق فقط عندما يريدون مهاجمة حجاب المرأة، فعندما تتعرى المرأة وتصبح سافرة فهذه تعتبر في نظرهم حرية شخصية، وعندما تصر المرأة على حجابها أو يصر زوجها على حجابها، فإن ذلك يعتبر إجحافاً لها وتعدياً على حريتها الشخصية.
وعندما نتعمق أكثر وأكثر في الفقه الإسلامي ومفاهيم ومقاصد الشريعة الإسلامية نجد أن الإسلام من أكثر الأديان احتراماً وصيانةً لحقوق المرأة، فعلى سبيل المثال لا الحصر شرع للمرأة حرية اختيار الزوج، وشرع لها حرية الامتلاك، ولها ذمة مالية مثل الرجل، وشرع لها الخروج مع الرجال والمساواة بهم في العمل والجهاد، والمواقف على ذلك واضحة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خرجت السيدة عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم معه في إحدى غزواته، وأشارت عليه أم سلمة الأنصارية في صلح الحديبية، عندما عصاه الصحابة ورفضوا تنفيذ أمر من أوامره، فنصحته بالبدء في الأمر، ثم فعل، ففعل الصحابة مثل ما فعل، وهناك العديد من الأدلة على أن الإسلام لم يهِن المرأة كما يدَّعي البعض.
3- الإرهاب والتطرف
هذا المفهوم أصبح للأسف مفهوماً سياسياً، فقد يوظّفه كل حاكم على هواه، وكل نظام يريد قمع معارضيه فيقوم باتهامهم بالإرهاب والتطرف، مع أن مفهوم الإرهاب عالمياً لم يوضع له مصطلح أو تعريف، فلذلك تستغله الأنظمة المستبدة كما تشاء مع معارضيها أحياناً، ومع الدول التي تعتبرها معادية لها أحياناً أخرى.
ورغم إدانتنا للإرهاب والعنف والتطرف، فإننا لا بد أن نعرف الإرهاب تعريفاً عادلاً ومنصفاً حتى نستطيع التمييز بين ما هو إرهاب وما هو مقاومة ضد المحتل الأجنبي، وما هو معارضة سلمية، وما هو ممارسة للعنف والإرهاب، فقد اختلطت الأمور عند كثير من الناس في العالم، وأصبح ينظر إلى الدول الإسلامية بصفة عامة على أنها دول راعية للإرهاب، وهذا منتهى الاستهانة بالمفاهيم، ومنتهى الاستهانة بالدول وبسيادتها على أراضيها، عندما يستغل بعض الدول اتساع مفهوم الإرهاب ليشمل الدول الإسلامية وإلصاق تهم الإرهاب بها، ويجعل من ذلك حجة للتدخل في شؤونها الداخلية بدعوى محاربة الإرهاب.
4- المحاسبة والمسؤولية
كثير من الدول العربية لا تمارس الديمقراطية، فنتيجة لذلك لا تمارس نظام محاسبة المسؤولين، مع أن الشعوب من حقها أن تعرف مَن المسؤول عن كل ما يحدث في البلاد من فساد أو إفساد أو تخريب، ولأن كثيراً من الحكام العرب للأسف الشديد هم أو أقاربهم من أكثر الفاسدين في العالم، فلذلك لا يطبقون مبدأ المحاسبة والمسؤولية؛ لأنهم لو طبقوه فقد يدينون أنفسهم ويتعرضون للمساءلة والمحاسبة والعقاب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.