أفاد ناشط حقوقي عراقي، السبت 15 أبريل/نيسان، بأن سكان الأحياء المحاصرة في الجانب الغربي من مدينة الموصل (شمال) اضطروا للعودة إلى زمن "المقايضة".
وقال الناشط لقمان عمر الطائي إن "سكان الجانب الغربي المحاصر من أهالي مدينة الموصل باتوا يقايضون ممتلكاتهم المنزلية مقابل مواد غذائية".
وأضاف: "تردنا معلومات عن مقايضة شاشة تلفزيون بلازما مقابل عبوتي زيت طعام، واستبدال مجمدة (ثلاجة) مقابل 25 كغم من الدقيق (الطحين)، وأمثال أخرى مشابهة للحصول على حفنات من الرز أو الحنطة".
ولفت الطائي الى أن "الإعلام العربي والإقليمي منشغل بأخبار المعارك فقط ولا يهتم بالوضع الإنساني والمعيشي لأهالي غربي الموصل الذي بات يقترب من مجاعة حقيقية".
من جانبه قال النقيب حيدر علي الوائلي (من الجيش) إن "العوائل أو الأفراد الذين ينجحون بالوصول الى قطعاتنا في أطراف محور بادوش (25 كلم غرب الموصل) يطلبون أي لقمة من الطعام قبل كل شيء".
وأضاف: "بعض ما نسمعه من أولئك الناجين أن الدواعش وعوائلهم لا يعانون من شح الغذاء، بل الأهالي فقط".
وبحسب الوائلي، فإن "الدواعش يحتكرون الكثير من المواد الغذائية، كما سبق أن سطوا على مخازن للمواد التموينية ووزعوا محتوياتها على منازل مختلفة في أغلب أحياء الجانب الغربي تحسباً لمثل هذا الموقف".
وعلى صعيد آخر، قال خلف الجبوري مدير ناحية حمام العليل (جنوب الموصل) إن "السيول وارتفاع مستوى المياه في نهر دجلة قطعا جسر "منيرة" العائم الذي يربط ضفتي النهر ويستخدم لأغراض عسكرية ومدنية تتعلق بنجاة الفارين من معارك الموصل".
وأضاف أن "القوات العراقية تعول على هذا الجسر في إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى غربي الموصل، بعد أن دمر داعش والتحالف الدولي خمسة جسور استراتيجية".
فرار مئات الآلاف
ويأتي ذلك، فيما حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، من أن "مئات الآلاف من العراقيين قد يفرون من غربي الموصل خلال الأيام والأسابيع المقبلة"،
جراء عمليات استعادة المدينة من تنظيم "داعش".
وقال المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن "ليزا غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ذكرت أن نحو 300 ألف مدني فروا من غربي الموصل، وأن مئات الآلاف الآخرين قد يفرون خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
وسبق أن أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، الاثنين الماضي، أن عدد النازحين من الشطر الغربي للمدينة بلغ 281 ألف و630 نازح منذ فبراير/ شباط 2017 (موعد بدء العملية العسكرية في الجانب الغربي من المدينة).
وأردف دوغريك قائلاً "طبقا لبيان أصدرته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، فإن مستوى الضرر في غرب الموصل أكبر بكثير من الشرق، حتى قبل أن تبدأ معركة استعادة المدينة القديمة، وتشير التقارير إلى إلحاق أضرار في ثلث المناطق السكنية في حي الجديدة غرب الموصل".
وتابع "أكد أحدث تقييم لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وقوع أضرار جسيمة في غرب الموصل، إذ دمر أكثر من 1140 موقعاً سكنياً في مختلف أنحاء المدينة".
ولفت إلى أنه "باستخدام صور الأقمار الصناعية والمعلومات من البحوث المحلية، أكد البرنامج أن الأضرار التي لحقت بالمنازل تزيد بمرتين ونصف في غرب الموصل عنها في المناطق الشرقية".
وأكد المتحدث الرسمي على ضرورة "التزام جميع أطراف الصراع، طبقا للقانون الإنساني الدولي، ببذل قصارى جهدها لحماية المدنيين، والحد من الأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية المدنية".
يشار الي أن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية أطلقتها في أكتوبر/تشرين أول 2016 من استعادة النصف الشرقي للموصل، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي، هجوماً لاستعادة الشطر الغربي للمدينة.