فيما يتزايد التوتر على طرفي الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية، بعد أن بدأت القوات الأميركية بنشر منظومة "ثاد"، الدرع المضاد للصواريخ، لجأ ملايين اليابانيين إلى موقع إلكتروني حكومي للاطلاع على إرشادات التصرف في حال وقوع هجمات من الجانب الكوري الشمالي.
وكانت بيونغ يانغ قد قالت إنها "ستمحو" الولايات المتحدة "عن وجه الأرض" في حال أشعلت واشنطن حرباً في شبه الجزيرة، الأمر الذي زاد مخاوف اليابانيين.
لكن قرب كوريا الشمالية من اليابان جغرافياً يطرح تحدياً حقيقياً أمام السلطات في طوكيو، فلن يكون أمام اليابانيين أكثر من 10 دقائق للاحتماء قبل وصول صاروخ كيم جونغ-أون، وفق ما صرَّحت به الحكومة اليابانية.
فكيف تستعد طوكيو لهذا التهديد الصاروخي؟
خلال الفترة الأخيرة، التي ازداد فيها الحديث عن الجارة الشمالية وتجاربها النووية وتهديداتها بشنِّ هجمات، أفاد تقرير لصحيفة التايم اليابانية، بأن ملايين اليابانيين بدأوا يتابعون التعاليم التي وضعتها السلطات بهدف حمايتهم.
ويقول هيروفومي يوشيمورا، عمدة مدينة أوساكا، إن المدينة ستؤسس فريق طوارئ؛ تأهباً لأية عملية إطلاق صواريخ تقوم بها كوريا الشمالية، أو تنفذها أميركا ضدها.
ويوضح أنه "ربما تنطلق صافرات الإنذار قبل وصول الصواريخ بأربع أو خمس دقائق فقط".
أما خطة اليابان المقررة، فستكون على الشكل التالي، بحسب ما ذكرت الصحيفة:
- سيعتمد مسؤولو إدارة الأزمات المحليين على نظام بث معلومات حول أية هجمات آتية عبر الأقمار الصناعية والهواتف والإنترنت.
- سيتبع هذه الخطوة فوراً إذاعة الإنذارات من قبل الحكومات المحلية عبر مكبرات الصوت وقنوات الطوارئ التلفزيونية والإذاعة والهواتف.
- "إذا كنت بالخارج حين ينطلق الإنذار، جِد أقوى مبنىً خرساني واحتمِ به، أو انزل إلى تحت الأرض إن أمكن".
- "أما العائلات في المنازل فيُنصحون بالبقاء منبطحين على الأرض وتحت طاولةٍ بعيداً عن النوافذ".
- "وإن كانت المدارس تعمل، فعلى الأطفال النزول أسفل مكاتبهم".
يُذكر أنه في الشهر الماضي، أتمَّت مجموعة من اليابانيين تدريب إخلاء هو الأول من نوعه في اليابان، الذي كان يدور حول هجمات كورية.
منظومة "ثاد"
وبدأت واشنطن الأربعاء، 26 أبريل/نيسان 2017، بنشر منظومة دفاع صاروخية في كوريا الشمالية، الأمر الذي أثار حفيظة الصين، وسط تصاعد التوتر بشأن طموحات كوريا الشمالية النووية.
وتحث واشنطن بكين، الحليف الأكبر لبيونغ يانغ، على ممارسة ضغوط أكبر على الدولة الانعزالية. إلا أن خطة نشر منظومة "ثاد"، الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ، كانت أغضبت بكين بشكل كبير.
وصممت منظومة "ثاد" لتتمكن من التصدي وتدمير الصواريخ البالستية قصيرة وبعيدة المدى في آخر مرحلة من إطلاقها.
ويأتي التحرك الأخير في وقت يتصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بعدما أطلقت بيونغ يانغ سلسلة من الصواريخ، وبعد تحذيرات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الخيار العسكري يبقى "مطروحاً".
ونشرت واشنطن مجموعة حاملات طائرات قتالية، تتقدمها "يو إس إس كارل فينسون" في شبه الجزيرة الكورية، في استعراض قوة، توازياً مع إشارات تفيد بأن بيونغ يانغ قد تكون تحضر لإجراء تجربتها النووية السادسة.
وتصرُّ الدولة الشيوعية الفقيرة على أنها تحتاج إلى الأسلحة النووية للدفاع عن نفسها ضد خطر اجتياحها. وقد توعَّدت بانتقام مدمر في حال تعرضت إلى أي هجوم.
وفي آخر استعراض للقوة من جانبها، حضر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون أكبر تدريب عسكري في تاريخها، للاحتفال بذكرى تأسيس جيشها، وفقاً لما أفادت وسائل الإعلام الرسمية الأربعاء.