جاء في تقرير تفصيلي أن المخابرات الفرنسية خلصت الأربعاء 26 أبريل/ نيسان 2017 إلى أن القوات الموالية لبشار الأسد نفذت هجوماً بغاز السارين في شمال سوريا في 4 أبريل/نيسان بناءً على أوامر من الأسد أو دائرته المقربة.
وأسفر الهجوم على بلدة خان شيخون عن مقتل العشرات، وفقاً لمرصد يتابع أحداث الحرب ولجماعات معارضة سورية ودول غربية. كما دفع الولايات المتحدة لتوجيه ضربة صاروخية إلى قاعدة جوية سورية، في أول هجوم أميركي متعمَّد على حكومة الأسد خلال الصراع المستمر منذ 6 سنوات.
وكان الأسد قد قال في لقاءين صحفيين منذ الرابع من أبريل/نيسان، إن الدليل على شن هجوم بالغاز السام "مفبرك"، ونفى استخدام حكومته أسلحة كيماوية في أي وقت من الأوقات.
وجاء التقرير الفرنسي في 6 صفحات، وشاركت في إعداده أجهزة الجيش والمخابرات. وذكر أنه استند إلى عينات من موقع الهجوم وعينة دم من أحد الضحايا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيروليت، للصحفيين، بعد أن رفع نتائج التقرير إلى مجلس الوزراء: "نعرف من مصدر موثوق أن عملية تصنيع العينات المأخوذة تضاهي الأسلوب المستخدم في المختبرات السورية".
وتابع: "هذه الطريقة هي بصمة النظام، وهي ما يتيح لنا تحديد المسؤول عن الهجوم. نحن نعرف؛ لأننا احتفظنا بعينات من هجمات سابقة واستطعنا استخدامها للمقارنة".
ومن بين العناصر التي ظهرت في العينات مادة الهيكسامين المميزة للسارين الذي تنتجه الحكومة السورية، حسبما أورد التقرير.
وذكر التقرير أن النتائج تضاهي نتائج عينات حصلت عليها المخابرات الفرنسية، منها قذيفة لم تنفجر، من هجوم شهدته مدينة سراقب في 29 أبريل/نيسان 2013 واتهمت قوى غربية حكومة الأسد بتنفيذه.
طائرة حربية
قال التقرير أيضاً إن أجهزة المخابرات تعلم بأمر طائرة حربية من طراز "سوخوي 22″، تابعة لنظام الأسد، كانت قد ضربت خان شيخون 6 مرات في الرابع من أبريل/نيسان، وإن العينات التي استُخلصت من الأرض تضاهي مواد مقذوفٍ محمول جواً يحمل ذخيرة مغلفة بالسارين.
وقال التقرير: "تعتقد المخابرات الفرنسية أن أمر استخدام أسلحة كيماوية لا يمكن أن يصدر إلا عن بشار الأسد أو بعض أفراد دائرته الأكثر نفوذاً".
وأضاف أن الجماعات المتشددة في المنطقة لا تملك القدرة على شن مثل هذا الهجوم، وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يوجد في تلك المنطقة.
وذكر التقرير أنه لا يمكن "التعويل" على تأكيد الأسد أن الهجوم "مفبرك"؛ نظراً لتدفق أعداد كبيرة من الضحايا خلال فترة قصيرة على مستشفيات سورية وتركية، فضلاً عن ظهور أعداد كبيرة من الصور وتسجيلات الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص يعانون أعراض استنشاق غاز سامٍّ.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في 19 أبريل/نيسان، إن السارين أو مادة سامة محظورة أخرى استُخدمت في خان شيخون.
وقالت روسيا التي تدعم الأسد، إن الغاز انطلق نتيجة ضربة جوية على موقع لتخزين الغاز السام تسيطر عليه المعارضة.