قالت مصادر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث خلال زيارته الحالية للبلاد عدداً من مشاريع الاستثمار ولا سيما في مجال الأمن الغذائي نافياً أن يكون الجانبان الإثيوبي والقطري قد بحثا قضية سد النهضة الذي يثير الخلافات مع مصر.
وقالت المصادر إن أمير قطر الذي وصل أمس الإثنين 10-4-2017، في زيارة تستمر يومين ضمن جولة أفريقية تقوده أيضاً إلى كينيا وجنوب أفريقيا، يهدف من الزيارة إلى تفعيل الاتفاقيات السابقة وتحريك الاستثمار القطري في إثيوبيا وزيادة التبادل التجاري وتشجيع رجال الأعمال القطريين على دخول السوق الإثيوبي والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تقدمها الحكومة الإثيوبية وخاصة في مجال الأمن الغذائي.
وأضافت أن المباحثات ستشمل أيضا التعاون في مجال محاربة الإرهاب، ورفع التأشيرة بين دبلوماسيي البلدين كما أن هناك خطة لفتح مركز طبي متقدم في إثيوبيا بتمويل قطري.
وأكد الشيخ تميم خلال الزيارة أن قطر ستواصل دعم إثيوبيا في بناء مشاريع البنية التحتية وغيرها، كما أعرب عن تقديره لجهود إثيوبيا لضمان السلام والأمن الإقليميين، وتعهد بالعمل مع إثيوبيا لحماية المنطقة من المخاطر الإرهابية.
فيما دعا رئيس الوزراء "هايلماريام ديسالنج" المستثمرين القطريين إلى الاستثمار في إثيوبيا وتعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمى بين البلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية "ميليس إلم" إن الزيارة تتيح فرصاً لإثيوبيا لإظهار إمكاناتها الاستثمارية للمستثمرين القطريين.
ونقلت صحيفة "إثيوبيان هيرالد" عن الأمير تميم قوله إن: "دور إثيوبيا الاستراتيجي كان السبب وراء أن تكون أديس أبابا هي وجهة زيارته الأولى لإفريقيا".
وذكرت الصحيفة أن صندوق التنمية القطري أعرب عن رغبته في تمويل عدد من مشاريع البنية التحتية الإثيوبية، مع التركيز على مشاريع النقل والطرق والسكك الحديدية، ومشاريع الطاقة المتجددة.
لكن مصادر "عربي بوست" لفتت النظر إلى أن الجانبين القطري والإثيوبي لم يناقشا قضية سد النهضة الإثيوبي، والذي سيقلل عند اكتمال بنائه بشكل جذري من حصتي مصر والسودان في مياه النيل.
ومنذ عامين، تعاني مناطق واسعة في إثيوبيا من موجة جفاف هي الأسوأ خلال الخمسين عامًا الماضية، وفي ذلك نقلت صحيفة "إثيوبيان هيرالد" عن الأمير القطري رغبته في إرسال فرق إغاثة قطرية إلى المتضررين من الجفاف بهدف المساعدة الإنسانية، ومساندة السلطات.
وكانت إثيوبيا وقطر اتفقتا خلال الاسبوع الماضي على ان تتبني قطر مشروعًا لترميم التراث والاثار الاسلامية في إثيوبيا وذلك خلال اقامة السفارة الاثيوبية في قطر معرضا للتراث والآثار الإثيوبية الإسلامية بحضور وزيرة الثقافة والتراث الاثيوبي "هيروت ولد ماريام" حيث وقع الجانبان عددًا من الاتفاقيات بين البلدين في مجال حماية التراث وتطوير السياحة بين البلدين.
وقالت المصادر إن إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 100 مليون شخص تعد وجهة السوق المحتملة لدولة قطر خلال المرحلة القادمة، ما سيتيح لها تسويق منتجاتها في السوق القطري.
وغدت إثيوبيا خلال السنوات الماضية أرضًا خصبة للاستثمار العربي والعالمي، حيث تنشط بها الاستثمارات السعودية والإماراتية وحتى التركية والإيرانية والإسرائيلية، وتعد الصين أكبر مستثمر فيها وذلك في إطار جهودها لتعزيز وجودها الإفريقي.