البدايات السليمة مفتاح النجاح

ولو نظرنا إلى بداية المشاهير الفنانين والمغنين وغيرهم، فسنجد أن أغلبهم بدأوا مشوارهم بأعمال تكون ضعيفة أو لا تكون بمستوى احترافي ومتقَن ينافسون به غيرهم في مجال العمل، ويتطلب منهم وقتاً طويلاً حتى يتحسّنوا وليتكوّن عندهم أسلوبهم الخاص وشكلهم الخاص وبعدها يقدمون أعمالاً ذات قيمة ويبدأون بشق طريقهم نحو النجاح بعد تجارب ومحاولات كثيرة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/08 الساعة 03:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/08 الساعة 03:49 بتوقيت غرينتش

الحياة التي نعيشها مليئة بالتجارب والأحداث المختلفة والتي نخوض فيها العديد من التحديات والتجارب والتي تعلّمنا كل جديد بالاكتشاف والمحاولة والبحث والفهم.. لكي نعيش حياة مميزة لا عادية، يجب أن يكون لدينا أهداف وغايات نسعى لتحقيقها، فمن منا لم يحلم -ولو للحظة- بالنجاح، وحاول بشتى الطرق والوسائل أن يصل إلى طريق النجاح، وتمنى أن يصبح مثل الناجحين الذين تملأ قصص نجاحاتهم وإنجازاتهم التاريخ بما أفادوا به الناس واستفادوا؟ "فلا خير بعلمٍ أو عملٍ غير مفيد" مهما بلغت عظمته، فالنجاح الحقيقي هو ما يذكرك الناس به.

البداية، هي مرحلة التأسيس والبناء؛ فإن صحّت يصح العمل ويسهل الطريق وتشق آفاقاً واسعة نحو أهدافك، وهؤلاء الناجحون الذين نراهم في حياتنا كل يوم كانت لهم بداية خاصة أوصلتهم لما هم عليه الآن. البداية التي يرى البعض نفسه فيها في قعر الفشل ولا يعلم أنه فقط لو صبر وعمل أكثر فستقوده نحو طريق النجاح، البداية الغامضة المليئة بالمشقات والمحاولات الفاشلة، البداية الصعبة المتعبة المرهقة والتي تكره كل لحظة تتألم فيها وتسقط فيها، البداية التي تُدخلك في أكبر تحدٍّ بحياتك.. فهل ستقدر عليه؟

أهم ما يستوجب أن يعلمه كل حالمٍ وباحثٍ عن النجاح، هو أن يبدأ بأحسن شكل ممكن "البداية السليمة"؛ فكلما كنت تملك وعياً سديداً ومعرفةً ودراسةً أكبر تقل أخطاؤك، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن نجاحك سيكون مضموناً؛ فذلك يرجع إلى اجتهادك، وخطواتك الصحيحة، وحجم إنجازك، والمغامرة في التجارب الجريئة، وتعلّمك ممن سبقوك على الطريق نفسه.

ربما يكون النجاح أمراً مقدوراً عليه، وربما يكون سهلاً الوصول إليه، فأي إنسانٍ يمكن له أن ينجح بشيءٍ ما أو بعملٍ ما، وقد لا يحتاج جهداً كبيراً وبأبسط الأسباب، ولكن أحياناً يصعب أن يستمر على العزيمة نفسها والمستوى الذي بدأ عليه، خاصة عند بلوغه هدفه والاطمئنان إلى أنه حققه؛ فلذلك "الثبات على النجاح أصعب من الوصول للنجاح نفسه"، وهنا يظهر من يستحق النجاح فعلاً.

الثبات، والتجديد، والتطور والتغيير، كلها عناصر أساسية للنجاح؛ فلا نجاح بلا تطور وتغيير، فالحياة تتطور بسرعة فإذا لم نلاحق هذه التغيرات فسنظل متأخرين ومتخلفين عن العالم الحديث وبشتى مجالات الحياة، وكل الناجحين كانوا يحسّنون من أنفسهم وأفكارهم وأعمالهم إذا توجب عليهم ذلك في أي زمان وأي مكان، وأثبتوا أنفسهم في كل الظروف التي يمرون بها، فلم ينتهِ بهم الحال عاجزين أمام هذه التغيرات؛ بل عرفوا تماماً ما يجب عليهم فعله لكي يستمروا على نجاحاتهم، ولذلك هم حقاً ناجحون.

لا أرى أوضح من مثالٍ عن عالم الفن والشهرة، فكثيراً ما نرى مغنياً يظهر فجأةً ويحطم الأرقام ويسطع نجمه بالشاشات، ولكن لفترة قصيرة ومن ثم يختفي أو تكون باقي أعماله ضعيفة ولا تحقق النجاح المطلوب، وتظهر مثل هذه الحالة في كثيرٍ من الفترات، ومثلها مثل بعض من كانوا في الماضي مشاهير وناجحين ومتميزين وشاع صيتهم بكل مكان وكانت لهم مكانة مرموقة، والآن لا نسمع عنهم شيئاً وكأن عصرهم اندثر!

وغالباً، ذلك بسبب أنه لم يعد عندهم شيء جديد يقدمونه؛ لأنهم لم يتطوروا ويحسنوا من أنفسهم عند كل تغير يطرأ على مجال عملهم، فانتهى بهم الحال مسجونين في صفحات الماضي، وهذه الحالة منتشرة بشكل كبير في مجتمعنا وحياتنا، ولها من الأمثلة الكثير.

ولو نظرنا إلى بداية المشاهير الفنانين والمغنين وغيرهم، فسنجد أن أغلبهم بدأوا مشوارهم بأعمال تكون ضعيفة أو لا تكون بمستوى احترافي ومتقَن ينافسون به غيرهم في مجال العمل، ويتطلب منهم وقتاً طويلاً حتى يتحسّنوا وليتكوّن عندهم أسلوبهم الخاص وشكلهم الخاص وبعدها يقدمون أعمالاً ذات قيمة ويبدأون بشق طريقهم نحو النجاح بعد تجارب ومحاولات كثيرة.

هنا لا بد أن نعرف أن النجاح لا يولد معنا بل نصنعه بأنفسنا، نكتبه بأيدينا و نرسم المستقبل بفرشاة كسرت مئة مرة ومرة وبعد كل مرة تعود أقوى من قبلها ، هكذا يصنع النجاح.

ابحث عن الطريق الأفضل، وعن العمل الأفضل الذي يترك أثراً عند بالناس ويعود عليهم بالفائدة والمنفعة؛ حتى تحفر اسمك بكتب التاريخ ويذكرك الناس مثل عظماء التاريخ الذين ما زالت أعمالهم حاضرة بكل عصر ومكان. وهذا العمل يحتاج وقتاً وجهداً كبيراً، وليس من السهل تحقيقه، فكلما كان أصعب كانت لذة النجاح أجمل، وصار تأثير عملك على الناس أكبر، ليس مثل العمل الضعيف الذي كان سهلاً الوصول إليه، غالباً لا يدوم طويلاً ولا يؤثر على الناس بشكل كبير وفائدته تكون قليلة.

كوِّن شخصيتك المستقلة وفكرك المستقل وعملك المميز وعالمك الخاص، كن أنت نفسك حتى وإن بدأت مقلداً أو معتمداً على غيرك، لكن لا تستمر على ذلك، ولا عيب في البداية الخاطئة، فكيف لا تتعلم إذا لم تخطئ! استقلَّ بذاتك، كن سباقاً نحو النجاح.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد