تورّط في عدة اعتداءات حول العالم مواطنون من أوزبكستان التي ينتمي إليها الموقوف بشبهة تنفيذ اعتداء استوكهولم، أمس الجمعة، وعرفت في تسعينات القرن الماضي ظهور حركة إسلامية تشهد انتشاراً اليوم.
وأعلنت السلطات السويدية، السبت 8 أبريل/نيسان، أن المشتبه به الرئيسي في عملية دهس المارة في أحد شوارع استوكهولم المزدحمة، الجمعة، والتي أسفرت عن أربعة قتلى هو أوزبكي يبلغ من العمر 39 عاماً ومعروف لدى جهاز الاستخبارات الوطني.
وبذلك، يرتفع إلى ثلاثة عدد الهجمات التي وقعت خلال الأشهر الأربعة الماضية ويعتقد أن منفذيها على ارتباط بالبلد الواقع في آسيا الوسطى.
وهذه بعض المعلومات المتعلقة بالحركة الإسلامية في أوزبكستان، الجمهورية السوفييتية السابقة.
القتال في الخارج
دفع الفقر والفساد والمناخ السياسي الخانق الذي تفرضه أنظمة دول آسيا الوسطى الاستبدادية بالشبان إلى حمل السلاح.
وتفيد تقديرات مجموعة الأزمات الدولية أن بين ألفي وأربعة آلاف مقاتل من آسيا الوسطى ربما انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
ولم تنشر أوزبكستان، المجاورة لأفغانستان غير المستقرة، قط إحصائيات عن عدد مواطنيها الذين يشتبه بأنهم انضموا إلى صفوف المجموعات الجهادية في الخارج.
إلا أن مجموعة الأزمات الدولية أشارت إلى أن العدد الأكبر من الداعمين لتنظيم الدولة الإسلامية ضمن مجموعة واحدة بين مواطني دول آسيا الوسطى، هم إما من الأوزبكيين أو من مواطني الدول المجاورة المتحدرين من أصول أوزبكية.
وكان عبدالقادر مشاريبوف مرتكب الاعتداء على ملهى ليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة والذي أوقع 39 قتيلاً، من أصل أوزبكي.
وفي السياق ذاته، أفادت التحقيقات بأن المشتبه به الذي فجّر نفسه في مترو مدينة سان بطرسبورغ وقتل 13 شخصاً هو مواطن روسي ينتمي إلى عائلة أوزبكية في قرغيزستان في آسيا الوسطى.
ولم تعرف بعد دوافع الهجوم إلا أن السلطات الروسية أشارت إلى صلاته المحتملة بتنظيم الدولة الإسلامية الذي لم يعلن مسؤوليته.
الحركة الإسلامية
شهدت منطقة آسيا الوسطى قيام بعض المجموعات الجهادية منذ زمن طويل مثل حركة أوزبكستان الإسلامية التي أعلنت عام 2015 عن دعمها الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتصنف الولايات المتحدة الحركة التي تأسست في أواخر التسعينات على أنها مجموعة إرهابية. وتشير الأمم المتحدة إلى أن بعض قادتها شغلوا مناصب عُليا في تنظيم القاعدة.
وأفادت الحركة بأن مقاتليها تورّطوا في هجوم على مطار دولي في كراتشي بباكستان أدى إلى مقتل 37 شخصاً في حزيران/يونيو 2014.
واتهمت الحركة وإحدى المجموعات المنشقة عنها بشن سلسلة تفجيرات وهجمات أخرى هزت العاصمة الأوزبكية طشقند بين عامي 1999 و2004.
إلا أن المجموعة فشلت في إنشاء قاعدة لها في البلد السوفييتي السابق وانتقل عدد من أعضائها إلى أفغانستان، حيث مُنيت بخسائر كبيرة إثر الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
حملة اعتقالات
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، شنت السلطات الأوزبكية في ظل النظام العلماني الذي قاده إسلام كريموف الذي حكم البلد منذ استقلالها حتى وفاته عام 2016 حملة اعتقالات استهدفت المقاتلين الإسلاميين.
وتعاني جيوش المنطقة، والتي يعد الجيش الأوزبكي أكبرها، من نقص في القدرة على التعامل مع التداعيات المحتملة للعنف في أفغانستان، حيث يسعى مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى تعزيز تواجدهم.
وخرجت أوزبكستان من منظمة أمنية تقودها روسيا عام 2012 وألغت تأجير قاعدة عسكرية للولايات المتحدة استخدمت في العمليات في أفغانستان بعدما دعت واشنطن إلى تحقيق في حملة اعتقالات قاسية شنتها طشقند ضد متظاهرين عام 2005.