نددت كوريا الشمالية، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2017، بإرسال الولايات المتحدة مجموعة بحرية إلى مياه شبه الجزيرة الكورية، في تحرك اعتبرته "متهوراً"، مؤكدة استعدادها لخوض "حرب"، في وقت تشهد المنطقة تصعيداً في التوتر.
وأعلنت واشنطن نهاية الأسبوع الماضي، أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" تتوجه مع القطع المرافقة لها إلى شبه الجزيرة الكورية، بعدما كان من المقرر أساساً أن ترسو في أستراليا.
وجاء هذا القرار في أعقاب الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية للقوات السورية رداً على هجوم كيماوي على بلدة خان شيخون اتهمت واشنطن قوات الرئيس بشار الأسد بتنفيذه، وفسر بأنه استعراض قوة تقوم به إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعدما أبدت استعدادها لتسوية مشكلة برنامجي كوريا الشمالية النووي والباليستي "وحدها" إذا لم تتحرك بكين لضبط جارتها.
وقال متحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، إن إرسال واشنطن مجموعةً بحريةً، تتألف من حاملة الطائرات "كارل فينسون" ومدمّرتين وطراد قاذف للصواريخ، إلى مياه شبه الجزيرة، "يثبت أن التحركات الأميركية المتهورة لغزو جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وصلت إلى مرحلة خطيرة".
وأضاف أن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مستعدة للرد، أياً كان نوع الحرب الذي تريده الولايات المتحدة".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي فاجأ الجميع الأسبوع الماضي بسرعة رده العسكري على هجوم كيماوي اتهمت إدارته دمشق بشنه على بلدة سورية، طلب من مستشاريه أن يقدموا له "مجموعة كاملة من الخيارات" للتصدي لبرنامج بيونغ يانغ النووي، على ما أعلنه مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ريموند ماكماستر الأحد.
ورأى بعض الخبراء في الضربة الصاروخية الأميركية على سوريا رسالة موجهة إلى بكين وبيونغ يانغ، مفادها أن سياسة الإدارة الجديدة تقضي بتزامن الأفعال مع الأقوال.
إجراءات هجوم مضاد
غير أن الرد الكوري الشمالي الثلاثاء، يوحي بأن نظام كيم جونغ أون لا يعتزم تبديل موقفه. وقال المتحدث باسم الخارجية الكورية الشمالية: "سنتخذ أشد إجراءات الهجوم المضاد في وجه المستفزين من أجل الدفاع عن أنفسنا بقوة السلاح".
وتابع: "سنحمّل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية الناجمة عن أفعالها المشينة".
وسعَتْ كوريا الشمالية، السبت، لتثبت أنها لن تسمح للولايات المتحدة بتخويفها، فأكدت أن الضربة الأميركية في سوريا تثبت "بأكثر من مليون مرة" صوابية برنامجها النووي.
وتبرر بيونغ يانغ برنامجيها، النووي والباليستي، المحظورين بموجب عدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، بالخطر الأميركي عليها.
وتسعى بيونغ يانغ إلى تطوير صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ أراضي الولايات المتحدة ويمكن تزويدها برؤوس نووية. وقامت في هذا السياق بتسريع أبحاثها فأجرت تجربتيها النوويتين الرابعة والخامسة منذ مطلع 2016.
ويخشى عدد كبير من المراقبين أن تكون كوريا الشمالية تُعدّ لتجربة نووية سادسة، قد تجريها السبت بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى الخامسة بعد المائة لولادة مؤسس النظام كيم إيل سونغ.
كذلك، يرى نظام كيم جونغ أون في المناورات العسكرية السنوية المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حالياً، تهديداً له باعتبارها تدريبات على شن حرب.
وأجرى الممثل الخاص الصيني لشبه الجزيرة الكورية، الدبلوماسي وو داوي، محادثات الإثنين مع نظيره الكوري الجنوبي، تناولا خلالها الملف النووي. وأفادت سيول بأنهما اتفقا على تدابير "قوية" في حال قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية جديدة.
وجرت هذه المحادثات بعد أيام على أول قمة عقدها ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في فلوريدا.
وأبدى وزير التوحيد الكوري الجنوبي، هونغ يونغ-بيو، الإثنين مخاوفه من عواقب عملية عسكرية محتملة ضد كوريا الشمالية.
وقال للصحفيين: "قد تكون ضربات استباقية تهدف إلى حل المشكلة النووية الكورية الشمالية، لكن بالنسبة لنا، يجب التفكير أيضاً في سلامة المواطنين".