أثار اعتداء ناشطة حوثية وأمها على سائق تاكسي في العاصمة اليمنية صنعاء، حالة من السخط والغضب لدى نشطاء ومدونين على مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2017، ليقوموا بالرد عليها عبر هاشتاغ #سائق_التاكسي_يمثلني.
وبدأت القصة مع نشر الناشطة في جماعة الحوثيين ندى الوزان تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحوي تفاصيل اعتدائها هي وأمها بألفاظ نابية على سائق التاكسي الذي أقلهما عقب خروجهما من دورة تدريبية، ينظمها الحوثيون للنساء حول كيفية استخدام السلاح.
وكتبت الوزان بلغة تهكمية تدوينتها، وأرفقت رموزاً تعبيرية ضاحكة في إشارة لطرافة الموقف بالنسبة لها، رغم أن والدتها كانت تكيل السباب والشتم لسائق التاكسي.
ولم تكتف الوزان بذلك، بل إنها تعمدت تصوير السائق، والتشهير به، وتحريض مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، التي تسيطر على العاصمة صنعاء، منذ الانقلاب مطلع العام 2015، على استهدافه.
وهاجمت الوزان وأمها السائق، لأنه انتقد خطوة الحوثيين الأخيرة، بعد قرارهم صرف رواتب الموظفين عبر البطاقة التموينية، ورغم أن السائق معارض للتحالف العسكري العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين، إلا أنه لم يسلم من هجومها.
لكن الوزان أثارت حفيظة اليمنيين حينما كتبت بالعامية "نداء لرجال الأمن الصادقين"، وبدأت بسرد القصة.
وكتبت باللهجة اليمنية "طبعا امي بدأت تهدا وهو ينكش بصوت واطي ومفتجع،، ورجعت أمي بصوت مزلزل قشوع اذاني قلت عتقوم تلطمهقدني مجهزة نفسي اقوم ادعمها وادعسه معاها،، المهم قالت له: اخرس يا حيوان وامشي قدامك اذا تشتي زلطك يا حقير!!
قال لها: شكرا على ذوقش!
ردت أمي: الذوق مع خاين جريمة،، والحجة عند اللي خلوك عايش بيننا!!!
وحاولت "عربي بوست" التواصل مع ندى الوزان إلا أن صفحتها كانت قد أغلقت، لسبب غير معروف، لكن نشطاء قالوا أنه تم إغلاقها من إدارة "فيسبوك"؛ إثر البلاغات ضدها.
قصة سائق التاكسي تختصر كثيراً من قصص القمع المجتمعي الذي يمارسه عبيد الحوثي، وتعزز صورة نقاء اليمني وصبره ودرايته بلصوصه#سائق_التاكسي_يمثلني
— غمدان اليوسفي (@GhamdanAlyosifi) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
مليشيا سلالية؛ ذكورها يأكلون تفاح.. وإناثها متحرشات!#سائق_التاكسي_يمثلني
— Saeed Thabit Saeed (@saeedthabit) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
حركة عنصرية
وعزا نشطاء أسلوب الوزان على عامة اليمنيين بزعم أنها من نسل مقدس، أي آل البيت، إلى رضوخ اليمنيين لانقلاب جماعة الحوثيين وقوات صالح، وقالت الكاتبة فكرية شحرة إنه "تمادينا في السكوت حتى صار الذل وجبتنا الرئيسية".
خلق الله الشيطان وخلق من ضلعه ندى الوزان.#سائق_التاكسي_يمثلني
— Saba Hamzah (@Saba_Hamzah) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
تمادينا في السكوت حتى صار الذل وجبتنا الرئيسية .#سائق_التاكسي_يمثلني
— فكرية شحرة (@fekryaa) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
وبحسب النشطاء فإنه ما تلبث أن تختفي المظاهر الاستعلائية والطبقية من الحوثيين، المنتمين لما يسمى بـ"آل البيت"، حتى تعود من جديد، كفكر مقدس يتربى عليه الأبناء، ومفاد الفكرة "أننا من آل البيت، نحن نحمل الدم المقدس وأعلى شأناً من الآخرين".
وتقوم الحركة الحوثية على فكرة الاصطفاء الإلهي، ويوجد في صنعاء أسر ذات نفوذ داخل حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح تحمل نفس الاعتقاد، وتؤيد جماعة الحوثيين التي نفذت انقلاباً على الرئيس الشرعي والحكومة.
ليس مجرد فتاة بلا تربية هي وأمها.
اليست الحوثية فكرة سلالية عنصرية التحقت بها أسر لا لشيء إلا لرابطها السلالي… https://t.co/uQvDAJC4Ez— عبدالله دوبله (@dubalh) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
تبين لنا صدق ما قلناه مراراً وتكراراً هم يدربون نسائهم واطفالهم لاجل ما يسموه بالطوارئ ،ع ز*^٪# انتي وامك واخوك ي حوثية #سائق_التاكسي_يمثلني pic.twitter.com/AZbq7j7upx
— ' s3aDe ' (@AL7ashime) ٢٥ أبريل، ٢٠١٧
حكاية ندى الوزان عن سلاحها الذي تحمله معها وتلقيها دورة تدريبية مع نساء حوثيات على استخدام السلاح، جعل العشرات من ناشطات حقوق المرأة وناشطات سياسيات يطالبن بتحييد المرأة اليمنية في الحرب.
وعبّرت الناشطة السياسية شذى الحرازي عن صدمتها، من حديث نساء حوثيات عن تلقيهن دورة تدريبية، رغم كونهن ناشطات يقدمن أنفسهم للمنظمات الدولية والحقوقية كناشطات سلام.
وسبق أن عرضت قناة المسيرة، الناطقة باسم جماعة الحوثيين، مقاطع مرئية لعروض عسكرية لنساء وسمن أنفسهم بشعار "زينبيات"، وتحدثن عن استعدادهن للدخول في الحرب المندلعة منذ نحو عامين ونصف.