تردد أنَّ أكثر من 100 من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قُتِلوا بعد إلقاء الجيش الأميركي واحدة من أكبر قنابله التقليدية في أفغانستان، ما يقدم صورة حية عن مدى الحرية التي يمنحها ترامب لجنرالاته في ساحة المعركة.
وطالبت خطة وضعها وزير الدفاع، جيمس ماتيس، لقتال داعش، بالتسريع من عملية اتخاذ القرار، وقد طُبِّقَ هذا النهج الجديد الأسبوع الماضي عندما أمر الجنرال، جون نيكلسون، رئيس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان، بإلقاء واحدة من "أمهات القنابل" لدك نفقٍ ومجمعِ كهوفٍ تابع لداعش، بحسب ما جاء في تقريرٍ لصحيفة تايمز أوف لندن البريطانية.
وقال الجنرال نيكلسون: "أنا محظوظ أنَّ رتبتي تسمح بحرية تقييم الوضع على الأرض".
ولما سئل ترامب، الأسبوع الماضي، عمن اتخذ هذا القرار قال إنه قد أعطى الجيش "تفويضه الكامل"، ليشير بذلك إلى أنه على الرغم من إعلامه بإمكانية استخدام القنبلة GBU-43، فإنه لم يطالب بأن تكون الكلمة النهائية له في هذا الأمر.
وقال موقع ذا ميليتاري تايمز الأميركي إنَّ ترامب "أوفى بوعده بالسماح لقادة الدفاع بالعمل الحاسم دون تدخل من السياسيين".
وقال مسؤول أفغاني إنَّ 94 على الأقل من مقاتلي داعش، بما في ذلك أربعة قادة، قد قُتِلوا.
وما تزال خطة ماتيس لمواجهة داعش قيد النقاش، لكن يُعتَقَد أنها تدعو للسماح بحرية كبيرة للقادة الأميركيين على الأرض لشن غارات وضربات جوية، مع رؤية تقضي بتدمير معاقل المقاتلين في بلاد تشمل العراق وسوريا والصومال واليمن.
وكان الجيش الأميركي قد وضع قواعد صارمة عند التخطيط لأعمال في مناطق مثل الصومال، حيث لا تعد الولايات المتحدة في حرب معها رسمياً. ينبغي أن يكون الهدف تهديداً لأميركا، وينبغي أن يكون المخططون العسكريون واثقين فعلياً من عدم موت أي مدني نتيجة لذلك. وكانت عملية التخطيط متعددة المراحل تلك قد انتُقِدَت داخل البنتاغون لتسببها أحياناً في "مداولات لا تنتهي".
تغيَّرت بعض هذه القواعد. فسُمِحَ بموت المدنيين، في بعض المهمات، لو اعتبرت هذه المهمة ضرورية.
تعرض ترامب لبعض الانتكاسات. إذ أدت غارة فاشلة في اليمن إلى موت 25 مدنياً، وويليام أوينز، أحد جنود نخبة البحرية. وقتلت غارة جوية في العراق، الشهر الماضي، أكثر من 100 مدني.
وقال الخبراء إنَّ ترامب، بإعطائه المزيد من سلطات اتخاذ القرار للجيش، يناور "لتجنب القرارات الصعبة". ويخشى مخضرمو وزارة الخارجية أنَّ هذا الأمر من شأنه تهميش الدبلوماسية، والمخاطرة بإحراز تقدم على المدى البعيد.
وعُيِّنَ إتش آر مكالستر، وهو واحد من الشخصيات الأساسية المحددة لفكر البيت الأبيض، وجنرال من الرتبة الثالثة، مؤخراً مستشاراً للأمن القومي. ألف الجنرال مكالستر دراسة حول حرب فيتنام سلط فيها الضوء على أنَّ قادة الجيش، والبحرية، والقوات الجوية، ومشاة البحرية (المارينز) كانوا خارج دائرة صنع القرار في هذه الحرب لصالح كبار مستشاري الرئيس جونسون. حاول الرئيس تكثيف الهجوم ضد القوات الشيوعية في فيتنام والبلاد المجاورة بزيادات صغيرة وبطريقة سرية، وهي إستراتيجية رآها قادة جيشه حتمية الفشل. وعموماً، لم تصل نصيحة أولئك القادة للرئيس.
يبدو الجيش الأميركي والبيت الأبيض في عهد ترامب حريصين على بناء الروابط بينهما. من ذلك أنَّ جاريد كوشنر، صهر الرئيس، قد سافر ليكون على بعد عشرة أميال من معقل داعش في الموصل بناء على دعوة الجنرال جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ـ هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Times البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.